في الرياضة ونحن في زخم كأس العالم بالبرازيل، نلحظ أن كل المشهد يتركز على "الرياضة" لا شخصيات ولا أفراد، بل العمل فقط، لا أعرف من هو رئيس الاتحاد البرازيلي ولا الإنجليزي ولا الهولندي ولا اي منتخب مشارك الآن. هل هو مهم الحديث عن الأشخاص؟ أبدا.. العمل هو من يتحدث في المشهد البرازيلي، ملاعب، استعدادات، إمكانيات، بنية تحتية وهكذا.. نفس الشيء ينطبق على شأن الكرة والرياضة في دول أوروبا المتقدمة، فلا نعرف من هو رئيس النادي في البعض منها، ناهيك عن رئيس اتحاد الكرة. لست بصدد التركيز هنا على "الأشخاص" أو من يقود الرياضة في هذه الدول، ولكن "العمل" هو المتحدث الرسمي دوما. لا يمكن ان توجد رياضة حقيقية بدون التعامل معها كفكر "تجاري وصناعي" ويجب ان نعترف بهذا، فلن تتقدم الرياضة بدونها، ومعها يكون "المنتج" وهو هنا اللاعب، والأدوات المساعدة وهي البنية التحتية، والإدارة والتخطيط لكل ذلك. الرياضة تحتاج إلى فكر وتخطيط "صحيح" وإمكانيات بقدر المستطاع، وتحتاج إلى تجهيز وإعداد جيل من الشباب من الصغر، يملكون أدوات لكي ينجحوا "الملاعب – التوجيه – الحافز – التدريب – الاهتمام وغيرها" وحين تتوفر "للقاعدة من الشباب" كل ذلك ووفق أرض صلبة من البنية التحتية، ستكون هنا البداية لا النهاية. من المهم في الرياضة خلق وإيجاد الكادر "البشري" القادر على " الإدارة والتخطيط "السليم و"الفعال" وأن يكونوا متخصصين أصحاب علم ومعرفة ودراية، وبعيدا عن كل ما من شأنه "شخصي" أي الميول والتعصب هما اللذان "يقتلان " رياضتنا للأسف ويغذيهما "الإعلام خاصة التلفزيوني وشبكات التواصل" بلا ضابط يحاسب المخالف أو من يتجاوز ويغذي التعصب لدرجة الوصول ان يقيم الشخص طبقا "لميوله" فما هي ميولك أقولك لك رأيي بك. وهذه خطأ كبير ويقضي على كل من يعمل بجهد وإخلاص وأمانة، وهل يوجد من يعمل بالرياضة بلا ميول من الأصل ؟؟ نحتاج إلى ضبط الإعلام مع كامل حريته، ولكن بدون الدخول في الاتهامات والميول والتعصب الذي يقتل كل شيء جميل لدينا وهذا هو واقعنا. يجب العمل على مسارات عدة لتطوير الرياضة ببلادنا وما قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بتعميد بناء 11 استادًا رياضيًا إلا تجسيد لاهتمام الدولة والحاجة للعمل للشباب وتوفير ما يحتاجون، وتبعه قرار تعيين الأمير عبدالله بن مساعد رئيسا لرعاية الشباب، إلا أيضا تأكيد آخر على الرغبة الملكية والدولة بالنهوض بقطاع الرياضة بكل مساراته. العمل الحقيقي هو ما نحتاجه والإنجاز والتغيير الإيجابي هو المنتظر والمتوقع من "رجل أعمال" وهو الأمير عبدالله الآن، الذي يدرك ويعرف أقصر طرق النجاح، فلنقف معه وندعمه بعيدا عن الضوضاء الإعلامية والميول والتعصب والعمل على تشجيعه ونصح وتقديم الاقتراح كل في مجاله، وأن يمنح الوقت الكافي لكل ذلك، فهي لن تكون سهلة ولن نتوقع شيئاً على الأقل قبل مرور سنة أو سنتين، الرياضة نحتاجها بفكر تجاري وصناعة حقيقية تتغير على أرض الواقع ونلمسه للأفضل وهذا ما نتوقعه وننتظره.