سيكون ملعب "ارينا برنامبكو" في ريسيفي مسرحا لمواجهة مرتقبة في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة السابعة بين المانيا وأمريكا اللتين يكفيهما التعادل لبلوغ الدور الثاني وتوجيه الضربة القاضية ان كان لكريستيانو رونالدو ورفاقه في البرتغال او لغانا. وتتصدر المانيا المجموعة برصيد 6 نقاط من فوز كاسح على البرتغال (4-صفر) وتعادل صعب للغاية امام غانا (2-2)، فيما تحتل الولاياتالمتحدة بقيادة المدرب الالماني يورغن كلينسمان المركز الثالث بفارق الاهداف عن "ناسيونال مانشافت". اما بالنسبة للبرتغال وغانا فتحتلان المركزين الرابع والثالث على التوالي ولكل منهما نقطة واحدة، الاولى لم تستحقها على الاطلاق بعد ان خطفتها من الولاياتالمتحدة (2-2) في الوقت بدل الضائع حارمة الاخيرة من حسم تأهلها، والثانية نالتها عن جدارة بل انها كان تتوجه للخروج بالنقاط الثلاث لو لم يتدخل "العجوز" ميروسلاف كلوزه ويدرك التعادل لالمانيا (2-2) في الجولة السابقة. واعتقد الجميع ان المانيا ستخطو خطوة عملاقة نحو تخطي الدور الاول (من مباراة واحدة او بنظام مجموعة) للمرة السادسة عشرة على التوالي والسابعة عشرة من اصل 18 مشاركة (المرة الوحيدة التي لم تتخط فيها هذا الدور كانت عام 1938 حين اطاحت بها سويسرا)، استنادا الى العرض الهجومي الرائع الذي قدمته في مباراة الجولة الاولى ضد البرتغال. اما بالنسبة لأمريكا، فاعتقد الجميع انها ضمنت تأهلها الى الدور الثاني وخرجت فائزة من مباراتيها الاوليين في النهائيات للمرة الاولى منذ 1930 حين وصلت الى نصف النهائي (افضل نتيجة لها)، قبل ان يحرمها البديل فاريلا من تحقيق ذلك بادراكه التعادل للبرتغال في الوقت بدل الضائع، مبقيا على آمال بلاده ببلوغ الدور الثاني لكن لكي يتحقق ذلك عليها الفوز على غانا بفارق كبير شرط عدم انتهاء المباراة الثانية بالتعادل. ومن المؤكد ان البرتغال او غانا يفضلان فوز المانيا على الولاياتالمتحدة بسبب فارق الاهداف الذي يفصلهما عن رجال لوف (+4 لالمانيا و+1 للولايات المتحدة و-1 لغانا و-4 للبرتغال). ويتخوف الكثيرون من "تواطؤ" الالمان والاميركيين ولعب مباراتهما من اجل التعادل وحسب بسبب وجود كلينسمان الذي اشرف على المانيا في مونديال 2006 حين كان لوف مساعدا له، على مقاعد تدريب بلاد "العم سام" اضافة الى تواجد لاعب الوسط الالماني الاصل جيرماين جونز في صفوف "ذي يانكس"، ما سيعيد الى اذهان "مباراة العار" التي حاكها منتخبا المانيا الغربية والنمسا لاقصاء الجزائر من الدور الاول لمونديال 1982 وتحديدا في 25 يونيو في خيخون الاسبانية. ومن المؤكد ان الالمان يريدون التمسك بالمركز الاول من اجل تجنب بلجيكا في الدور الثاني، وهناك احتمال ان يتواجهوا مع الجزائر التي احرجتهم عام 1982 بالفوز عليهم 2-1 قبل ان "يتأمروا" عليها مع جيرانهم النمساويين (2-1) في الجولة الاخيرة من الدور الاول. ولن تكون المباراة سهلة على الاطلاق امام الاميركيين الذين اظهروا في مباراتيهما الاوليين انهم يملكون الامكانيات للذهاب بعيدا في العرس الكروي البرازيلي، وخصوصا ان منتخب "ذي يانكس" يريد تحقيق ثأره من "مانشافت" الذي اطاح به من الدور ربع النهائي لمونديال 2002 (1-صفر) في ثاني مواجهة بين الطرفين في النهائيات بعد 1998 حين فاز الالمان ايضا (2-صفر) لكن في الدور الاول. البرتغال - غانا وعلى "استاديو ماني غارينشا" في برازيليا، يدخل رونالدو