الصيام جزء من شعائر رمضان، وهو ليس صياما عن الأكل والشرب بل ممارسة تعبدية وروحية وصحية متكاملة. تلك الشعائر تتدرج في سلم يبدأ من الفرض (الصيام) ويستكمل بالسنن والمندوبات (الصلوات والأذكار والشعور الطيب والبذل والأخلاق الحسنة والممارسات اليومية السليمة)، و كلما زاد المسلم من تلك الأعمال كلما حقق فوائد رمضان. إن تركيز الشخص على مسألة الصيام والجوع والأكل فقط لا تحقق الفوائد الروحية والصحية والنفسية التي جاء من أجلها الصيام وبقية شعائر رمضان المبارك. إن تضييق فكرة رمضان في مسألة الأكل والشرب هي أحد أهم أسباب التهافت المحموم على مراكز التسوق التي رأيناها في الأيام الأخيرة، وكيف أن المواد الغذائية بكل أنواعها تنفذ من تلك الأسواق بعد نهاية كل فترة يفتتح فيها السوق. نحمد الله على النعم التي أنعم بها علينا ولكن من شكرها حفظها وعدم الإسراف فيها، والإسراف وصل إلى بعض موائد تفطير الصائمين للأسف. قصر عبادة رمضان على عدم الأكل في نهار رمضان أفرز بعض الممارسات السلبية مثل النوم طوال اليوم والسهر وتناول أضعاف كمية الطعام التي يحتاجها الجسم طول الليل وانخفاض الإنتاجية بحجة الصيام، وللأسف من يفعل تلك الممارسات السلبية لا يشعر بروحانية رمضان ولا يستفيد جسمه صحياً من الصوم ولا يحقق أهدافه فينتهي الشهر كما بدأ.