مدخل .. منذ سنوات بعيدة كان حلم الرياضيين السعوديين ان تكون لهم قناة رياضية خاصة، وظل هذا الحلم يكبر مع وصول الرياضة السعودية الى آفاق بعيدة من التألق العالمي وارتفاع حدة الصخب على المستوى المحلي، ومضت سنون تطويها سنون ومساحة الحلم تكبر وودائرة الامل تتسع، ولعل ما زاد من كل ذلك ظهور قنوات متخصصة على المستوى الخليجي والعربي في ظل المنافسة والصراع الفضائي سواء اكانت حكومية او خاصة. وعلى الرغم من ان بعض تلك القنوات وتحديدا الخاصة منها تعود ملكيتها لسعوديين الا انها لم تستطع ان تقنعهم بانها منهم وإليهم حتى وهي تستهدف الرياضي السعودي وتسعى لارضائه والفوز بالتفاتته نحوها بكافة السبل وقد يكون السبب المباشر هو ان الحلم كان ولايزال يتعلق بقناة «سعودية» خالصة تمثل هويتهم وتشكل طموحاتهم وتتحدث بلسانهم ، ومع ظهور القناة الرياضية السعودية التي تعرف ب«القناة الثالثة» قبل عامين تقريبا استبشر المتلقي السعودي الذي انتظر طويلا بكل ذلك غير ان استبشاره ذهب اداراج الرياح فلم تكن القناة في مستوى طموحاته ما جعل الكثير منهم يهربون الى حيث يجدون طموحاتهم فتوزعوا في الفضاء كل يبحث عما يغريه ويشبع نهمه ويلبي حاجته فيما قناتنا الرياضية لا زالت تبحث عن نفسها. «الرياض» التي سعت لفتح هذا الملف وقفت على كثير من جوانب القصور في القناة والاسباب التي تجعلها خارج سباق المنافسة سواء مع القنوات الرياضية المتخصصة او حتى مع القنوات الحكومية في البلدان المجاورة وسبل الارتقاء بها كي تكون صورة - حقيقة - للحلم الذي ما فارق الرياضي السعودي منذ زمن بعيد، وذلك من خلال هذا الاستطلاع الذي تركنا فيه المساحة لعدد من المهتمين بالشأن الرياضي والإعلامي للادلاء برأيهم حيال القناة. قيود الروتين الحكومي .. البداية كانت مع محمد النويصر عضو الاتحاد السعودي وعضو اللجنة الإعلامية في الاتحاد الاسيوي لكرة القدم الذي اكد على ان ثمة قيودا تكبل انطلاقة القناة الرياضية بالشكل الذي يوازي طموح المتلقي السعودي خاصة لا سيما فيما يتعلق بروتين العمل الحكومي والذي يفقد القناة استقلاليتها. ويضيف النويصر: القناة الرياضية بامكاناتها المادية والبشرية المتاحة ووفق ما هو موفر لها تبدو انها قطعت شوطا جيدا قياسا بعمرها الزمني، فالتغطية المحلية على الاقل يمكن ان اقول انها جيدة جدا لكن ما يلاحظ عليها هو عدم قدرتها على الايفاء بالحضور الدولي اسوة بالقنوات الاخرى. ويرجع عضو الاتحاد السعودي والآسيوي السبب الى كونها قناة حكومية حيث يقول: «يجب ان نلتفت الى امر هام يتعلق بوضع القناة كونها حكومية وهذا يجعلنا نبعدها عن المقارنة بالقنوات الخاصة لان الهدف من القنوات الحومية ليس ربحيا بالدرجة الاولى وهذا ما يقلل من وجود السيولة المادية التي تسمح بالمنافسة وهو الامر الذي ينعكس ايضا على توفير الكوادر المؤهلة من مقدمين ومعدين ومخرجين وكذلك بالنسبة لشراء حقوق البطولات الدولية ووفق ذلك فاننا نظلم القناة حينما نطلب منها الدخول في معترك منافسة شرسة لا تعرف الا لغة المال وهو ما يحدث بين القنوات التجارية» وعن تفوق قنوات مثل دبيوابوظبيالاماراتيتين والجزيرة القطرية والكويت الرياضية في قبالة القناة الرياضية السعودية يقول النويصر: «هذه القنوات لديها اسلوب تجاري وهذا الاسلوب يبعدها عن نمط الاسلوب الحكومي، اما