ارتفع إيقاع احتجاجات الأمازيغ على تسمية «اتحاد المغرب العربي» مطالبين بشطب كلمة «العربي» من تسمية الاتحاد الذي تسعى البلدان المغاربية الخمس لإعادة دوران عجلته بعدما طالها الصدأ لمدة طويلة بسبب الخلافات بين أعضائه وخاصة بين المغرب والجزائر. وعبَّر التجمع العالمي الأمازيغي، في بيان توصلت «الشرق» إلى نسخة منه، عن استيائه من المواقف، التي أبداها وزراء خارجية الجزائروتونس وليبيا، خلال القمة المغاربية الأخيرة التي احتضنتها العاصمة الرباط، حيث تم رفض مقترح تقدم به رئيس الدبلوماسية المغربي سعد الدين العثماني باستبدال اتحاد «المغرب العربي» ب»الاتحاد المغاربي»، وأبدى التجمع الأمازيغي استغرابه من انضمام «حكومتي الثورة» في ليبيا وتونس إلى الخارجية الجزائرية في رفض التغيير الرمزي للاسم. وأعلن مسؤولو التجمع تشككهم «بشأن مصير ثورتي تونس وليبيا ومصادرتهما من قبل إقصائيين يتبنون إيديولوجيات عروبية و إسلاموية معادية للديمقراطية» بحسب البيان، وأكدوا أن الثوار بالبلدين بقوا بعيدين عن رفع أي شعارات عروبية أو إسلاموية. وتابع البيان: «الحكام الجدد في تونس وليبيا يحاولون الالتفاف والتأسيس لديكتاتوريات جديدة وفية للإيديولوجيات الإقصائية و العنصرية للأنظمة الراحلة ضد الأمازيغ خاصة». ودعا التجمع العالمي الأمازيغي الليبيين إلى «عدم التفريط في مكامن القوّة والوقوف في وجه النظام الجديد الذي يشابه نظام القذافي في تعامله مع الأمازيغ»، كما ندد بتصريحات وزارة الخارجية التونسية المعارضة لتغيير اسم الاتحاد المغاربي وحذف صفة «العربي» عنه، رافضا تقبل التبرير المعتبر لذات الصفة «تسمية جغرافية»، ومشيرا إلى»غياب أي إرادة لإنصاف الأمازيغ في بلاد تونس التي صار فيها الوجود الأمازيغي مهددا»، وفق بيان التجمع. وبخصوص الجزائر لم يستغرب التجمع العالمي الأمازيغي موقف حكومتها، مؤكدا أنه كان يتوقع ذلك «من نظام أزهق أرواح العشرات من الأمازيغيين خلال سنوات الربيع الأمازيغي»، داعيا أمازيغ الجزائر إلى التعامل بإيجابية أي دعوة للثورة على نظام بلدهم. وكان المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات نوه بموقف سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون، بعد اقتراحه على وزراء خارجية تونسوالجزائر وليبيا وموريتانيا، في الاجتماع الذي جمعهم أخيرا في الرباط، استبدال اتحاد «المغرب العربي» ب»الاتحاد المغاربي»، واعتبر التجمع أن موقف «العثماني»، جاء مطابقا لمضمون الدستور المغربي المعدل، ومنسجما مع مطالب القوى الديمقراطية، في مختلف البلدان المغاربية. وفي المقابل، هاجم المرصد المذكور، وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام، الذي عقب على مقترح «العثماني» بقوله إن نعت «العربي» في اتحاد الدول المغاربية ليس عرقيا، بل هو نعت جغرافي و لغوي، واعتبر المرصد، أن ما ذهب إليه عبد السلام ، «يعد من الأمور الغريبة التي تدل على مدى رسوخ عقلية الميز لدى بعض المسؤولين، ومدى ضعف إلمامهم بثقافة البلدان المغاربية التي يتحدثون عنها»، بحسب المرصد.