قالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» إن رئيس الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة اسماعيل هنية أصدر أمس قراراً باطلاق ثمانية من معتقلي حركة «فتح» في سجونها، فيما تبادل الناطقان باسم كل من «حماس» فوزي برهوم و «فتح» احمد عساف الاتهامات امس بشأن مسار المصالحة. وجاء قرار هنية في اطار خطوات تتخذها حركة «حماس» لبناء الثقة مع خصمها اللدود «فتح» في أعقاب توقيع «اعلان الشاطئ» في 23 من الشهر الماضي. وأضافت المصادر أن بقية المعتقلين لن يتم اطلاقهم في المرحلة الراهنة، فيما ستطلق المعتقلين زكي السكني وشادي أحمد الى حين انهاء «المصالحة المجتمعية». وقبل اتخاذ هنية قراره بقليل، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق اطلاق «معتقلي فتح الأمنيين». وقال أبو مرزوق في تصريح صحافي إن وفد منظمة التحرير الفلسطينية للمصالحة سيصل إلى غزة مطلع الأسبوع المقبل لبحث تشكيل حكومة التوافق الوطني، بعد انتهاء زيارة الرئيس محمود عباس إلى العاصمة القطرية ولقائه رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل. وأضاف أن «حماس تعمل بجهد وإخلاص من أجل إخراج الشعب الفلسطيني وقواه ومنظماته من حال الانقسام، سواء كان ذلك بوحدة البرنامج السياسي الموجود تحت مظلة منظمة التحرير أو غير ذلك». وأشار الى أن لدى «فتح» «نوايا صادقة تجاه المصالحة»، معتبراً أن «الجميع يعمل من أجل وحدة المؤسسات واللوائح والنظم القانونية، لأن ما يجري في غزة مغاير عما يجري في الضفة، وهذا ما نسعى إليه في إطار الوحدة الفلسطينية». وفي إشارة سلبية سببت بعض التشاؤم، تراشق الناطقان باسم كل من «حماس» فوزي برهوم و «فتح» احمد عساف الاتهامات امس بشأن مسار المصالحة، اذ انتقد برهوم في تصريح رسمي استمرار الاعتقالات في الضفة، ورد عليه عساف باتهام مماثل لحركة «حماس». وقال برهوم في تصريحه: «إن اتفاق المصالحة الأخير لا يعني الصمت على استمرار الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية اعتقال كوادر الحركة». وأضاف: «بعد 12 يوماً من توقيع اتفاق المصالحة في غزة ألا يشفع هذا الاتفاق عند أبو مازن وحركة فتح لأهلنا ولإخواننا في الضفة وتنتهي عذاباتهم واعتقالهم واستدعائهم من قبل الأجهزة الأمنية». وقال: «إن اتفاق المصالحة لا يعني بالمطلق أن نصمت إذا اعتقل أو اختطف المجاهدون والمقاومون، ولا يعني بالمطلق أن نغض الطرف إذا تم التفريط بذرة تراب من فلسطين» مشيراً الى اعتقال عشرة من انصار الحركة واستدعاء 14 آخرين. ورداً على ذلك قال المتحدث باسم حركة «فتح» احمد عساف: «ان التصريحات السلبية والتوتيرية التي صدرت عن قيادات وناطقين باسم حماس خلال الايام الماضية، تؤكد ان اصحابها لم يخرجوا بعد من عقلية الانقلاب والانقسام ولا من لغة التخوين والتكفير التي لم تجلب لشعبنا وقضيتنا الوطنية الا الكوارث». وأضاف: «لقد آثرنا نحن في حركة فتح ان لا نرد على هذه التصريحات وانتظرنا ان نسمع من ينفيها او ينتقدها من حماس الا انهم تمادوا في اللعب على الحبال، فهم من جهة يريدون ان يأخذوا مكاسب المصالحة لهم ولتنظيمهم الذي يعاني من ازمة سياسية ومالية خانقة، ومن جهة اخرى لا يتورعون عن استخدام الاكاذيب والكلام الاسود المليء بالكراهية والحقد والذي من شأنه ان يعمق الانقسام بدل ان نتخطاه في هذه اللحظة التاريخية التي يمر بها شعبنا وقضيتنا». وكانت حركة «حماس» ومنظمة التحرير الفلسطينية أعلنتا في 23 نيسان (ابريل) الماضي توصلهما الى اتفاق على انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وتشكيل حكومة توافق وطني برئاسة عباس خلال خمسة أسابيع. وأثار هذا الاعلان غضب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أوقف مفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية، مؤكداً انه لن يتفاوض أبداً مع حكومة تدعمها حركة «حماس». الى ذلك، أعلن الناطق باسم حكومة «حماس» في غزة ايهاب الغصين «السماح بادخال صحيفة القدس» المقدسية الى القطاع اعتباراً من أمس. لكن الاغلاق الاسرائيلي لحاجز «ايرز» أمس حال دون دخولها. وقد تسمح سلطات الاحتلال بإدخالها غداً، نظراً الى اغلاق الحاجز اليوم. ورفضت حكومة «حماس» السماح بادخال صحيفتي «الأيام» و «الحياة الجديدة» الصادرتين في مدينة رام الله في الضفة الغربية الى غزة حتى الآن. وطالب الغصين باجراءات «مماثلة» من السلطة الفلسطينية. ورحب معظم الصحافيين بقرار ادخال «القدس»، ووصفه بأنه «ايجابي وخطوة مهمة»، لكنهم استهجنوا استمرار منع الصحيفتين من الدخول. وكانت حكومة «حماس» منعت الصحف الثلاث من الدخول للقطاع غداة تفجير عبوة ناسفة على شاطئ بحر أدى الى مقتل عدد من أنصار «حماس» واصابة عدد آخر بجروح متفاوتة.