كثف الأوروبيون جهودهم لعقد اجتماع بين سلطات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا الذي صوّت سكانه على «الاستقلال» الأحد الماضي، لكن موسكو اعتبرت أن «شروط بدء حوار غير متوافرة، وأهمها وقف كييف فوراً عمليتها العقابية وسحب قواتها النظامية، ما سيعزز الأمل برد قوات الدفاع الذاتي بطريقة مناسبة عبر التزام خريطة الطريق التي أعدتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لحل الأزمة». وأكد الرئيس الأوكراني الانتقالي أولكسندر تورتشينوف أمام البرلمان أن عملية «مكافحة الإرهاب» ستتواصل. وأعلنت وزارة الدفاع مقتل ستة جنود وجرح ثمانية آخرين بنيران متمردين قرب بلدة اوكتيابرسكي التي تقع بين مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك بمنطقة دونيتسك، فيما أعلن الانفصاليون جرح فاليري بولوتوف الذي نصّب نفسه حاكماً لمنطقة لوغانسك لدى إطلاق مجهولين النار على سيارته، وقال ناطق باسمهم يدعى فاسيل نيكيتين: «ندرك أن الاعتداء رد من كييف على استفتائنا». وعلى هامش زيارة وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لكييف أمس بهدف دعم «حوار وطني»، أعلن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك أن «طاولة مستديرة» ستعقد في العاصمة اليوم، وتضم ثلاثة رؤساء أوكرانيين سابقين ومرشحين للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 25 الشهر الجاري، إضافة إلى نواب ومسؤولين محليين لم يوضح إذا كان بينهم ممثلون للانفصاليين (للمزيد). وأشار ياتسينيوك إلى أن المحادثات سيُديرها وزير الخارجية الألماني السابق ولفغانغ إيشنغر، وستتناول خصوصاً مسائل الإصلاح الدستوري واللامركزية ومكافحة الفساد، علماً بأن إيشينغر هو وسيط منظمة الأمن والتعاون الأوروبية التي اقترحت «خريطة طريق» قبلتها موسكو لإنهاء الأزمة. وكرر الكرملين اتهامه كييف برفض التفاوض مع الانفصاليين، مؤكداً ضرورة بحث أوكرانيا حقوق المناطق الانفصالية قبل تنظيم الانتخابات الرئاسية. وأفادت وزارة الخارجية الروسية، إثر محادثات بين غريغوري كاراسين نائب وزير الخارجية وفيغاوداس أوشاتسكاس مبعوث الاتحاد الأوروبي في موسكو، بأن «نتائج استفتاءي منطقتي دونيتسك ولوغانسك إشارة واضحة إلى اتساع الهوة بين السلطة والأقاليم، ووجود أزمة في مؤسسات الدولة الأوكرانية كلها». وزادت: «رفض كييف بدء حوار حقيقي مع ممثلي أقاليم جنوب شرقي البلاد يمثل عائقاً جديداً أمام تخفيف التصعيد، وبناء توافق مدني في أوكرانيا». وانتقد كاراسين سياسة العقوبات التي يمارسها الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا، ووصفها بأنها «أسلوب فقد جدواه في التعامل مع قضايا سياسية جدّية، وهو لا يقود إلى تسوية الخلافات بل يزيد حدتها، ما يعرقل حل الأزمة». إلى ذلك أعلن رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف أن كييف «لديها أموال كافية» لتسديد فواتير إمدادات الغاز مسبقاً «لذا سنقطع إمداداتها بدءاً من 3 حزيران (يونيو) المقبل إذا لم تفعل ذلك». وتوجه رئيس الوزراء الأوكراني ياتسينيوك إلى بروكسيل للقاء مسؤولي المفوضية الأوروبية من أجل بحث إجراءات دعم كييف، بينها منح قرض قيمته 1.6 بليون يورو من الاتحاد الأوروبي، وتدابير لتسهيل منح تأشيرات دخول.