تحتضن العاصمة المغربية الرباط، يوم غد الجمعة، اجتماعا لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، وسط خلافات حادة بين أعضائه ساهمت منذ فترة في تأخر انطلاق قاطرة الاتحاد. وأعلنت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي أن هذا الاجتماع يأتي في إطار الدورة ال32 لمجلس وزراء الخارجية لدول اتحاد المغرب العربي، كما ذكر بيان صادر عن الاتحاد أنه ستنعقد، اليوم الخميس، الدورة ال49 للجنة المتابعة على مستوى الوزراء المعتمدين ووزراء الدولة. وأفاد بيان الاتحاد أنه سيتم في ختام اجتماع مجلس وزراء الخارجية التوقيع على محضر الدورة ثم عقد مؤتمر صحافي للوزراء المشاركين. وسيكون الأمن والإرهاب في المنطقة من أهم المواضيع الحاضرة على طاولة وزراء خارجية الاتحاد، بحسب ما كشفت عن ذلك مصادر وثيقة الاطلاع ل"الرياض". وأضافت أن مسألة تعزيز ورفع وتيرة التنسيق في مختلف مجالات التعاون ستأخذ هي الأخرى نصيبها في هذا الاجتماع، بعد مدارسة الأوضاع في المنطقة على جميع المستويات. غير أنه يشار، من جهة أخرى، أن خلافات بعض أعضاء الاتحاد قد تؤثر على نتائج اجتماعات يوم غد الجمعة. وفي هذا الإطار، يُتوقع أن يغيب عن هذا الاجتماع وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، الذي احتفظ بحقيبته الوزارية ضمن حكومة بلاده الجديدة، وقد يمثله الأمين العام للوزارة عبد الحميد سنوسي بريكسي، بحسب ما نقلت وسائل إعلام جزائرية عن خارجية بلادها. واعتادت كل من الرباطوالجزائر تخفيض تمثيليتهما الدبلوماسية في الاجتماعات التي يحتضنها البلدان بسبب خلافاتهما السياسية. ولم يعد سوء التفاهم المغربي الجزائري الخلاف الوحيد الذي يؤثر على تعطل قاطرة الاتحاد المغاربي. فبعد ما يسمى ب"الربيع العربي"، اندلعت خلافات قوية بين طرابلسوالجزائر، خاصة بعد استقبال الأخيرة لعائلة القذافي وموقفها السلبي من الثورة، ثم نشبت خلافات لا تقل حدة بين الجزائروتونس، حيث وُجهت أصابع الاتهام إلى الجزائر بالتورط في الأحداث الأمنية التي شهدتها تونس بعد الثورة. ويأمل محللون سياسيون أن تساهم الاجتماعات التي تحتضنها بشكل دوري عواصم بلدان الاتحاد المغاربي في إذابة جليد الخلاف بين أعضائه، في أفق تحريك قاطرته التي لم تجاوز، منذ تأسيسه سنة 1989 بمراكش، محطة الانطلاقة.