عندما يداهمك المرض فجأة؛ فإنك على الفور تتجه إلى أقرب طبيب ليصف لك الدواء، فتأخذه متوكلاً على الله الذي جعله سبباً لزوال هذا العارض الصحي وإن كان يسيراً كالصداع مثلاً، فتجد بعد ذلك راحة وتعود إلى سابق عهدك معافى، هذا في وقتنا الحاضر، أما فيما مضى فقد كان حال المريض أصعب من ذلك وأشد، فلن يجد طريقاً إلى العافية سريعاً لعدم توفر العلاج المصنع والمركب كيميائياً، بل سيكون علاجه من صيدلية الحياة التي هي الأعشاب الطبيعية والوصفات الشعبية التي قد تخطئ وتصيب، فليس لها نفس دقة العلاج الحالي الذي يريح المريض من علته بعد سويعات بل دقائق أحياناً من تناولها. هذا الوضع يدعو إلى التفكر في الطريقة التي كان يتعامل معها الناس في تلك الفترة مع الأمراض، وما هي العلاجات التي كان يستخدمها؟، ومن أين يأتي الدواء؟، كل هذه الأسئلة تجعل الشخص يغوص في أعماق الماضي، وينبش ما تبقى في الذاكرة من أيام صعبة واجهها المرضى في ذلك الحين، بدءًا من التشخيص إلى تعاطي الأدوية على بساطتها. وقد وصف الكثير من الناس قديماً بعض الأمراض التي تنغص على المرء صفاء حياته، وقرنوها بالهم الذي هو من أشد أعداء الإنسان، فضربوا بها الأمثال على اختلاف تصنيف أشدها فقالوا: "لا همّ إلاّ همُ العرس، ولا وجع إلاّ وجعُ الضرس"، وقالوا أيضاً: "لا همّ إلاّ همُ الدين، ولا وجع إلاّ وجعُ العين"، وغيرها الكثير. ولا يزال الإنسان منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا جاداً بالبحث عن الأدوية المناسبة لكل مرض، فاستطاع على مر السنين القضاء على معظم الأمراض التي كانت فيما مضى مستعصية، فباتت في يومنا هذا خفيفة بفضل اكتشاف الدواء المناسب لها، ولو عدنا إلى الوراء قليلاً بما يقارب القرن من الزمان لوجدنا اختلافاً كبيراً في طريقة تعامل الإنسان مع الأدوية التي أفرزها تقدم الطب الحديث، فبالأمس القريب لم يكن هناك أطباء بمعنى الكلمة نالوا شهادة الطب وتخرجوا أطباء بشهادات معتمدة تمكنهم من التعامل مع المرضى بالكشف عن الأمراض والعلل وصرف الدواء لهم بل وإجراء العمليات المعقدة، وإنما كان من يمارس الطب يعتمد على خبرات اكتسبها من التجربة أو من احتكاكه بأصحاب الخبرة. «المر» مضاد حيوي، «الصَبر» للقروح، «العشرق» للإمساك، الحبة السوداء ل«دوار الرأس»، و«المسمار» لوقف الدم أدوية شعبية كان الناس فيما مضى يعتمدون اعتماداً كلياً على الأدوية الشعبية، نظراً لعدم توفر الدواء المصنع وكان من يوصف هذه الأعشاب الطبية أطباء بالخبرة ذاع صيتهم في ذلك الزمان، إضافةً إلى طبيبات شعبيات كن يعالجن النساء ويصفن لهن الدواء، والتي تتلخص في الوصفات المحلية كالكي بالنار وتجبير الكسور والحمية الغذائية وفصد العيون -علاج الرمد- والختان، ومن أهم الأدوية التي توصف للمرضى آنذاك أيضاً "الحبة السودة"، وهو نبات يعالجون به "دوّار" الرأس، حيث يغلى على النار مع الماء ثم يدق ثم توضع فى قماش ثم يستنشق ويحرق تحت المرأة النفساء والأطفال الرضع، كذلك "الصَبر"، وهو نبات بني اللون طعمه حار يابس يستخدم لعلاج القروح، حيث يذوب فى الماء ويمسح على القرحة وكذلك يستخدم كعلاج لعظام الأطفال، إضافةً إلى "العشرق"، وهو نبات أخضر اللون طعمه مر لاذع يعالجون به الإمساك حيث يخلطونه مع اللبان والزعتز والهليلى وماء الورد والملح ثم "ينقعونه" من المغرب حتى الصباح ثم يشرب "منقوعه" ويتناوله الشخص مرة واحدة، حيث يحدث إسهالاً ينظف المعدة، ويسمى هذا الدواء أيضا الحلول، إلى جانب "المُرْ"، ويعمل كالمضاد الحيوي في أيامنا هذه، وهو نبات بُنى اللون مُر لاذع يستخدمونه لأوجاع البلعوم حيث يؤكل جافاً قطعة صغيرة، وكذلك يستخدمونه لوجع الأرجل حيث يمسح عليها المُر من الخارج، وكذلك يستخدم في تخفيف آلام الصداع والاورام الخفيفة، وهو يقي أيضاً من "الشمم"، أي من تعرض صاحب الجروح لروائح نفاذة كرائحة الطيب. حبوب «النوفالجين» لها مفعول سحري في تخفيف الآلام شجات وجروح ومن الأدوية أيضاً "الحلبة" و"الحلتيت" و"الرشاد" و"الكمون"، ومن العلاجات ما يسمى "ترفيع السقاط"، لعلاج "مرض أبو عظيم"، بحيث تدخل المرأة إصبعها في حلق الطفل لرفع العظم، فعند نزول العظم فانه يمنع الطفل من الرضاعة، أما للجروح فقد كان يستخدم مسحوق "القرنفل" الذي يسمونه "مسمار"، فيوضع على الجروح ليوقف تدفق الدم ويعمل على سرعة شفاء الجرح وخياطته، وكانت "الشجات" والجروح منتشرة فيما مضى لشدة العراك بين الأطفال والمراهقين، خاصةً في منطقة الرأس فيسمون الاصابة "فلقة"، أما جروح اليدين والرجلين فقد كان يستخدم لها "العطبة"، وهي إشعال النار في قطعة قماش قطنية ومن ثم إذا صارت كالجمر تطفأ النار ومن ثم تلصق فوراً على الجرح، فتوقف الدم وتعلوا المنطقة السواد ويجد الجريح ألماً شديداً لكنها تساعد على وقوف الدم فوراً وشفاء الجرح في بضعة أيام، وحل محلها محلول أحمر مطهر كان الناس يطلقون عليه اسم "ترتريون"، وهذا الاسم مأخوذ من اسمه الأجنبي. ومن الأطباء الشعبيين المشهورين والقليلين في ذلك الوقت "ابن مهيني" و"أبو عون" -عبدالعزيز بن جابر- و"أحمد الدكان"، ومن الطبيبات المشهورات قديماً في الرياض "منيره بنت أحمد الدكان" المسماة "أم عبيد"، وكانت تعالج الرجال والنساء والأطفال، كما كان هناك أناس ليسوا أطباء ولكنهم يستعملون الرقية الشرعية ومن المشهورين "مساعد بن عبدالله الوشمي" -إمام مسجد خالد القديم بالرياض القديمة-. طبيب مزيّف وعند الحديث عن الطب الشعبي فإن المجال واسع والمنتسبين إليه كثر، ولكن الحاذقين به قلّة، ومما يستشهد به هو تلك القصة الطريفة التي كان بطلها اثنان منذ أكثر من سبعة عقود من الزمن، حيث اهتدوا إلى فكرة يستطيعان بها توفير المال بدون تعب في ظل شح موارد الرزق وقلة من يطلب أحداً يعمل لديه بأجر، فقررا أن ينتحلا شخصية طبيب شعبي ومساعده، فبحثا عن المرضى خارج القرية، خاصةً من أهل البادية الذين يجهلون ما يقدمونه من أدوية، وهي قارورة من شراب التوت وقارورة "شطّة"، فمن يشتكي من ألم