سجل فريق طبي سعودي نجاحاً مميزاً في علاج الصمم التام واستعادة السمع. وشهد مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي أول عملية زراعة قوقعة لمريض يعاني الصمم التام في أذن واحدة . تمت العملية بنجاح، وعادت نعمة السمع للمريض البالغ من العمر عشرين عاماً، الذي كان قد فقد السمع في إحدى أذنيه إثر تعرضه لحادث مروري. إلى ذلك، وفي تطور متصل، شاركت المملكة في المؤتمر الدولي الثالث عشر لزراعة قوقعة الأذن وتكنولوجيات الزرعات السمعية ،الذي اختتم أعماله في مدينة ميونيخ الألمانية، بعد ثلاثة أيام من الفعاليات الطبية التي شهدت إطلاق أحدث ما توصلت إليه الأبحاث والابتكارات الطبية في مجال تقنيات زراعة قوقعة الأذن. وإلى جانب استضافته الوفود الدولية المشاركة من مختلف دول العالم، تميز المؤتمر بمشاركة سعودية هي الأولى من نوعها عربياً، بعد دعوة مركز الملك عبدالله التخصصي لزراعة قوقعة الأذن لحضور المؤتمر الأهم في اختصاصه، بفضل ما حققه المركز من إنجازات طبية نوعية. وتعكس المشاركة السعودية في هذا المؤتمر ريادة المملكة على المستويين المحلي والإقليمي في مجال زراعة قوقعة الأذن. وقد ترأس الدكتور عبدالرحمن حجر، رئيس مركز الملك عبدالله التخصصي لزراعة قوقعة الأذن، رئيس الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة، جلسة بعنوان الاستفادة من الخبراء العالميين في زراعة القوقعة، وعرض انجازات المركز في توظيف أحدث ما توصل إليه العلم والطب في مجال علاج الإعاقات السمعية. وفي نقلة نوعية لتقنيات علاج السمع على مستوى المملكة، تم في مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي مؤخرا إجراء أول عملية زراعة قوقعة لمريض يعاني الصمم التام في أذن واحدة. وتمت العملية باستخدام زرعة CONCERTO وهي الزرعة الاصغر حجما والأخف وزنا على مستوي العالم . وذكر رئيس الفريق الجراحي الذي أشرف على الحالة، الدكتور صالح العمري، أن الحلول الطبية التقليدية لحالات الصمم في أذن واحدة كانت في السابق تعتمد على بعض أنواع المعينات الطبية التي تقوم بنقل الصوت من الأذن المصابة إلى الأذن السليمة، وكذلك زرع المساعدات السمعية العظمية التي تقوم بنفس الدور، أما أفضل الحلول الطبية المتقدمة اليوم فهي عملية زراعة القوقعة لما تتميز به عن باقي الحلول الاخرى بالتحفيز المباشر لعصب الأذن المصابة، ما يسمح لكلتا الأذنين بالقيام بوظيفة السمع، وليس فقط الأذن السليمة، ويزيد من قدرة الفرد على تحديد مصدر الصوت وتمييز الاصوات في الاجواء الصاخبة. وكان المريض البالغ من العمر عشرين عاماً قد تعرض قبل عدة سنوات لحادث مروري أدى إلى إصابات بليغة نتج عنها فقدان تام للسمع في إحدى أذنيه. وقد تم تحويل المريض لمركز الملك عبدالله التخصصي للأذن، الذي يعدّ من أفضل المراكز المتخصصة عالميا في هذا المجال، حيث تم إجراء الفحوصات الطبية المناسبة وعرضه على اللجنة الطبية. وبنتيجة الفحوصات، رأت اللجنة أن إجراء زراعة قوقعة الكترونية للأذن المصابة هو الحل الأمثل. وفي اليوم التالي لإجراء العملية، تم تركيب المعالج الصوتي الاحدث من نوع RONDO للمريض وكانت النتائج الأولية مرضية.