تجاوز نجم الشباب القادم بدر السليطين الاختبار الذي وضعه له مدرب الفريق عمار السويح، وكان بقدر الثقة التي منحها له مدربه الذي وقع في مأزق كبير بعد إصابة الظهير الأيسر عبدالله الأسطا بتجمع دموي في الساق قبل شهر، ولان الشباب لا يمتلك ظهيرا أيسر بديلا فكان خيار السويح الوحيد هو اختيار لاعب من خانة أخرى لسد هذه الثغرة المهمة والتي يشغلها لاعب من أهم لاعبي الشباب، ففاضل التونسي بين ماجد المرشدي وبدر السليطين وكان يميل للأول أكثر بحكم خبرته الكبيرة ومشاركته في مركز قلب الدفاع الأيسر وهو الأقرب للظهير فأشركه في مباراة العروبة في الدوري والتي خسرها الشباب بنتيجة 3-1. فاتجه عمار السويح للاعب الوسط الشاب بدر السليطين وأخبره أنه سيكون الظهير الأيسر حتى نهاية الموسم، ولأن السليطين لم يلعب قط في هذا المركز فإن المهمة كانت صعبة بالنسبة له كون المرحلة حرجة ولا تحتمل أي تفريط أو خطأ أو خسارة، فعمل جاهداً على تنفيذ توجيهات المدرب بحذافيرها وكان الاختبار الأول للسليطين من أصعب الاختبارات وأقواها وهو يواجه الهلال وجناحه الأيمن الدولي سالم الدوسري ولكن السليطين أبلى بلاء حسناً واستطاع ملء خانته وتعويض عبدالله الأسطا ليخرج الشباب منتصراً يومها ومتأهلاً إلى نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين كسب معها السليطين ثقة الشبابيين الذين أشادوا بنجمهم الواعد كثيراً وصفقوا له. الاختبار الثاني كان أكثر صعوبة أمام الفريق الإيراني المتمرس استقلال طهران الذي قرأ مدربه الشباب جيداً وكان تركيز لاعبيه على الجهة اليسرى أيضاً، وعلى الرغم من تسجيل الفريق الإيراني لهدف السبق من الجهة اليسرى الشبابية إلا أن كلمة التأهل حسمت بأقدام بدر السليطين الذي سدد كرة قوية في الدقيقة 80 تصدى لها المدافع الإيراني بيده ليتحصل منها الشباب على ركلة جزاء ضمنت تأهل الشباب إلى دور ال16 من دوري أبطال آسيا. الاختبار الثالث كان أمام الاتفاق في الدمام وهذه المباراة شهدت ارتكاب السليطين هفوة تسببت في ولوج هدف في مرمى الشباب، بعد أن ترك خانته لعلي الزقعان وذهب يجادل حكم المباراة ليسجل الاتفاق هدف التقدم، وبعد تسجيل الاتفاق الهدف الثاني أيضاً من جهة السليطين إلا أنه شارك بفاعلية في تسجيل هدف تقليص النتيجة بتمريرته لرافينها. الاختباران الخامس والسادس كانا في أبو ظبي والرياض في مباراتي الجزيرة الإماراتي والاتفاق وفي كلتيهما أبلى السليطين بلاءً حسنا وكان أحد العناصر التي جعلت الفريق الشبابي ينتصر. مباراة الموسم والتحدي كانت في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للابطال أمام الأهلي الخميس الماضي، ولكون عبدالله الأسطا جاهزا ولقوة الأهلي تعالت الأصوات الشبابية مطالبة بإشراك الأسطا لكن عمار السويح فضل الزج بالسليطين ومواصلة منحه الثقة، فكان السليطين في الحدث عندما قضى على خطورة مهاجم الأهلي لويس ليال وحد كثيراً من مصدر القوة الأهلاوية تيسير الجاسم بل أنه وصل أكثر من ذلك حين أنقذ مرماه من هدف محقق، ليكسب التحدي ويجعل جميع المحللين والمتابعين يشيدون به. بدر السليطين أو (بدران) كما يحلو للشبابيين تسميته ولد في عام 1990م وبدأ حياته الكروية في الفئات السنية بنادي الهلال وانضم إلى الفريق الأول مع المدرب البرازيلي باكيتا قبل أن يعود لفريق درجة الشباب وبعد تعاقد الهلال مع كوزمين رحل السليطين إلى الشباب وشارك في الفريق الأولمبي وحقق مع زملائه كأس الامير فيصل بن فهد عام 2011م، صعد بعدها للفريق الاول وشارك معه في فترات متقطعة وسجل هدفا تاريخيا في مرمى الجزيرة الإماراتي في النسخة الماضية من منتصف ملعب الجزيرة، يمتاز السليطين بالهدوء داخل الملعب والمهارة العالية ويمتلك قدما يسرى قوية.