أبدى وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي ارتياحه إزاء «خطوات تعزيز العلاقات بين الجزائر والمغرب»، وأعلن اتفاقه مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري في ختام مباحثاتهما أمس في الرباط على ضرور عقد اجتماع «عاجل» لمجلس وزراء اتحاد المغرب العربي «لتقويم الوضع في المنطقة وأفق التعاون المغاربي». وقال مدلسي ان اجتماعه مع الفاسي «مكَّنَ من استعراض حال التعاون بين البلدين»، وأضاف: «نحن بصدد تقويم حال التعاون الثنائي عبر لقاءات بين مختلف وزراء البلدين التي بدأت تعطي نتائج ملموسة». وأوضح أن تعزيز هذا التعاون «سيمكِّننا من الالتقاء أكثر لتبادل المعلومات حول التحديات والاهتمامات الخاصة بنا والتفاهم بشكل احسن». وعبر عن قناعته ب «التوصل بسرعة الى السبل التي تقودنا الى الأمور التي نتطلع اليها جميعاً، وخصوصاً العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب، فضلاً عن الطموح الذي يحدونا كمغاربيين لبناء الصرح المغاربي أو المشاركة في جميع الاحوال في بنائه». من جهة أخرى، عبر مدلسي عن أمله في أن يرى الأخوّة والعلاقات التي تربط الجزائر بالمغرب «أكثر بروزاً»، خصوصاً عن طريق الصحافة، بالشكل الذي «يمكِّننا من إعطاء صورة أخرى لكل من بلدينا، وبهذا نعطي بصورة أكيدة لعلاقتنا الثنائية فرصاً كثيرة». ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني، ان الوفدين الجزائري والمغربي اعتبرا ان «اجتماع مجلس وزراء اتحاد المغرب العربي أصبح أمراً عاجلاً لتقويم الوضع في المنطقة وأفق التعاون المغاربي». وأضاف بلاني أن الجانبين «تطرقا الى الإصلاحات السياسية، إضافة الى تعميق وتعزيز المسار الديموقراطي في البلدين». وأوضح بلاني أن «الوزيرين عبّرا عن ارتياحهما لأهمية تبادل الوفود الوزارية في تعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين». وفي ما يتعلق بالإصلاحات التي شرع في تطبيقها، قال إن «الجانبين اعتبرا أن المراحل التي تم قطعها في تعزيز دولة القانون تساهم بإرادة مشتركة في الاستجابة للمطالب المشروعة لشعوبهما وتدعيم الاستقرار في بلديهما وفي كل المنطقة». وجرى لقاء الوفدين الجزائري والمغربي على هامش منتدى التعاون التركي العربي الذي جرى الاربعاء في الرباط بمشاركة وزراء خارجية دول الجامعة العربية. وتأسس اتحاد المغرب العربي في 1989، ويضم بالاضافة الى المغرب والجزائر موريتانيا وليبيا وتونس. ويأتي اللقاء الجزائري المغربي بعد اسبوع من خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس في ذكرى ضم الصحراء الغربية الى المغرب في 1975، دعا خلاله الى التعاون من اجل بناء «نظام مغاربي جديد» يكون «محركاً حقيقياً للوحدة العربية» ويضمن «الاستقرار والأمن في منطقة الساحل والصحراء». واعتبر مراقبون أن المباحثات المغربية الجزائرية في الرباط، التي تكاد تُعتبر الأولى من نوعها على الصعيد السياسي، تؤشر إلى بدء صفحة جديدة في علاقاتهما التي اتسمت بالتوتر نتيجة الخلافات بشأن ملف الصحراء واستبعاد المغرب من المشاركة في مؤتمرات استضافتها الجزائر لبحث تنامي الإرهاب في منطقة الساحل، جنوب الصحراء، فضلاً عن تداعيات الأزمة التي يجتازها الاتحاد المغاربي الذي لم يلتئم في أي قمة منذ حوالى 17 سنة.