الجزيرة فهي مستقلة الى حد ما فهي تتعامل مع نفسها كقطاع خاص، والقناة السعودية ورغم وجود بعض الايرادت التي تحققها الا ان تلك الايردات تودع من قبل وزارة الثقافة والإعلام لدى وزارة المالية وولهذا فان بنود الصرف الحكومي تمنع استقلالية القناة، ولهذا فانها اذا اتيحت لها الاستقلالية في الصرف فانها ستجد مرونة اكثر، وانا لا جد باسا ان تمنح حق المنافسة لشراء الدوري السعودي اسوة بالقنوات الاخرى التي تسعى للفوز بحقق النقل الحصري وانا كعضو في الاتحاد السعودي ساكون سعيدا بوجود قناة سعودية قادرة على المنافسة مع القنوات الخاصة». ويشدد النويصر على ان ثمة قصور في نواحي عديدة في القناة الرياضية مثل عدم قدرتها على تغطية اكثر من حدث في ذات الوقت او في نوعية الكاميرات المستخدمة وفي كثير من التقنيات وهذا امر يعود الى قصور في النواحي المادية. ويختتم النويصر رأيه بالتاكيد على ان في المملكة كوادر بشرية متنوعة تستطيع انجاح القناة التي والاخذ بيدها نحو سباق المنافسة لكن يظل السؤال المطروح.. هل لدى وزارة الثقافة والإعلام الرغبة في ذلك ؟! المنافسة الصعبة .. خليل الزياني عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم والذي شارك مع اكثر من قناة رياضية كمحلل رياضي يرجع السبب الرئيس في تأخر القناة في سباق المنافسة المحموم وعدم تلبيتها لطموحات المشاهد السعودي الى كثرة القنوات الرياضية المتخصصة والتي ترصد لها ميزانيات ضخمة اذا ما قورنت بما هو مرصود للقناة السعودية. ويضيف الزياني: «ان وجود مثل هذه الميزانيات الضخمة يتيح لاي قناة ممارسة ادوارها المطلوبة باحترافية فتجد النقل المباشر للحدث من كل مكان والتحليلات المميزة، والبرامج المتنوعة، وحينما تعقد مقارنة بين قناتنا الرياضية والقنوات الاخرى فيما يتعلق بالبرامج والاخراج والاعداد والتاهيل تجد ان ثمة فارق واضح بينهما على الرغم من وجود كوادر بشرية في التلفزيون السعودي قادرة على النجاح كما في القنوات الاخرى بل ان بعض القنوات نجحت لوجود كوادر سعودية غير ان العائق المادي يكاد يخنق القناة فضلا عن وجود بعض القيود عليها وهو امر طبيعي كونها قناة حكومية لا تهدف للربحية بالدرجة الاولى». ويشدد الزياني على ان القناة وفق ما هو متاح لها تعتبر قد ادت المطلوب منها على الاقل فيما يخص نقل منافسات الدوري السعودي على الرغم من الاجتهاد الموجود فيها والذي يبعد عنها صبغة الاحترافية وهو احد الاساسات المطلوبة في المنافسة الفضائية، لكن وكما اشرت لو كانت الامور المادية متوفرة لما حدث ذلك ولوجدنا مقدمين ومعدين ومخرجين محترفين، بل حتى على مستوى الاستضافة لو كان العمل احترافيا لراينا ما هو افضل لان ما يعيق ذلك هو غياب الحافز المادي حيث تصرف القنوات التجارية مبالغ ضخمة في تعاقداتها مع المحللين والضيوف المميزين في حين لا تقوى قناتنا الرياضية على مسايرة ذلك». ويتفق الزياني مع ما ذهب له النويصر في ان «الروتين الحكومي» خانق للقناة وهو امر لا يتعلق بالقناة وحدها بل بطبيعة العمل الحكومي في اي مكان مشددا على ان ثمة قيود لو رفعت عن القناة فانها قادرة على تقديم الافضل مشددا على ان ما تقوم به حاليا يعد طفرة قياسا بعمرها الزمني. ويضع الزياني ملاحظاته على القناة قياسا بالقنوات الفضائية المتخصصة التي عمل فيها كاوربت وابو ظبي