يقوم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار اليوم الأربعاء بزيارة لمنطقة القصيم يقف فيها على استعدادات المنطقة للصيف، ويحضر اجتماعا لمجلس التنمية السياحية، ويفتتح أحد الفنادق الجديدة، إضافة إلى زيارة عدد من المواقع السياحية والتراثية. وتعد تجربة منطقة القصيم في التنمية السياحية من التجارب المميزة والرائدة على مستوى المملكة من خلال ما شهدته من مشاريع وبرامج وفعاليات وما يوجد فيها من مواقع سياحية وتراثية. وقد أشاد الأمير سلطان بن سلمان في مناسبة سابقة بما حققته منطقة القصيم من منجزات مميزة في المجال السياحي، وبمكانتها البارزة سياحياً وتراثياً، مؤكدا أن (القصيم) هي واحدة من أعلى ثلاث مراتب في تحقيق النمو السياحي. ووصف تجربة القصيم السياحية بالتجربة الرائدة، منوها إلى أن عوامل أربعة أسهمت في تميز ونجاح تجربة القصيم السياحية تمثلت في القيادة المهتمة والداعمة، والقبول العام في المجتمع المحلي، والتعاون المميز من مؤسسات الدولة المنطوية تحت مسار محدد ومتعاون، والقطاع الاقتصادي الذي يستمر في السياحة ويستفيد من مقوماتها وفرص العمل التي توفرها، مشيداً بالجهود الكبيرة التي يبذلها مجلس التنمية بالمنطقة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الذي دعم وتابع وأسس لهذه المنجزات. المشاريع السياحية تشهد المنطقة حالياً عدداً من المشاريع السياحية التي سيكون لها دورها المستقبلي في الجذب السياحي، وتتضمن هذه المشاريع التي تتجاوز تكاليفها 140 مليون ريال تطوير أواسط مدن، وتأهيل مواقع تراثية وأسواق شعبية، وإنشاء متنزهات وحدائق. ومن هذه المشاريع مشروع تطوير وسط بريدة الذي يعتبر أحد أهم المواقع التراثية على المسار السياحي لمدينة بريدة ويضم أهم الأسواق الشعبية بالمنطقة وستتجاوز تكلفته 30 مليون ريال، ومشروع متنزه الملك عبدالله ببريدة بتكلفة 38 مليون ريال وسيتم من خلاله تطوير متنزه نموذجي يخدم مدينة بريده وما جاورها، ويجري العمل بالشراكة مع الهيئة لتحويل المتنزه الى وجهة سياحية للمنطقة، ويرتبط الموقع بالطريق المؤدي الى أهم أماكن الجذب السياحي في أوقات الربيع في المنطقة (متنزه القصيم الوطني) والذي يقام فيه مهرجان الربيع الشتوي الذي حصل على جاهزة التميز السياحي لافضل مهرجان ربيعي وشتوي لهذا العام. سلطان بن سلمان: القصيم واحدة من أعلى 3 مراتب في تحقيق النمو السياحي ومشروع تطوير مخطط عام لموقع إقامة مهرجان ربيع بريده الذي يقام في متنزه القصيم الوطني (متنزه الطرفية) لكي يتم تطوير قرية سياحية باسم قرية الطرفية السياحية، إضافة إلى مشروع تعزيز الخدمات السياحية داخل المدينة بالميادين والمتنزهات في بريدة بمبلغ 30 مليون ريال لتتكامل مع الخدمات الأساسية للمسارات السياحية في المدينة. كما ينفذ في عنيزة مشروع لتطوير المنطقة المركزية، إضافة إلى مشروع تأهيل منطقة قطن البرية في عقلة الصقور وإنشاء جلسات للعوائل فيه، وتعتبر المنطقة إحدى أهم المناطق البيئية البرية التي تم العمل على تصور لها بالشراكة الداخلية مع الادارة العامة لتطوير المواقع السياحية، وقد