في رأسه أو بطنه يعطونه مقدار فنجان من شراب التوت ذو المذاق الحلو، فعندما يتناولها المريض يعجبه طعمه فيقول: "زدني يا دكتور من ذا العلاج يا حلو طعمه"، فيقول: "شربت بما فيه الكفاية والزود يضرك" -خوفاً من نفاد الكمية-، والعجيب أن المريض يحس براحة وكأنه شفي فيعطيهما ما تيسر من أقط أو سمن أو تيس صغير، وبعد الجولة يعودان بما كسباه فيقتسمانه بينهما بالتساوي، واستمرا في ذلك حتى حدث لهما موقف قررا بعده التخلي عن هذه المهنة المزيفة نهائياً ألا وهو أنهما مرا ببعض سكان البادية وكان كبيرهم لديه ولد كانت عيناه متورمتين ولا يستطيع فتحهما من الافرازات وكان شبه أعمى، فلما حضرا إلى المريض عالجاه أمام والده والحاضرين، فقال والده: "إن هو شفي فسأعطيكما أفضل خروفين لدي"، فقال الطبيب لمساعده: "أعطني الشطة"، فتح عين الصبي بصعوبة ومن ثم نقط فيها بشدة من الشطة وفتح الأخرى ونقط فيها بشدة أيضاً مما أصاب عينية بالحرق، وما هي إلاّ لحظات حتى صرخ الصبي من شدة الألم وانطلق هائماً على وجهه وهو يصرخ ويبكي فلما شاهد الطبيب حالته قرر الهرب هو ومساعده، إلاّ أن والد الصبي أمسك بهما وأجبرهما على الجلوس وقال: "إن أصاب ولدي مكروه فسأقتص منكما"، فجلسا والخوف والذعر يكاد يقتلهما، أمّا الصبي فإنه من كثرة الصراخ ذهب بعيداً تحت ظل شجرة، وبعد ساعات استيقظ وعاد إلى والده وقد أسبلت عينيه الدموع واستطاع أن يفتحهما وينظر بهما، وصارت هذه الشطة كمعقم لعينيه ومطهر، ففرح والده وأعطى الطبيب ومساعدة خروفين سمينين جداً، فحمدا الله على سلامة الصبي وأخذا غنيمتهما وعادا إلى القرية وتركا هذه المهنة بلا رجعة. طبيب مزيف يُخاطر هو وزميله في علاج الناس ب«التوت» و«الشطة» وينجحان بالصدفة مستشفى الشميسي استمر الحال بالعلاج بالطب الشعبي حتى عرف الناس العلاجات الحديثة وعرفت الأدوية ولكنها على مستوى بسيط جداً، علماً أنه كانت تعرف بعض الحبوب وقت انتشار المرض سنة الرحمة عام 1337ه وتسمى "الكينة"، ولكن لم يكن انتشارها على نطاق واسع، إلى أن افتتح الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- أول مستوصف بالرياض في منطقة "الحلة" في بيت "الطبيشي"، كان الناس يسمونه ب"الصحية"، ويقع في حي "القِري" -جنوب شرق سور الرياض القديمة-، حيث كانت الخدمة الصحية تقدم لسكان الرياض من مستوصف طيني متواضع أنشئ عام 1347ه. وبدأت في ذلك العام ورود أولى شحنات الدواء وإن كانت قليلة ومحدودة الأنواع، وكان يوجد في ذلك المستوصف طبيب أو طبيبان وأدوات بدائية وقليل من الدواء ويخلو من الأسرّة، ثم انتقل الى مقر المعاهد العلمية وكليتي الشريعة واللغة الموجودتين بين شارع الوزير والبطحاء، ثم انتقل وطور إلى مستشفى في موقعه الحالي بالشميسي، وتم إنشاء هذا المستشفى في عام 1372ه أواخر عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وكان وزير الصحة وقتها الأمير عبدالله الفيصل -أول وزير لها- وكان للأمير سعود بن عبدالعزيز -ولي العهد