سنتان فقط ويحصل الممثل الأمريكي إيلي والاش على رقم مميز في حياته, حيث سيكون في العام 2016 قد بلغ عمر المائة عام كما سيبلغ فيلمه الشهير (الطيب والشرير والقبيح) سنته الخمسين منذ أن عرض لأول مرة عام 1966. لكن أنفاس "والاش" لم تستطع الصمود أكثر من ذلك ومات فجر الاربعاء عن عمر ناهز الثامنة والتسعين؛ مخلفاً وراءه عدداً من الأدوار السينمائية الرائعة. والاش سليل العائلة البولندية المهاجرة؛ يحمل ماجستير في الفنون, وبدأ مسيرته في التمثيل من بوابة المسرح نهاية أربعينيات القرن الماضي, وهو من أوئل من درس الأسلوبية في التمثيل وزامل كلا من مارلون براندو والمخرج سيدني لوميت ومارلين مورنو. وكانت بدايته المسرحية لافتة حيث فاز عام 1951 بجائزة توني المسرحية عن دوره في مسرحية "الوشم الوردي" للكاتب الأمريكي تينيسي ويليامز. إيلي والاش ليشارك بعدها في عدة مسلسلات تلفزيونية حتى جاءت فرصة المشاركة في السينما على يد المخرج إيليا كازان عام 1956 في فيلم "بيبي دول" الذي نال بفضله جائزة البافتا البريطانية كأفضل ممثل إلى جانب ترشيحه لجائزة أفضل ممثل مساعد في الغولدن غلوب. ثم حقق ثاني نجاح سينمائي له بعد عرض فيلم "العظماء السبعة-The Magnificent Seven" عام 1960 ولعب فيه دور قاطع طريق مكسيكي. لينتقل بعدها إلى المحطة الأشهر في تاريخه المتمثلة في دوره الأسطوري لشخصية "توكو القبيح" في فيلم "الطيب والشرير والقبيح" مع كلينت إيستوود ولي فان كليف والمخرج الإيطالي سيرجيو ليوني في أفضل أفلام الكاوبوي في تاريخ السينما. هذا الدور الذي لم يستطع والاش تجاوزه أبداً في مسيرته الفنية سيصبح علامة بارزة في تاريخه الشخصي وسيكون بمثابة القمة التي بلغها والتي زالت بسببها قيمة كل الأفلام التي قدمها بعد ذلك؛ حيث لم يعد يعرف إلا بشخصية "توكو". ورغم تأرجح أدواره في الأربعين سنة الماضية إلا أنه كُرّم عام 2010 بجائزة أوسكار عن مجمل أعماله الفنية. من فيلمه الأول «بيبي دول»