أكد مواطنون ومختصون على أنَّ النظرة السائدة عن المواطن السعودي خارج المملكة نظرة إيجابية من الناحية الاقتصادية، مشيرين إلى أنَّ العديد من شعوب العالم يرون أنَّ الشعب السعودي ثريّ جداً، وبالتالي فإنَّ هذه النظرة تسببت في تعرضه إلى استنزاف أمواله عبر رفع الأسعار عليه بمجرد معرفة أنَّه سعودي الجنسية. وأضافوا أنَّ العديد من المواطنين يعرضون أنفسهم وأسرهم للعديد من المخاطر والمواقف السلبية عبر ارتداء أفخم الملابس والإقامة في الفنادق الفخمة أو في شقق مفروشة مرتفعة الأسعار، إلى جانب تناول وجباتهم في المطاعم الفاخرة، وكذلك التسوق في المحال الراقية، مشيرين إلى أنَّ هذه المظاهر تجعلهم مطمعاً للجهات التي يرتادونها وفريسة سهلة للمحتالين والنصابين، في ظل معرفتهم المسبقة أنَّ لديهم القدرة المالية؛ مما يحفزهم على الجشع وإعداد فواتير أغلى بكثير من الأسعار المعتادة بحجة موسم العطلة، مستغلين بذلك وجهة النظر الاقتصادية التي تشير إلى ازدياد الطلب على السلع والخدمات في المواسم. استنزاف مادي ل«البخشيش» و استغلال من «التاكسي» والعاملين في الفندق وأصحاب المحال التجارية استغلال واضح وقال "أحمد الدمياطي":"سافرت إلى عدد من الدول في الشرق والغرب، وواجهت العديد من القصص والمواقف أثناء سفري، ووجدت حينها أنَّ تعامل الأفراد يختلف من بلد لآخر، فهناك من يتعاملون بشكل جيد مع السائحين، كما أنَّ هناك من يتجاهلهم أو يتعامل معهم بحدَّة وغطرسة عبر ما يظهر على ملامح وجوه الفريقين"، مضيفاً أنَّ العديد من السعوديين يتعرَّضون إلى استغلال واضح أثناء تواجدهم في عدد من الدول العربية، سواء فيما يتعلَّق بقيمة تأجير الفنادق والشقق المفروشة، أو حتى سيارات الأجرة و"الليموزين" والمطاعم والمحال التجارية، وغيرها. وأضاف أنَّ البعض ما إن يكشف عن جنسية السائح السعودي هناك، إلاَّ وتتغير الأسعار فجأةً إلى الضعف دون سابق إنذار، مشيراً إلى أنَّه يضطر في كثير من الأحيان إلى عدم ارتداء الزيّ الوطني؛ لكي لا يتم الكشف عن هُويّته، وبالتالي الحفاظ على ما تبقى من ميزانية الرحلة التي يذهب جزء كبير منها في دفع "البخشيش" أو للوفاء بالزيادة السعريَّة المرتبطة بجنسية السائح السعودي. مواقف سلبية وأشار "صالح الحريري" إلى أنَّ من بين المواقف التي حدثت له أثناء سفره خارج المملكة، ما حدث بمجرَّد وصوله إلى مطار إحدى الدول الآسيوية، مضيفاً أنَّ أحد العاملين هناك طلب منه هدية "مبلغ مالي" باعتباره سعودي الجنسية، مشيراً إلى أنَّ الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إنَّ الأمر نفسه حدث من قبل العديد من قائدي سيارات الأجرة والعاملين في الأماكن الترفيهية والفندق الذي سكن فيه. وأكد "بندر بن حامد" على أنَّ سفره إلى بعض الدول العربية في فترات سابقة جعله يصرف قدراً أكبر من المال المخصص ميزانية لتلك الرحلات، مضيفاً أنَّه كان يسعى حينها إلى إرضاء سائقي سيارات الأجرة وبعض رجال الأمن، إلى جانب رغبته في عدم التعرّض لمواقف سلبية تنتهي بمشكلات تنغِّص عليه راحته أو تعكِّر مزاجه، مشيراً إلى أنَّه اضطر في إحدى المرات إلى العودة إلى المملكة قبل الموعد المحدد لانتهاء رحلته نتيجة تعرّضه لبعض المضايقات هناك. وأيَّده الرأي "فيصل العتيقي"، مضيفاً أنَّ العديد من السياح السعوديين يتعرضون أثناء سفرهم خارج المملكة إلى بعض المواقف السلبية، ومن ذلك تعرّضهم لعمليات نصب واحتيال وسرقة، مشيراً إلى أنَّ ذلك يجعلنا نقف أمام قضية شائكة تتطلب تدخل سفارات المملكة في الخارج عبر وضع الحلول المناسبة بعد التنسيق مع الجهات المعنية