اعتبر تقرير اقتصادي أن النتائج الربعية التي حققها قطاع البتروكيماويات المدرج لدى سوق الأسهم السعودي كانت مفاجأة لعدد كبير من المتابعين والمهتمين لأداء قطاع البتروكيماويات لدى المملكة، في حين شكلت تذبذبات الأسواق وعدم استقرارها على مستوى الطلب والأسعار وحجم المبيعات ضغوطا إضافية على قدرة الشركات من تحقيق نتائج جيدة. وبين تقرير شركة نفط الهلال أن قطاع البتروكيماويات يمكن من خلاله تقييم قوة ونمو أو ضغط الأسواق العالمية ومقدار النمو الحاصل على القطاعات المستهلكة لمنتجات شركات البتروكيماويات، ويشكل مسار النمو والانتعاش لدى القطاع أهمية كبيرة للتداولات اليومية لدى البورصة نتيجة استحواذ القطاع على أهمية نسبية من أحجام التداول اليومية ونسبة مؤثرة من رسملة السوق، وتحتفظ العديد من الشركات التي تنتمي إلى القطاع بمركز القيادة للسوق ومسار البورصة بين جلسة وأخرى. وتنبع أهمية القطاع نظرا للتركيز الاستثماري الحكومي والخاص لدى قطاع البتروكيماويات، في حين تزداد أهمية القطاع إذا ما اندرج ذلك ضمن خطط المملكة لتطوير القطاع الصناعي ليعكس حجم الثروات وليأتي كمكمل لقطاعات الطاقة، وبالتالي فان قطاع البتروكيماويات ينظر إليه على أنه الترجمة الحقيقية لكل الاستثمارات التي تحيط بقطاع النفط والغاز والطاقة على أشكالها، إضافة إلى اعتباره الاستثمار الأفضل والأكثر جاذبية للمستثمرين لما يحيط به من محفزات وتوفر مصادر الطاقة وأسواق الطلب، فيما تبقى الإشكالية الأكثر تأثيرا في قوة شركات القطاع عدم قدرتها على توقع مسارات عوامل العرض والطلب لدى الأسواق العالمية والتي تؤدي في أغلب الفترات إلى تحقيق الشركات نتائج سلبية. وأضاف التقرير أن نتائج الأداء خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالأداء المحقق خلال نفس الفترة من العام 2012 في المنطقة السلبية لدى العديد من الشركات نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج تارة وانخفاض المبيعات وانخفاض نسبي للطاقة الإنتاجية لبعض المصانع نتيجة انتهاء العمر الافتراضي للمادة المحفزة تارة أخرى. فيما كان السبب الرئيسي لانخفاض الأرباح لدى العديد من الشركات حسب ما صدر عنها خلال فترة إعلان النتائج هو التوقف عن الإنتاج لإجراء عمليات الصيانة الدورية والطارئة والذي أثر وبشكل مباشر على الكميات المنتجة والمباعة وأخيرا كان لارتفاع بعض مصاريف البيع والمصاريف الإدارية والعمومية خلال الفترة الحالية تأثيرات سلبية على مستوى الأداء. وفي المقابل فقد شهدت نتائج الأداء لدى عدد من شركات البتروكيماويات تحسنا على نتائج أدائها باتجاه تخفيض الخسائر المتراكمة بالمقارنة ما بين الربع الأول من العام الحالي والربع الرابع من العام 2012 نتيجة ارتفاع أسعار بعض المنتجات وانخفاض فترات الانقطاع وتحسن على الكفاءة التشغيلية. إلى ذلك فقد ارتفعت أرباح مجموعة من شركات البتروكيماويات المدرجة لدى البورصة خلال الربع الأول من العام الحالي بالمقارنة بالربع الأول من العام الماضي، نتيجة ارتفاع أسعار منتجاتها ومبيعاتها والانخفاض النسبي على أسعار اللقيم وثبات مستويات الإنتاج. وبين هذا الاتجاه وذاك فمن الملاحظ أن قطاع البتروكيماويات يستحوذ على جاذبية استثمارية مزدوجة بين الاستثمار المباشر نتيجة تعدد وتنوع الفرص الاستثمارية والاستثمار غير المباشر كونه من أفضل أدوات الاستثمار المتوفرة لدى البورصات للاستثمار قصير ومتوسط وطويل الأجل لدى البورصة. والملاحظ أيضا بقاء الطاقة الإنتاجية للشركات معرضة لمخاطر الأسواق الخارجية وما تسجله من تطورات وتغيرات خلال الدورة الإنتاجية، بحيث يتطلب ذلك إعادة النظر بطبيعة الطلب ومصادره ومساراته والعمل على إعادة هيكلة القطاع لتتناسب ومسارات الطلب الحقيقي بعيداً عن التكرار للاستثمارات والمنتجات وتوقيت الإنتاج.