سجّل الأداء التشغيلي لقطاع شركات البتروكيماويات المتداولة لدى السوق السعودي خلال الربع الأول من العام الحالي حالة من الاستقرار والتماسك على الأداء التشغيلي، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. جاء ذلك في ظل تحسن مؤشرات الطلب على المنتجات البتروكيماوية بالدرجة الأولى، فيما عكس قطاع شركات البتروكيماويات التزاما كبيرا تجاه الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية. وتواصلت عمليات الإنتاج دون توقف، في حين استمر التقلب لدى الأسواق العالمية على حاله وبقيت مؤشرات التعافي للاقتصاد العالمي على حالها دون وجود مؤشرات مؤكدة على تسجيل معدلات نمو مرتفعة خلال العام الحالي. ووفقا لتقرير شركة نفط الهلال فإن هذه المعطيات من شأنها أن تؤثر سلباً على مؤشرات الطلب على المنتجات، وبالتالي التأثير على مؤشر الأسعار وعلى نتائج الأداء. واستطاعت شركات البتروكيماويات السعودية المدرجة تحقيق ارتفاع على الأرباح الصافية بنسبة 16% في نهاية الربع الأول من العام الحالي وعند قيمة إجمالية وصلت إلى 9.3 مليارات ريال مقارنة ب8 مليارات ريال خلال نفس الفترة من العام 2013، وهذه النتائج تعطي مؤشرات استقرار على نتائج الأداء خلال الفترة القادمة ويعكس ثقة متزايدة بجدوى الاستثمار لدى القطاع. وحققت شركات البتروكيماويات المدرجة لدى السوق السعودي نتائج أداء جيدة خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام 2013، حيث استطاعت 9 شركات من أصل 14 شركة مدرجة من تحقيق ارتفاع على نتائج أدائها الربعية. وأرجعت شركات البتروكيماويات أسباب الارتفاع الحاصل على الأرباح المحققة للربع الأول إلى مجموعة من الأسباب جاء في مقدمتها استقرار العمليات التشغيلية لدى العديد من الشركات أدت إلى زيادة حجم الإنتاج وكمية المنتجات المباعة، في ظل انخفاض متوسط أسعار البيع لبعض المنتجات تارة وارتفاع أسعار بيع بعض المنتجات تارة أخرى وتحسن هوامش الأرباح من وقت لآخر. فيما كان لانخفاض المصاريف الإدارية والعمومية دور مهم في رفع قيم الأرباح المحققة، في المقابل فقد سجلت 5 شركات مدرجة تراجعا على نتائج أدائها خلال الربع الأول من العام الحالي نتيجة انخفاض كمية المبيعات لدى بعض الشركات، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة مبيعات بعض المنتجات نتيجة زيادة الكميات المباعة وتكلفة الصيانة الدورية لدى شركات أخرى، في حين سبب انخفاض المبيعات نتيجة أعمال الصيانة المجدولة إلى تراجع على الأرباح خلال الفترة المالية الحالية. وجاءت معدلات الارتفاع المحققة على نتائج أرباح الشركات مرتفعة، حيث احتلت شركة بتروكيم قائمة الشركات المرتفعة وبنسبة ارتفاع وصلت إلى 10.94%. في حين جاءت نسب التراجع لدى الشركات التي سجلت تراجعا على نتائج أدائها خلال الفترة الحالية ضمن نطاقات ضيقة جاءت في مقدمتها شركة الصحراء للبتروكيماويات وبنسبة تراجع بلغت 20%، وذلك نتيجة تنفيذ أعمال صيانة مجدولة. وعكست نتائج الأداء المسجلة قدرة أكبر على تجاوز التراجعات المحققة بسهولة، بالإضافة إلى اعتبار أن الأسباب الكامنة وراء تحقيق تلك الخسائر تعود لعوامل سوقية وتشغيلية مؤقتة، يمكن تجاوزها خلال الفترة المالية القادمة إذا ما استقرت مسارات العرض والطلب على المنتجات الخاصة بالشركات ذات نتائج الأداء المتراجعة.