في تلك البلدان، داعياً إلى تفعيل المواقع الالكترونية للسفارات على شبكة "الانترنت" وتزويدها ببعض المعلومات التي من الممكن أن يستفيد منها السائح أو المبتعث السعودي حينما يتواجد خارج المملكة. وأضاف أنَّ هناك دورا كبيرا في هذا الشأن يقع على عاتق المواطن الراغب في السفر إلى خارج المملكة، سواء كان سائحاً أو مبتعثاً للدراسة هناك، وذلك عبر جمع بعض المعلومات عن البلد الذي سيسافر إليه من خلال الدخول إلى شبكة "الانترنت"، لافتاً إلى إمكانية حصوله أيضاً عن بعض الإحصاءات عن معدل وقوع الجريمة، وغيرها من المعلومات المطلوبة، مشدداً على ضرورة ابتعاده بعد ذلك عن الأماكن المشبوهة وغير الآمنة. معلومات مغلوطة وبيَّن "أحمد العدواني" أنَّ هناك معلومات مغلوطة لدى بعض أبناء الدول الغربية عن المواطن السعودي، مستشهداً بموقف شخصي تعرَّض لهى أثناء وجوده في أحد الأيام بإحدى الدول هناك، موضحاً أنَّه ذهب إلى أحد المحال التجارية لشراء بعض السلع الاستهلاكية مرتدياً الزيّ السعودي، مشيراً إلى أنَّ البائع طلب مبلغاً مالياً أكبر من السعر الحقيقي، لافتاً إلى أنَّه حاول إقناعه أنَّ السعر المطلوب مبالغ فيه دون جدوى. وأضاف أنَّ البائع حينما تأكد أنَّه سعودي الجنسية تبسَّم في وجهه ضاحكاً وسأله:"لديك بئر نفط في حديقة منزلك وتفاوضني في أسعار لا تقدم ولا تؤخر بالنسبة لك؟"، مشيراً إلى أنَّ هناك بعض المواقف التي تعرَّض لها بعض المواطنين أثناء سفرهم إلى مدن ذات زيادة في معدل الجريمة. ميزانية الرحلة وأوضح "ماجد الزهراني" أنَّه يضطر في كثير من الأحيان إلى صرف أكثر من نصف ميزانية الرحلة على بعض الأمور الجانبية؛ لأنَّه يجب أن يدفع أكثر باعتباره مواطنا سعوديا في نظر العديد ممن يتعامل معهم في الخارج، خصوصاً في بعض الدول العربية، مشيراً إلى أنَّ ذلك لا يحدث بالقدر نفسه في الدول الغربية التي تطبق فيها قوانين تمنع هذا الفعل، مبيِّناً أنَّه يضطر في كثير من الأحيان إلى دفع مبالغ مالية أكثر من المعتاد؛ خوفاً من أن يتعرَّض لبعض المشكلات من قبل من يتعامل معهم هناك. ولفت إلى أنَّه كان ذات مرة في إحدى الدول العربية، مضيفاً أنَّه ذهب بمفرده إلى أحد المحال المتخصصة لشراء بعض المستلزمات الرجالية، موضحاً أنَّ المحل كان ضمن مجمع تجاري يقع بعيداً عن الشارع الرئيس، كما أنَّ الطريق المؤدية إليه كانت مزدحمة بالسيارات وذات ممرات ضيقة، مبيِّناً أنَّ الأسعار كانت مكتوبة على قطع الملابس بطريقة واضحة، ومع ذلك فإنَّ البائع طلب منه دفع مبلغ أكبر. وأضاف أنَّ البائع تجهَّم حينما أخبره عن هذا التفاوت السعري، وقال له بصوت عال:"من يدخل محلنا لازم يشتري"، مضيفاً أنَّ وجود أكثر من شخص يعمل في المحل من الجنسية نفسها جعله يخاف على نفسه ويدفع السعر المطلوب دون تردد. بذخ زائد وأشار "تركي الأسمري" -طالب مبتعث في أمريكا- إلى أنَّ بعض السعوديين أصبح في الآونة الأخيرة صيداً سهلاً للعديد من الأفراد العاملين ببعض الجهات الخدمية في الخارج، مُضيفاً أنَّ العديد منهم يُساهمون في ذلك بشكلٍ أو بآخر عبر ما يبدو عليهم من بذخ زائد عن الحد المعقول، موضحاً أنَّ ذلك جعل الانطباع العام عن كل سعودي يأتي هناك أنَّه شخص ثري جداً، مشيراً إلى أنَّ البعض يدفع لسائق سيارة الأجرة مبلغاً يساوي دخله لفترة تصل إلى ثلاثة أشهر من أجل أن يظهر أمامهم بمظهر الشخص الثريّ. وأضاف أنَّ ذلك جعل السائح السعودي يواجه مشكلات كبيرة في العديد من دول العالم، خصوصاً مع سائقي سيارات الأجرة، موضحاً أنَّ العديد منهم يشكلون خطراً كبيراً على السائح السعودي حينما يتعامل معهم. نظرة إيجابية وأكد "د.