ورفاقه الى مباراتهم مع غانا وهم يدركون ان تأهل اي من المنتخبين ليس في ايديهما، لكن سيحاول كل منهما القيام بما هو مطلوب منه على امل تصب نتيجة المباراة الثانية في مصلحتهما، اي فوز المانيا على الولاياتالمتحدة لان ذلك سيعزز فرص الفائز منهما بشكل اكبر بسبب فارق الاهداف. ويبدو ان الاستسلام واليأس شقا طريقهما الى رونالدو الذي كان صاحب تمريرة هدف التعادل القاتل امام الولاياتالمتحدة، اذ اعتبر نجم ريال مدريد الاسباني وافضل لاعب في العالم للعام الماضي ان تشكيلة منتخب بلاده "محدودة". وقال رونالدو بعد التعادل امام الاميركيين: "لم تكن البرتغال ابدا مرشحة، لم نفكر ابدا باحراز لقب كاس العالم". وستكون المواجهة بين البرتغالوغانا الاولى على الاطلاق على صعيد الكبار ان كان على الصعيد الرسمي او الودي، ويأمل منتخب "نسوروما تونتوم"، اي النجوم السوداء، ان يخرج منها فائزا وان تصب المباراة الثانية في مصلحته من اجل تكرار انجاز مونديال 2010 عندما وصلوا الى الدور ربع النهائي وكانوا قاب قوسين او ادنى من ان يصبحوا اول منتخب افريقي يصل الى نصف النهائي لكن قائدهم اسامواه جيان اضاع ركلة جزاء في الوقت القاتل من الشوط الاضافي الثاني امام الاوروغواي التي تمكنت في النهاية من خطف بطاقة دور الاربعة بركلات الترجيح. الجزائر - روسيا تبدو الجزائر اقرب من اي وقت مضى من تحقيق انجاز تاريخي تلهث وراءه منذ مونديال 1982 عندما خرجت مرفوعة الرأس بمؤامرة المانية غربية نمساوية، وذلك عندما تلاقي روسيا اليوم (الخميس) في كوريتيبا في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الثامنة. المنتخب الجزائري نجح في رهانه الاول الذي جاء من أجله الى العرس العالمي في البرازيل عندما تغلب على كوريا الجنوبية 4-2 فحقق الفوز الأول وكان الفوز الرائع على كوريا الجنوبية 4-2 هو الاول لمنتخب عربي وأفريقي بأكثر من ثلاثيه، وانحصرت المنافسة على البطاقة بين الجزائروروسياوكوريا الجنوبية بعدما حجزت بلجيكا البطاقة الاولى. ويحتل المنتخب الجزائر المركز الثاني برصيد 3 نقاط بفارق نقطتين امام روسياوكوريا الجنوبية، وقد تكفيه نقطة التعادل كي يصبح ثاني منتخب عربي يتخطى الدور الاول بعد جاره المغربي (عام 1986)، وسادس منتخب من القارة السمراء يحقق ذلك بعد المغرب والكاميرون ونيجيريا والسنغال وغانا. ويقف الروس عقبة امام ممثل العرب الوحيد في النهائيات العالمية، خاصة وان رجال المدرب الايطالي العنيد فابيو كابيلو يسعون للتأهل لاول مرة في عهدهم الحديث الى الدور الثاني. كوريا الجنوبية – بلجيكا امل ضعيف لكوريا الجنوبية واذا كان كابيلو لا يزال يتشبث بأمل التأهل الى الدور الثاني، فان كوريا الجنوبية لا تشد عن هذه القاعدة وان كانت فرصها ضعيفة بالنظر الى فارق الاهداف الذي بحوزتها (-2) والى قوة المنتخب المنافس بلجيكا التي حققت فوزين متتاليين وظفرت بالبطاقة الاولى عن المجموعة. وستكون كوريا الجنوبية مطالبة بالفوز على بلجيكا مع تمني انتهاء المباراة الثانية بالتعادل، ليكون الحسم بفارق الاهداف مع الجزائر. لكن الفوز على بلجيكا لن يكون سهل المنال خاصة وان الاخير يملك دكة بدلاء من مستوى احتياطيين واكبر دليل ان اهدافه الثلاثة التي سجلها حتى الآن كانت من اقدام لاعبين احتياطيين: مروان فلايني ودرييس مرتنس في المباراة الاولى امام الجزائر، وديفوك اوريجي في الثانية امام روسيا. المانيا وأمريكا في لقاء تاريخي