آنذاك- دور رئيسي في بنائه، فقد دفع ثمن أرضه البالغة مساحتها (75000م2) وتابع إنشاء هذا الصرح الطبي بعد توليه مقاليد الحكم، حيث افتتحه -رحمه الله- في عام 1376ه، ويعتبر هذا المستشفى أول مستشفى حديث بمدينة الرياض وقفزة نوعية صحية جبارة للمدينة. عملية خطرة وقد عرف الناس العلاجات الحديثة أيضاً منذ قدوم أول طبيب إلى المملكة وهو الطبيب "ديم"، الذي لازالت ذكراه عالقةً في أذهان الأجيال السابقة، ومن ثم عرف الناس الطبيب "رشاد فرعون" الذي أتى به الملك عبدالعزيز وصار يعالج الأسرة وغيرهم ممن يأتون من الناس، وقد كانت الخدمات الصحية بدائية ومتواضعة حيث بدأ التطور شيئاً فشيئاً منذ ذلك الحين، حيث تم توريد جهاز أشعة ووضع في بيت كان يطلق عليه مسمى "قصر الأشعة"، ويقع في "شارع الثميري" يوجد به جهاز وحيد للكشف بالأشعة، وسكن في ذلك المبنى "د.رشاد فرعون" عندما قدم إلى الرياض في منتصف الخمسينات الهجرية -الثلاثينات الميلادية- وعمل كمساعد ل"د.مدحت شيخ الأرض" -طبيب الملك عبدالعزيز في تلك الفترة-، وقد ذكر أنه عمل في ذلك المستوصف الطيني، وأجرى عملية جراحية خطرة على الأرض وبدون تخدير وبأدوات شبه معقمة، واستمر العمل في هذا البيت الطيني المتواضع حتى افتتح الملك سعود رحمه الله مستشفى الشميسي. الإبرة أخافت الصغار كثيراً أثناء حملات التطعيم وظن العديد من الناس خاصةً كبار السن بأن "الأشعة السينية" في بداية تشغيلها في مستوصفات الرياض قديماً بأنها نوع من العلاج، حيث يحس بتحسنه من المرض، وفي قصة طريفة فقد جاء اثنان بوالدهما المسن الذي يشتكي ألماً في صدره جراء إصابته بكدمة قوية إلى الطبيب الذي حوله على الفور إلى قسم الأشعة لتصوير عظام صدره، للتأكد من عدم وجود كسور بها، ولما ذهبا به إلى الأشعة وتصويره التي كانوا يسمونها "الإشاعة" سأله ولداه: "كيف حالك الآن؟"، فقال: "كني بعد هالإشاعة أحسن". أدوية حديثة وحلّت الأدوية المصنعة والمركبة كيميائياً محل الأدوية الشعبية الدارجة فيما مضى، وصار لها أثر السحر في معالجة الأمراض والقضاء عليها نهائياً وذهاب ألمها في وقت وجيز، فوثق الناس بها واعتمدوا عليها بعد الله في معالجة مرضاهم، لكن قلة من الناس التي تقف في وجه كل جديد وتحاربه، بل لم تعترف بها كطريقة للعلاج، فعندما يصرف له الطبيب "أقراص" العلاج يأخذها متعجباً ويقول: "كيف أبتلع أقراص مصنوعة من الجص؟"، فهي تشبه "الجبس"، فيرفض أخذها ويسخر من ذلك، إلاّ أنه مع الوقت والتجربة وزيادة الوعي صاروا يقبلون عليها ويثقون بها كطريقة ناجحة للعلاج، وقد كانت تلك الحبوب في البداية التي تصرف في المستوصفات تستورد بالكميات الكبيرة، فالعلبة الواحدة فيها (500) قرص أو (1000) في علبة واحدة، فيأخذ الصيدلي عشرا أو عشرين حسب وصفة الطبيب، ثم وضعها في كيس من الورق صغير، ومن ثم اعطائها المريض مع إرشاده بطريقة ووقت ابتلاعها. في بداية استخدام الناس للحبوب في علاج الأمراض كعلاج الصداع مثلاً فإن البعض توسع في