جار الزمان بتفريق المحبينا يا ليت شعري به الأيام تنبينا يا ليت الأيام تخبرني أوايلها ماذا يجي في تواليها بتبيينا كاف ٍ كفاها الى طقت بناجذها من شدت الغيظ تؤلمنا وتشقينا كل ما صفت كدرت مشروب صاحبها لو كان فوق التخوت من السلاطينا تحط ناس ٍ من العليا وتجعلهم منازل الذل لو كانوا عزيزينا من عاش فيها فلا يأمن دغايلها سوا يفاجيه منها ما يفاجينا تزينت وامنتنا بزينتها وتغيرت ما حزينا فعلها فينا يا زين عصر ٍ مضى قبل الفراق لنا ايام زرع الصبا زهره مغطينا والدار جامعه والعين هاجعه والنفس ساجعه طرب بتفنينا ودع ذا يا مرتحل فوق ناجيه كزارق الموج تسبق جارح العينا من فوقها نادر ٍ صعب عزايمه يشق ثوب الدجى بالعلم يشفينا كز القلوص لمن تهوى ويممه صوب الشمال وسر باليوم يومينا أمامك الجدي من دار القصيم الى دار العراق ترى به من ينابينا الى لفيت به و فاخت غاربها يجيك ناس ٍ برد العلم مشفينا انشر سلامي على ناس ٍ نعرفهم من قبل ذا وانهم عنا منيسينا واشهر بحسك يا من شاف لي حسن اني رسول ٍ لابوه وانه موصينا يقول يا ولدي بالعمر تأصلني وتفك عني اوسار العسر والدينا ابو محمد يا ولدي ويا سندي ومعزتي مع سلاحي للمدينينا والله من روحتك ما طاب لي معاش ٍ ولو نمت اني ساهر العينا كاف ٍ كفاها إلى مست محقرتي عند العشيره ياريف المقلينا اسم الشاعر وعصره: جاء في مخطوط قديم لجامع مجهول "مما قال محمد الحسن راعي الجناح بولده" وجاء عند ألبرت سوسين" واحد من أهل الجناح جناح عنيزة تاجر راعي بساتين.." وجاء عند اليحي في مخطوط لباب الأفكار في غرائب الأشعار" كان رجل اسمه شايع من أهل الجناح تابع لعنيزة.." وسماه منديل الفهيد "شايع بن حسن.. "وفي كلام الفهيد دلالة على انه ناقل عن الربيعي، وبالنظر في الأقوال السابقة نجد أن الاختلاف فقط في الاسم الأول ولذلك نأخذ بالمصدر الأقدم الذي سماه محمد الحسن خاصة وان في النص بيت للشاعر يخاطب فيه ابنه بأبي محمد وقد اعتاد الأبناء أن يكنوا بأسماء أبائهم: أبو محمد يا ولدي ويا سندي ومعزتي مع سلاحي للمدينينا وعند الجمع بين هذه الأقوال ربما يكون الاسم الصحيح محمد بن شايع الحسن، وعصر شاعرنا ليس هناك نص واضح عليه أو دلالة قوية وقد ذهب الصويان في كتاب (الشعر النبطي) إلا ان الشاعر عاش في منتصف القرن الثاني عشر الهجري معتمداً على انه مدح رشيد بن محمد بن حسن الذي تولى إمارة عنيزة من 1154ه وحتى مقتله في 1174ه وقد ذكر اسم (رشيد) في البيت التالي حسب ما جاء عند اليحيى: زين المعاني رشيد نعم من زبنه ولا غير الدين من خوف الموازينا فيما ألبرت سوسين لم يسميه بينما أجد في مخطوط قديم لجامع مجهول أن اسم الممدوح يرد هكذا (رشيدان)، كما أن هناك بيت يرد عند الجميع يذكر أن الممدوح (ولد علي) ورشيد ليس ابن علي ويتبعه بيت أخر للشاعر ينسبه في أولاد مطعم، ومطعم لقب لرجل من الجناح اسمه عثمان ويلتقي مع الشاعر في النسب، فيما رشيد لا يلتقي مع الشاعر في النسب، ولم يرد عند اليحيى البيت الذي فيه ذكر مطعم وهذه هي الأبيات كما جاءت في مخطوط لجامع مجهول: زين المعاني رشيدان نعمٍ بمن ما غير الدين من خوف الموارينا ولد علي على ساس جوده ما تغيره خبث السنين ولو خبثت ليالينا أولاد مطعم الى عض الزمان بنا وضاعن الآريا فهم الكريمينا وبهذا فإن ما اعتمد عليه الصويان في تحديد عصر الشاعر ليس صحيح، ويبقى عصره مقترن بتحديد زمن الممدوح رشيدان بن علي ابن مطعم (الطعيمي). مناسبة القصيدة: تتفق الروايات على المناسبة التي كتبت فيها هذه القصيدة، ومن ذلك ما جاء عند اليحيى، وتتلخص في أن الشاعر كان مزارعا ذا ثروة ومكانة في قريته ثم ذهبت ثروته ولم يتبق له منها سوى ارض ذات نخل وكان له ابن يسمى حسن عندما رأى ما آلت إليه حالة والده سافر إلى العراق طلبا للرزق وبقى الوالد في نخله وتكالبت عليه الظروف فأخذ دينا من تاجر ورهن النخل فيه وذات يوم جاء التاجر وأخرجه من النخل بعد أن وضع عليه وكيلا حتى يتحصل ثمره ويسدد منه الدين، وعند ذلك كتب شاعرنا هذه القصيدة وأرسلها إلى حسن في العراق وعندما وصلت القصيدة إلى الابن قرأها فبكى فقال حامل الرسالة وما يبكيك؟ قال بكيت على والدي يظن أن لدي مالاً ونحن في بغداد ليس لدينا سوى خبز البر، وكان قد اتفق الابن مع جار ٍ له على أن يسأله بحضرة الرجل المرسل فدعا جاره وطلب منه أن يدينه مالا فقال الجار انك لم تسدد الدين القديم حتى أعطيك جديداً وأنت رجل معدم فقال حسن للرجل اسمع الكلام وانقل ما رأيت لوالدي وأريد أن أرسل له معك رغيف بر فواعده يوماً لذلك فقام حسن وعمل عجينة ضخمة جعلها قريبا من النار حتى اشتدت جوانبها فجوفها وجعل في داخلها ذهباً ثم سده بعجين آخر وقربه من النار حتى اشتد فإذا بالرجل قد أتاه فأراه خبز البر فقال انظر فيه جيداً ثم البسه قماشا وخاطه وجعله في خرج راحلة الرجل وكتب رسالة لوالده وقال للرجل سلمه الخبز والرسالة وكان شاعرنا يخرج كل صباح إلى خارج القرية منتظراً قدوم الرجل وذات صباح فإذا به يراه مقبلاً فيعارضه قائلاً "بشر عسى الأمور على ما ظننت "فيرد الرجل بل هي دون ذلك، فيأخذه معه إلى منزله ويسلمه الرسالة وخبز البر فيجد الوالد الذهب فيه ويسدد جميع دينه ويستعيد نخله.