أُجريت أمس انتخابات المجالس المحلية في الضفة الغربية بعد سنوات من التأجيل نتيجة الانقسام بين حركتي «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، و«فتح» التي تسيطر على الضفة. وتنافست في هذه الانتخابات كتل تمثل فصائل منظمة التحرير والمستقلين بعد مقاطعة «حماس» لها. وأظهرت النتائج الاولية تدني نسبة الاقبال على التصويت، وهو أمر عزاه المراقبون الى عدم وجود منافسة قوية بين «فتح» و«حماس»، والى تعطيل الانتخابات العامة التي يراها المواطنون أكثر أهمية، علماً ان نسبة الاقبال على الانتخابات المحلية السابقة التي أُجريت على عدة مراحل عامي 2004 و2005، بلغت أكثر من 80 في المئة. وأدلى الرئيس محمود عباس بصوته في مركز اقتراع قريب من بيته في مدينة البيرة المحاذية لمدينة رام الله. وقال في رد على سؤال ل «الحياة» انه يرى في هذه الانتخابات خطوة جيدة على طريق اجراء انتخابات عامة. واضاف: «هذه بداية جدية، سنعمل بعدها على استكمال الانتخابات في القدسوغزة، لكن نتمنى أيضا تطبيق ما اتفقنا عليه مع «حماس» من اجراء انتخابات عامة للمجلس التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني». واعتبر ان هذه الانتخابات تشكل تأكيداً للمسار الديموقراطي الذي انتهجته السلطة منذ عام 1996. وفي قرية دير الغصون شمال الضفة، أدلى رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بصوته. وقال للصحافيين عقب التصويت إنه طالب بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في حال استمرار الانقسام. وأضاف: «إذا استمر التعطيل، فإننا لن نرهن ديموقراطيتنا بالانقسام، وأنا دعوت الى اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية حيث أمكن عن طريق قوائم نسبية كاملة، وحينها سيشارك قطاع غزة بالترشيح حتى لو لم يشارك بالاقتراع». وطالب «حماس» بقبول الانتخابات أو تحمل مسؤولية عدم اجرائها، وقال: «على «حماس» أن تعرف أن معركة البناء الديموقراطي بالنسبة الينا حسم أساسي، واذا واصلت عنادها وتعذر الاتفاق، سندعو الى انتخابات من دونها على القاعدة النسبية الكاملة حيث أمكن وفي كل المحافظات، ومن لم يستطع الاقتراع يستطع الترشيح». من ناحيتها، اعتبرت «حماس» الانتخابات «تكريساً للانقسام ولهيمنة فتح» على المؤسسات الفلسطينية. وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم: «هذه الانتخابات ليست لها علاقة بالديموقراطية ولا بالتوافق الوطني، وهي انتخابات لحركة فتح وليس للشعب الفلسطيني». وأضاف: «فتح من خلال هذه الانتخابات تكون قفزت على إعلان الدوحة واتفاق الرزمة في القاهرة وعززت الانقسام، فهي تريد من المصالحة شهود زور على انتخابات غير شرعية وغير قانونية». وأعتبر أن «هذه الانتخابات تمثل ترسيخاً لفتح، وتموضعاً لها في المؤسسات الفلسطينية على حساب الديموقراطية والتعددية السياسية، وأن إجرائها في هذا الوقت من دون قطاع غزة ووجود توافق وطني، لا معنى ولا شرعية له». ومن المقرر أن تعلن النتائج الانتهائية للانتخابات ظهر اليوم، لكن المراقبين لا يتوقعون مفاجآت كبيرة في هذه النتائج بسبب انحسار المنافسة بين أجنحة في «فتح» ومستقلين وبعض فصائل اليسار.