بعد أن طالب بتغيير كادر الإعلاميين الحكوميين وتخصيص كادر خاص لهم مشبههم حالياً أنهم يعيشون مكبلين بنظام إداري ومالي عفا عليه الزمن ولم يعد صالحاً، تلتقي (إعلام) هذا الأسبوع في الجزء الثاني من حوارها مع مذيع القناة الأولى السعودية الإعلامي عبدالله بن محمد الشهري..لتستكمل معه هذا اللقاء الذي تناول فيه واقع القناة الأولى والتغيير الذي لحق بشكل شبكة قنوات التلفزيون السعودي وسبب توقف برنامج (مع الأحداث) فإلى الحوار: @ مذيعو نشرات الأخبار بالقناة الأولى نالوا النقد الواسع في أوساط المجتمع والصحفيين بسبب رتابة وجمود أسلوب المذيعين في الإلقاء.. متى تخلع القناة الأولى عباءة الجمود عن مذيعيها؟ - مرحباً بهذا النقد.. وأتمنى استمراره فبدون قراءة ناضجة وواعية لما نحن فيه أو عليه.. سنظل نكرر أنفسنا.. إننا سعداء بأن يكون أداؤنا تحت مجهر النقد والمحاسبة والتقويم.. وهذه وجهة نظر شخصية قد لا يتفق معي فيها بعض الزملاء وسأكون شاكراً ومقدراً لمن ينتقد الأداء ويقدم الحلول لتقويمه،واعتقد أن الأمور الآن بدأت تتحسن في نشرات أخبار القناة الأولى وهي تجربة تحتاج إلى جهود جبارة لتنجح. @ تغيرت شعارات قنوات التليفزيون السعودي وفواصل البرامج.. ولكن المضمون كما هو.. برأيك المحايد هل هذا ما ينتظره فقط المشاهد من التليفزيون السعودي؟؟ - يجب أن نشكر كل من ساهم في هذا التغيير.. وبصرف النظر عن نجاح أو عدم نجاح هذه الخطوة.. لننظر إليها من الزاوية المشرقة، وشخصياً أتمنى صادقاً أن يكون التغيير في الشكل مصحوباً بخطة (تدريب شاملة) فمن غير تدريب وتجريب وإعادة هيكلة الذهنيات التي (تصنع) المنتج الإعلامي.. وضخ دماء شابة مدربة، سنظل نكرر أنفسنا ونجتر تعاستنا المهنية. @ هل تلقيت عروضاً رسمية للالتحاق بقنوات فضائية عربية؟ - تلقيت ثلاثة عروض: عرضين منها من قنوات إخبارية متخصصة، وقد اعتذرت لعدم قدرتي (اجتماعياً) على العيش خارج المملكة، وحالياً أدرس عرضاً جاداً، ساعدني على القبول المبدئي به أنه لا يتطلب مني العيش خارج المملكة، وهو مشروع مهم. @ بعد احتلال العراق.. شاهدناك في سلسلة متواصلة من البرامج السياسية.. بشكل يومي.. ثم بدأت تظهر بشكل أسبوعي تقريباً.. ثم أصبح الظهور في مناسبات قليلة.. لماذا؟ - منذ اليوم الأول لدخول القوات الأمريكية للعراق قدمت برنامج (مع الأحداث) ولمدة ثلاثين يوماً متواصلة.. ثم بدأ يقدم بالتناوب بين عدد من الزملاء، وتواصل تقديمي لحلقة أسبوعية لمدة طويلة.. قبل أن يتوقف البرنامج في السنوات الأخيرة أما الظهور المتقطع فتفرضه المناسبات.. فمثلاً..عند استضافة المملكة لمؤتمرات أو لقاءات مهمة ويطلب مني المساهمة فأنا ابن التلفزيون أولا وأخيراً... @ لديك رصيد كبير من البرامج.. ترى باعتبارك أحد المخضرمين.. ماذا ينقص برامج القناة الأولى.. حيث لا يوجد حالياً برنامج يحقق أصداء واسعة لدى المجتمع بخلاف قناة (الإخبارية)؟ - برغم الاجتهادات المشكورة.. والمحاولات الجادة.. إلا ان (التوقيت) و(البرمجة) (وأمور أخرى لا علاقة للقائمين على التلفزيون بها).. كل ذلك يحول دون تميز واستمرار معظم البرامج.. @ لو لم تكن إعلامياً.. ماذا تود أن تكون؟ - لا أدري.. لكني أعشق إدارة الأعمال،وحصلت على عدة دورات في هذا المجال،وأعمل حالياً على التخصص أكثر في هذا المجال. @ دراسات عليا مثلاً؟ - نعم.. وإن شاء الله قريباً. @ بالمناسبة نعرف أنك شاركت في عدد من الدورات الخاصة بالإدارة والتطوير الذاتي ، كما أنك قدمت بعض ورش العمل والدورات في هذا المجال.. وأنت مساهم بشكل فاعل في أنشطة الجمعية السعودية للإدارة.. أي الجانبين يستهويك أكثر.. الإداري أم الإعلامي؟ - أنا أعشق إدارة الأعمال.. وتشرفت بالمساهمة البسيطة في هذا المجال.. والدورات التي تشير إليها كانت بهدف تنمية وتقوية الجانب التنظيمي والإداري في حياتي والاستعداد لمرحلة أكثر أهمية على الصعيد الشخصي... ولذلك ركزت في السنوات الأخيرة على تنمية وتطوير أدواتي في المجالات الإدارية والتنظيمية وشاركت في عدد من الدورات والبرامج وورش العمل المتخصصة.. التي شكلت رصيداً معرفياً مهماً بالنسبة لي..كما أن عضوية في الجمعية السعودية للإدارة من خلال لجنة التدريب كان لها الأثر الكبير في تطوير وتنوير الكثير من الجوانب المهمة حياتي.. وهذا ما حفزني على مواصلة التخصص في هذا المجال. @ بمن تقتدي إعلامياً؟ - بالناجحين من أساتذتي وفي مقدمتهم ماجد الشبل والدكتور بدر كريم متعهما الله بالصحة و العافية وليعذرني أساتذتي الآخرون الذين لم أذكر أسماءهم ولكنهم محل التقدير والإعزاز. @ رسالة عبر (إعلام) توجها لمن تشاء من المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام؟ - معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني: يشهد الله أننا نعرف أنكم حريصون على تلمس وتلبية احتياجات العمل الأساسية ، وأنكم تبذلون ما في وسعكم ليكون إعلامنا في المستوى الذي تتطلع إليه قيادتنا الرشيدة.. ويشهد الله أننا نعرف أن الحمل ثقيل.. ولكننا.. نشهد الله أيضاً أننا ننتظر من معاليكم تبني هيكلة شاملة للإعلام الرسمي الحكومي ، وتفعيل قرار تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة وإيجاد (كادر) خاص ب(موظفي الإعلام).. كما نرجو الله أن يشهد إعلامنا الرسمي على يدي معاليكم ولادة حلم الإعلاميين "مركز التدريب الإعلامي" الذي نسمع عنه منذ سنوات.. وإنشاء "مركز أبحاث المستمعين والمشاهدين" فهما رافدان ضروريان لتطوير وتنمية الإعلام والإعلاميين، وعندما يتوافر إعلامنا الرسمي على هذه المكونات، وهي الحد الأدنى مما يجب توفيره لإيجاد بيئة جاذبة ومنتجة وناقلة أمينة لرسالة عظيمة.. عندها.. سيكون "مرسلو الرسالة"، "قادرين" على "الوفاء" بما يجب أن يكون عليه "الإعلام الرسمي والإعلاميون الرسميون" في بلد بحجم بلد الحرمين المملكة العربية السعودية.