عادت لغة التحريض والاتهامات المتبادلة بين حركتي "فتح" و"حماس" لتعلو مجدداً بعد نحو أسبوعين فقط من الاتفاق الذي تم التوصل اليه في غزة، ما يعيد الى ذهن المواطن الفلسطيني اتفاقات سابقة لم تفلح في استعادة الوحدة وطي صفحة الانقسام فعلياً على الأرض. واعتبر المتحدث باسم حركة "فتح" أحمد عساف، "إن التصريحات السلبية والتوتيرية التي صدرت عن قيادات وناطقين باسم حركة "حماس" خلال الأيام الماضية، تبين أن أصحابها لم يخرجوا بعد من عقلية الانقلاب والانقسام، ولا من لغة التخوين والتكفير التي لم تجلب لشعبنا وقضيتنا الوطنية إلا الكوارث". - على حد تعبيره - وأضاف عساف في تصريحات لإذاعة (موطني) المحلية أمس "لقد آثرنا نحن في حركة فتح ألّا نرد على هذه التصريحات، وانتظرنا أن نسمع من ينفيها أو ينتقدها من حماس، إلا أنهم تمادوا في اللعب على الحبال، فهم من جهة يريدون أن يأخذوا مكاسب المصالحة لهم ولتنظيمهم الذي يعاني من أزمة سياسية ومالية خانقة، ومن جهة أخرى لا يتورعون عن استخدام الأكاذيب والكلام الأسود المليء بالكراهية والحقد". وتساءل عساف عن مغزى التصريحات التي تتحدث عن التنازل عن 78% من فلسطين، مشيرا الى "ان "حماس" تنازلت عن 99% من فلسطين التاريخية وقبلت إقامة إمارتها في قطاع غزة الذي يمثل أقل من 1% من مساحة فلسطين التاريخية مقابل أن تحكم." وحمّل عساف قيادة حركة "حماس" ممثلة بإسماعيل هنية وخالد مشعل، المسؤولية الكاملة عن هذه التصريحات، التي من شأنها أن تنسف كل فرص المصالحة قبل أن يبدأ تنفيذها، مؤكداً أن من لا يفهم لغة الشراكة الحقيقية لا يؤمن بالمصالحة والوحدة الوطنية. وفي غزة، قال الناطق باسم حركة "حماس" فوزي برهوم "ان اتفاق المصالحة لا يعني بالمطلق أن نصمت إذا اعتقل أو اختطف المجاهدون والمقاومون ولا يعني بالمطلق أن نغض الطرف إذا تم التفريط بذرة تراب من فلسطين". وأوضح برهوم على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "ان أجهزة الأمن في الضفة اعتقلت 10 من أنصار حماس واستدعت 14 آخرين كما وجهت استدعاء لعدد كبير ممن شاركوا في جنازة الشهيد عز الدين المصري". وفي الإطار ذاته، اتهمت حركة "حماس" أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بممارسة ضغوط على طلبة جامعة بيرزيت لثنيهم عن المشاركة في انتخابات الجامعة المقرر إجراؤها غداً الأربعاء. وأضافت الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي للحركة في بيان أمس "أن أجهزة السلطة لجأت في العام الأخير الى تكتيك جديد يتمثل في اختيار شريحة طلابية محددة والضغط عليها لمنعها من المشاركة في الانتخابات الطلابية". وقالت "إن هذا السلوك يفسر تدني نسبة المشاركة في انتخابات جامعتي الخليل وبوليتكنك فلسطين عن معدلها العام بشكل لافت، مؤكدة تلقيها شهادات عدة من طلبة (من غير النشطاء في الكتلة الاسلامية لكن يتوقع ان يصوتوا لها) في الجامعتين المذكورتين حول تلقيهم تهديدات لثنيهم عن المشاركة في الانتخابات. في الدوحة التقى الرئيس محمود عباس أمس رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، وبحث معه السبل الكفيلة بتطبيق المصالحة وإنهاء الانقسام. وكانت حركتا "حماس" و"فتح" اتفقتا مؤخراً على البدء بإجراءات عملية لتنفيذ المصالحة في مقدمتها شروع الرئيس عباس بمشاورات تشكيل حكومة توافق وطني بالتوافق وإعلانها خلال الفترة القانونية المحددة بخمسة أسابيع استناداً إلى اتفاقية القاهرة وإعلان الدوحة، وقيامها بالتزاماتها كاملة.