أستعير هذا العنوان من أغنية بشرة خير الشهيرة التي رقص على أنغامها المصريون احتفالا بالعرس الانتخابي الذي عاشوه على مدار ثلاثة أيام الأسبوع الماضي. ورغم تلك الاحتفالات سواء أكانت بفوز السيسي أم بنجاح العملية الانتخابية في حد ذاتها إلا أن الجدل القائم بشأن نسبة الإقبال أثار ردود فعل متفاوتة ذهب المتطرف منها إلى القول بمقاطعة المصريين للانتخابات اعتراضا على إسقاط حكم "الإخوان" بعد الثورة التصحيحية في الثلاثين من يونيو. ومن يتعاطف أو يسوق لهذا الرأي يتجاهل الواقع المتمثل بالأرقام، ففي مقارنة بسيطة بين انتخابات 2012 و 2014، نجد أن نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات الماضية بلغت ستة وأربعين في المئة بينما يدور الحديث عن أربعة وأربعين في المئة في الانتخابات الراهنة وهو الفارق الذي لا يعني على الإطلاق المقاطعة او الاعتراض على خارطة الطريق التي التف حولها المصريون لوقف التدهور السياسي والاقتصادي والأمني الذي تعيشه بلادهم. ففي 2012 حصل الرئيس المعزول محمد مرسي على خمسة ملايين وسبعمئة ألف صوت في الجولة الأولى، وعلى أكثر من 13 مليون صوت في جولة الإعادة. وفي 2014 حصل السيسي ومن الجولة الأولى على نحو ثلاثة وعشرين مليونا و400 الف صوت وهو الرقم الذي يزيد على ما حققه مرسي بنحو عشرة ملايين صوت. بل إن عدد الناخبين الذين صوتوا للسيسي يقارب عدد من صوتوا لمرسي وشفيق مجتمعين في 2012. لا تحتاج المسألة إلى عالم رياضيات لمعرفة مدى نجاح العملية الانتخابية الأخيرة، أو الشعبية الجارفة التي يتمتع بها السيسي ولكنّ إصرار جماعة بعينها على أن ما يحدث في مصر هو انقلاب قاده العسكر للاستيلاء على السلطة هو ما يجعل الأمر غير قابل للتصديق بالنسبة لهم. لقد اختار المصريون رئيسهم، وما هي إلا أيام حتى يتوج السيسي بمنصب الرئاسة وهو المنصب الذي يحمل معه آمال وتطلعات الشعب المصري الشقيق في غد أكثر استقرارا ورخاء بعيدا عن العنف والإرهاب والتطرف.