هل القناة الأولى بالتلفزيون السعودي محتاجة لمداعبة شبه ساخرة من إعلامي مخضرم لمتابعتها في نشرة أخبار التاسعة والنصف لإيهام المغردين المتابعين له على تويتر أن لديه من مصادره الخاصة أخباراً عن قرارات ستصدر بهذا الشأن. ولكن السؤال لماذا وصلنا لهذه الحالة الذهنية ضد التلفزيون السعودي تحديداً؟. ولماذا لم تتغير رغم الحراك الحاصل حالياً بهذا الجهاز الرسمي والحيوي، نحن من الحماس وصلنا لمرحلة أن تكون القناة الأولى هي على اسمها، ولكن لم نتعامل مع هذا الأمر بطريقة واقعية أكبر، صحيح أنه لا يوجد ما يمنع أن يتحقق هذا الحماس ولكن وبعقلانية أكثر نقول إنه يحتاج أكثر في مجتمع اعتاد على مدى أكثر من 30 عاماً تقريباً على خط لا يغفله العاملون بالمجال الإعلامي والتغيير منه يعتبر انقلاباً بحد ذاته وليس مجرد تغيير روتيني يرتبط بإنشاء هيئة مستقلة للإذاعة والتلفزيون. نعم هناك وبكل صراحة حراك ولكنه ليس بالدرجة المأمولة، تغيير في الكثير من التوجهات ولكن تنقصه أحياناً الاحترافية، الأمر لا يتعلق فقط بالبحث عن الراعي التجاري الممول للتطوير رغم أهميته، نحتاج إلى النظرة بصورة مختلفة، تم تحقيق جوائز مميزة خلال مهرجان تلفزيون الخليج مؤخراً، ولكن وبواقعية لم تكن هذه الجوائز هي الهدف رغم أنها معنوياً تعتبر الأولى في عمر الهيئة بعد انطلاقتها. شخصياً كان لي خلال الأيام الماضية تجربتان في التلفزيون مقسمة ما بين قناة الإخبارية والقناة الأولى، علماً أنني تقريباً صاحب تجربة كبيرة على مستوى القنوات العربية بصفة عامة بحضوري ومشاركتي فيها ببرامج متنوعة ومتعددة، ولكن لماذا أذكر تجاربي هنا..!! ببساطة ليس للحديث عن الفوارق في أساليب الإعداد أو الإنتاج أو الحضور أو النوعية البرامجية، لأن المقارنة ستكون هنا ظالمة بلا شك وستخرج عن الهدف السامي لما أكتبه في هذا المقال، تجربتي مؤخراً وبدون مجاملة كانت نوعاً ما جيدة، ففي قناة الإخبارية التي شاركت بها في برنامج (مساء الوطن) وجدت فريق عمل مميزاً وإعداداً جيداً وإن كان يحتاج لتطوير أكثر ولكن هذا الفريق المتحمس بلا إمكانات، وهنا الحماس قد يكفي لحلقات متعددة ولكن قد لا يستمر، والحال كذلك مع برنامج (دراما) على القناة الأولى، الإمكانات مطابقة نفس الشيء. إذن لماذا تشابهت هاتان الحالتان ما بين الأولى والإخبارية؟!. لماذا أمور بسيطة نوعاً ما تؤثر على نقلة كبيرة لهيئة التلفزيون في إتاحة مثل هذه البرامج وبحرية تامة وبدعم للشباب، الفرصة من الهيئة أتيحت وحتى الدعم أتيح، ولكن ماذا ينقص؟. هل الراعي الإعلاني هو المنقذ ولكن اين الطريق لهذا الكنز؟. الامر بالفعل يحتاج للتحرك لأن التغيير والتطوير هو الملاحظ في هذه المرحلة، والتي تأتي بالتزامن مع الإعداد لاحتفالية مرور 50 عاماً على بداية بث التلفزيون السعودي خلال أيام، شخصياً أثق كثيراً وأعول على الأستاذ عبدالرحمن الهزاع ونائبيه في جعل قنواتنا وإذاعاتنا (الأولى) وأن ننسى كابوس كلمة (غصب)..!!