طرحت البلدية المشروع والذي سيخدم الزوار بشكل كبير، حيث سيتضمن عناصر استثمارية مثل المخيمات النموذجية للعوائل والعزاب وكذلك البنية التحتية للمتنزه ومركز للخدمات وارشاد السائح. ومشروع ترميم الديرة القديمة في عيون الجواء بتكلفة 4 ملايين ريال ويشمل المشروع هيئة سوق المجلس والساحة الرئيسية في البلدية لكي يقام فيها الفعاليات الشعبية وتصبح نقطة جذب أساسية في المحافظة. ومشروع تأهيل بلدة الخبراء القديمة بمبلغ 5 ملايين ريال من خلال استكمال الأعمال في البنية التحتية للبلدة وتهيئة العناصر المهمة فيها امتداداً للجهد المنظم المبذول من قبل البلدية والذي حقق نجاحاً كبير بجعل البلدة أحد أهم مواقع التراث العمراني في المملكة ونقطة جذب في منطقة القصيم ومشروع ترميم وتأهيل القرية القديمة بالمذنب من خلال تهيئة الممرات الأساسية في البلدية والمداخل الأساسية، وتحسين الطريق المحاذي للبلدة لسهولة وصول السائح. ومشروع تطوير المنطقة المركزية بالبدائع بمبلغ 10 ملايين ريال، ومشروع تطوير الأسواق الشعبية ووسط المدينة في ضرية بمبلغ 6 ملايين ريال. الفعاليات السياحية ففي مجال الفعاليات والمهرجانات، بدأت تجربة المنطقة عام 1424ه، ومن خلال تطوير كبير لهذه لصناعة امتد أكثر من سبع سنوات أصبحت القصيم مركزا لأكثر من 12 فعالية ومهرجان تقام سنويا في مدن ومحافظات المنطقة. ومن أبز هذه المهرجانات مهرجانات التمور، ومهرجان الغضا التراثي بعنيزة، ومهرجانات الصيف. وعملت الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى رعاية ودعم هذه المهرجانات وتأهيل منظميها، حيث أصبح في القصيم 11 منظما للفعاليات من القطاع الخاص تم الترخيص لهم من قبل الهيئة وهم يمثلون العنصر الرئيس في تنظيم فعاليات القصيم ومهرجاناته". وقد شهدت مسيرة القصيم في صناعة الفعاليات مؤشراً اجتماعياً مهماً لا يقل أهمية عن المؤشرات الاقتصادية السابقة تمثل في تغير ثقافة المجتمع وتقبلهم للسياحة كمنتج اقتصادي واجتماعي مهم. التراث الوطني والمتاحف تتميز بمنطقة القصيم بمواقعها التاريخية القيمة التي تتوزع في كافة نواحي المنطقة. ويحسب لأهالي المنطقة مبادراتهم لحفظ تراثهم من خلال تبني مشاريع لترميم عدد من المواقع والمباني التراثية. ويقود مجلس التنمية السياحية بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، عددا من المبادرات، حيث تحتضن القصيم أكثر من موقع للتراث العمراني تساهم الهيئة في تطويره من خلال شراكتها مع المنطقة. حيث يتم حاليا بالشراكة بين الهيئة وأمانة المنطقة تأهيل عدد من البلدات التراثية هي: بلدة المذنب التراثية بالتعاون مع بلدية محافظة المذنب، وبلدة عيون الجواء التراثية بالتعاون مع بلدية محافظة عيون الجواء، وبلدة رياض الخبراء التراثية بالتعاون مع بلدية محافظة رياض الخبراء. كما كانت للمواطنين مبادرات مميزة في تأهيل عدد من المواقع التراثية والمتاحف ومن أبرزها: سوق المسوكف الشعبي بمحافظة عنيزة (أسرة الزامل)، متحف قصر الدبيخي التراثي ببريدة (سليمان الدبيخي)، قلعة جدعية بالرس (خالد الجدعي)، متحف الصالحي