استعمالها لأكثر من مرض كعلاج الأسنان على سبيل المثال، فيحدث أن يشتكي أحد من أصحاب المنزل أي عارض صحي فيعطيه الأب حبة من علاجه الذي صرف لعلاج علة أصابته هو، فبعد أن يأخذها يتعافى من مرضه وكأنه شيء نفسي يعمل عمل العلاج، ومن الحبوب التي كانت تشتهر بعلاج أكثر من مرض ولا زال كبار السن يعرفها هي "النوفا لجين"، التي كان لها مفعول سحري سريع في إبعاد الألم والقضاء عليه سريعاً، لذا تجد من يراجع الطبيب يختصر الوقت على الطبيب ويطلب هذه الحبوب بدلاً من سرد معاناته مع المرض. سألا والدهما بعد «الأشعة السينية» «كيف حالك الحين؟»، فقال: «كني أحسن بعد هالإشاعة»! أشهر الأطباء الشعبيين في الرياض «ابن مهيني» و«أبو عون» و«الدكان» و«أم عبيد» إبرة الدافور وكانت "الحقنة" التي تعطى في العضل غالباً أو في الوريد أحياناً من أساليب العلاج التي لم تكن محببة للمرضى أول ظهورها، وإن كان الأمر مستمراً لدى الكثيرين إلى الآن رغم تطورها وسهولة أخذها مقارنةً بما كانت عليه من سماكة وكبر حجم في السابق، وكانت هذه "الحقنة" التي يسميها الناس وإلى الآن "الإبرة" في السابق نادرة وهي مصنوعة من الزجاج، فلم يكن عند كل مستوصف إلاّ حقنتان أو ثلاث فقط، حيث يعمل المُمرض أو الطبيب باستعمالها لجميع المرضى عند الحاجة بلا استثناء، فبعد أن يعطيها مريضا يغليها في إناء يضعه على "دافور"، ويشعله لتعقيمها ومن ثم يستعملها لمريض آخر وهكذا، ومن أشد الناس خوفاً منها هم الأطفال، لذلك كان ممرض أحد المستوصفات في أحد القرى قديماً وهو مواطن يقدم الإغراءات لهؤلاء الأطفال لينسيهم ألم الحقنة، حيث يقول له: "اهدأ وسأعطيك طابع"، وهو عبارة عن علك مغلف بورقة فيها رسمة يطبعها من يفتحه على ساعده بعد تبليله بالماء، وهو من الأشياء المحببة للأطفال، فيهدأ الصغير ولا يستطيع مقاومة إغراء الحصول على هذا العلك، ويبتعد منه شبح الخوف وهو يرى الدافور مشتعلاً ويستخرج المُمرض الإبرة من الإناء ويعطيها الطفل في عضلة الفخذ العليا بالخلف، وبعد أن ينتهي يُعيد الممرض العلك إلى أدراج الطاولة ولا يعطيه له، بل يحفظه ليريه طفلا آخر في المرة القادمة، وظل هذا العلك لسنين وانتهت صلاحيته وسال عليه لعاب جل أطفال القرية دون أن يناله منهم أحد. ولازال العديد من الناس يبتلع يومياً عدداً من الأقراص تزيد وتنقص حسب حالة المريض، وقد تتجاوز العشرة أقراص وأصبح لا يستطيع أن يتركها وإلاّ تعرض لانتكاسة صحية ربما تودي بحياته، وجل هذه الحبوب تستخدم لأمراض مزمنة كالسكر والضغط و"الكولسترول" وأمراض الدم، إضافةً إلى أقراص تثبيط رفض مناعة الجسم لمن قام بزراعة أعضاء كالكلى والقلب والكبد، وهذه الأقراص يعتبر وجودها نعمة، فلولا الله ثم هي لما تمكن العديد من المرضى من العيش. العطار وجهة النساء المفضلة لخلط الأعشاب والتداوي بها قديماً النساء نجحن في مداواة المرضى خاصةً الأطفال كيس لحفظ أقراص الدواء قديماً «تنتريون» يستخدم لتعقيم الجروح محلول الحقنة في علبة زجاجية