سالم باعجاجة" -محلل اقتصادي- على أنَّ النظرة السائدة عن المواطن السعودي خارج المملكة أنه ثريّ جداً، موضحاً أنَّ هذه النظرة تسببت في تعرض العديد من المواطنين إلى استنزاف ماله عبر رفع الأسعار عليه بمجرد معرفة أنَّه سعودي الجنسية، مبيِّناً أنَّ متانة اقتصاد المملكة شكلت هذه الثقافة لدى المجتمع الدولي وجعلت المواطن السعودي يبدو بهذه الصورة. وبيَّن أنَّ هذه الصورة جعلت العديد من المرشدين السياحيين يتسابقون عليه وينظرون إليه وكأنَّه "بنك" متحرك، مشدداً على ضرورة أن يحرص السائح السعودي على تنظيم ميزانية رحلته بشكل جيد، إلى جانب التأكد من معرفة أسعار العملات وفرقها بالريال السعودي، وكذلك الحرص على اتِّباع قوانين وأنظمة الدول التي يسافر إليها، خصوصاً عند دفع رسوم سيارات الأجرة، موضحاً أنَّ البعض يدفع مبالغ كبيرة لسائقي سيارات الأجرة بشكل مبالغ فيه، مشيراً إلى أنَّ ذلك ولَّد انطباعاً لديهم بأنَّ جميع السعوديين بهذه الصورة. ودعا من يرغب في السفر إلى خارج المملكة إلى مراجعة سفارة المملكة في الدولة التي يتواجد فيها ويسجل جواز سفره هناك، مضيفاً أنَّ سفارات المملكة خصصت مواقع الكترونية وإرشادات تُعرف بدليل السائح، موضحاً أنَّ عليه أن يقرأها بتمعُّن ليتجنب الكثير من المتاعب، مشيراً إلى أنَّه لا يزال يطمح إلى أن تقدِّم السفارات مزيداً من الجهود الإيجابية في هذا الشأن، داعياً إلى أن يتواجد مندوب من السفارة في المطارات الدولية؛ لكي يتمكن المواطن من تسجيل بياناته وعنوان إقامته الدائم. رفع الأسعار وقال "د.عبدالرحمن بن إبراهيم الصنيع" -مستشار اقتصادي- :"إنَّ ظاهرة رفع الأسعار في الخارج لا تستهدف السعوديين فقط، بل الخليجيين أيضاً، والسبب هو أنَّ كثيرا من العائلات والشباب والشابات الخليجيين حينما يسافرون للخارج أثناء العطلات يحرصون جداً على ارتداء أفخم الملابس، ويُقيمون في فنادق ذات خمس نجوم أو في شقق مفروشة مرتفعة الأسعار، ويتناولون وجباتهم في المطاعم الفاخرة، ويتسوقون في محال الماركات الراقية". وأضاف أنَّ تلك المظاهر تجعلهم مطمعاً للجهات التي يرتادونها وفريسة سهلة للمحتالين والنصابين، في ظل معرفتهم المسبقة أنَّ لدى الخليجيين القدرة المالية؛ مما يحفزهم على الجشع وإعداد فواتير أغلى بكثير من الأسعار المعتادة بحجة موسم العطلة مستغلين بذلك وجهة النظر الاقتصادية التي تشير إلى ازدياد الطلب على السلع والخدمات في المواسم، داعياً إلى تضافر جهود الجهات المعنية ممثلةً في "الهيئة العليا للسياحة والآثار" و"وزارة التجارة والصناعة" و"وزارة الصحة" في إعادة تأهيل المناطق السياحية في المملكة. وشدد على أهمية توفير وسائل الأمن والسلامة والمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، إلى جانب التأكد من نظافة المطاعم وجودة وصلاحية الأطعمة والمشروبات، وكذلك توفر وسائل المواصلات والتنقل والوسائل الترفيهية والحدائق وملاعب ملاهي الأطفال، إضافةً إلى توزيع جدول يوضح تاريخ ومواعيد المهرجانات، داعياً إلى توزيع نشرات "بروشورات" على المكاتب السياحية في المملكة والسفارات والقنصليات في الخارج؛ لتوضيح أماكن المنتجعات السياحية، على أن تكون مدعومة بالصور وأن تكون مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية. سياحة بعض الدول العربية تستغل الأسر في رفع أسعار المطاعم وأماكن التسوق ماجد الزهراني صالح الحريري وعي المواطن أثناء سفره يحميه من الاستغلال تركي الاسمري د.سالم باعجاجة فيصل العتيقي بندر بن حامد أحمد الدمياطي د.عبدالرحمن الصنيع