بعنيزة (فهد علي الصالحي)، متحف الحمدان بعنيزة (ابراهيم الحمدان). وتعد هذه المواقع محطات رئيسية في الرحلات السياحية للمنطقة حيث تشهد إقبالا كبيرا من الزوار، كما تشهد عددا من الفعاليات التراثية والسياحية. ويتم الإعداد لمشاريع مستقبلية في التراث العمراني هي: قصر المشقوق بقصيباء (أسرة الراضي)، قصر القرعاء (أسرة الصقير)، وبلدة التنومة بالأسياح (بلدية محافظة الأسياح). وتضم المنطقة عددا من المواقع الأثرية المهمة التي قامت الهيئة بالتعاون مع البلديات بتأهيلها ومن أبرزها: برج الشنانة بمحافظة الرس، وصخرة عنترة بن شداد بمحافظة عيون الجواء. كما اهتمت الهيئة بإنشاء وتطوير المتاحف، وفي هذا الإطار تم تخصيص أرض لتنفيذ متحف القصيم الاقليمي وتعمل الادارة الهندسية بالهيئة على اعداد التصاميم للمشروع ويقع المشروع في قلب مدينة بريدة على مساحة 10 آلاف متر مربع. وقد رخصت الهيئة لسبعة متاحف خاصة بالمنطقة، وأدرجتها في المسارات السياحية والرحلات التي تنظمها الهيئة ومنظمو الرحلات السياحية لزوار المنطقة والسياح. وفي مجال التثقيف والتوعية بالتراث قام فرع الهيئة بتنفيذ نشاط برنامج "لون مع التراث" في مدارس بالمنطقة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. الحرف اليدوية وتمثل تجربة الصناعات الحرفية في القصيم. إنجازاً مهماً للمنطقة من خلال مبادرة المجتمع المحلي بتأسيس أول جمعية تعاونية نسائية تهتم بالحرف والصناعات اليدوية هي (جمعية حرفة)، والتي تقود عملاً اجتماعياً اقتصادياً مهماً ساهم بقوة في تحويل حياة كثير من الأسر محدودة الدخل الى أسر منتجة فاعلة في المجتمع. الاستثمار السياحي وفي مجال الاستثمار السياحي يشرف فرع الهيئة بالمنطقة على نظام الرقابة وضبط الجودة لمنشآت الإيواء السياحي التي تنفذه الهيئة، حيث يشهد قطاع الايواء السياحي شهد نموًا سنوياً يتجاوز 14%. ويبلغ عدد منشآت الإيواء السياحي المرخصة في المنطقة 146 منشأة (9 فنادق، 131 وحدة سكنية مفروشة، 3 نزل، 1 شقق فندقية، 2 فندق طريق موتيل). وتميزت منطقة القصيم بنزلها التراثية التي تشهد نسب إشغال عالية خاصة في المواسم. وتبذل الهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال فرعها في المنطقة جهودها مكثفة في تطوير هذا القطاع من خلال جهود الرقابة والترخيص والتأهيل والتصنيف. بلغ إجمالي المخالفات الصادرة لهذا النشاط (باختلاف أنواعها) منذ نقل الصلاحية للهيئة 192 قراراً. السياحة الريفية وتراهن المنطقة على تميزها في مجال السياحة الريفية لتكون رافداً مهماً يضاف الى نقاط الجذب التي تتمتع بها منطقة القصيم. وهذه التجربة بدأت من خلال عمل منظم بين الهيئة ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الزراعة لاستثمار عدد من مزارع القصيم وأريافها الجميلة لتكون منتجة سياحياًَ كما هي منتجة زراعياً. وقد تم منح أول رخصة لتأسيس نزل ريفية في أحد المزارع بالمنطقة، كما أنه هناك عملاً مكثفا لتطوير موقعين مهمين في بريدة وعنيزة لتكون مساراً جديداً للسياحة الريفية. مهرجان التمور في بريدة صخرة عنترة بالقصيم