و«mbc و art» قائلا: «هناك بعض الامور التقنية المهمة كالاخراج الجيد والمادة الإعلامية الجيدة والحديثة والتقديم المميز وهي الامور التي يلامسها المتلقي، وهي امور تحتاج الى خبرة فلا ننسى ان القنوات الاخرى سبقت قناتنا بسنوات فانا عملت مع اوربت في عام 1994م ومع mbc في عام 1996 وما اريد ان اصل اليه هو ان الخبرة مفقودة في القناة التي تحتاج الى وقت حتى تنضج تجربتها». ويعدد الزياني بعض الامور التي يرى انها متى ما توافرت فانها ستكون دعامة قوية للقناة لكي تكون في الصفوف الامامية بين نظيراتها الموجودة في الفضاء حيث يقول: «اعتقد إن أولى تلك الامور هي توفير ميزانية مفتوحة وهو امر يحتاج الى تسويق جيد للقناة وهذا لن يكون الا بوجود ادارة تسويق فاعلة في هذا المجال قادرة على جذب المعلن والراعي لبرامج القناة، بالاضافة الى تحرير القناة من بعض ضغوطات الروتين الحكومي». الاجتهاد وغياب الاحترافية .. ويضع محمد البكر مدير تحرير الشؤون الرياضية بجريدة اليوم اكثر من ملاحظة على عمل القناة حيث يرى انها لم تقو حتى الان على فرض نفسها بين القنوات الاخرى ولا تمثل بمستواها الحالي طموحات المواطن السعودي الذي ظل يحلم بقناة متميزة بتميز الرياضة السعودية. ويضع البكر يده على الجروح المتفتقة في جسد القناة فيقول: «القناة الرياضية لدينا تعاني من عدم وجود الامكانات المادية التي تستطيع توفير الحد الادنى من الحضور الموازي لحضور القنوات الاخرى المتخصصة وهذا الامر يمنعها من القدرة على المنافسة على جلب البطولات والتي صارت اليوم هي المقياس الاول لنجاح اي قناة فضلا عن افتقادها المعدين والمقدمين المتخصصين فكل ما فيها لا يعدو اجتهادا يبتعد تماما عن الاحترافية المطلوبة، ولهذا فهم مجتهدون وليسوا محترفين والعمل الإعلامي اليوم التلفزيوني يحتاج الى عمل احترافي من الدرجة ولهذا نجد ان ليس هناك منهج لتوزيع البرامج واختيارها فتجد اليوم نقلا لمباراة كرة يد ثم تغيب كرة اليد عن برامج القناة لتعود بعد ثلاثة اشهرا و اربعة ليحل محلها كرة السلة او تجد القناة تتجاهل نقل احداث محلية ودولية مهمة لتقدم لما برنامجا ارشيفيا قديما من الارجنتين او غيرها» ويمضي البكر معددا اسباب تدني مستوى القناة حيث قائلا: «الواضح انه القناة لا تملك سياسة دورية لبرامجها اسوة بما هو معمول به في كل المؤسسات الإعلامية، ناهيك عن امر يعد واضحا ومؤثرا على نجاحات القناة وهو احتكار عمل القناة في الرياض فقط ما يفوت الفرصة على المبدعين في المناطق الاخرى كالمنطقتين الشرقية والغربية، وهذا يعني ان القائمين على القناة يتعاملون من مبدا ان المبدعين فقط موجودون في الرياض، وهذه ازمة اخرى من ازمات هذه القناة». ويشدد البكر على عدم اغفال مسالة مهمة وهو ان القناة الثالثة ملكيتها للقطاع العام وهذا يمنع مقارنتها بالقنوات التي تعود في ملكيتها للقطاع الخاص ومن هنا فالمقارنة بين القناة السعودية والقنوات الاخرى ظالمة لها لكن حينما نضع معيارا ثابتا للمقارنة بحيث نضعها في مقابل القنوات الحومية الاخرى المتخصصة في المنطقة كقناتي دبيوابوظبيالاماراتيتين وقناة الكويت الرياضية نجد ان التفوق واضح لتلك القنوات على الرغم من انها قنوات حكومية وهذا دليل على ان التشدق بكونها حكومية يكبل ابداعاتها. ويرفض البكر فكرة استقطاب خبرات اجنبية لتطوير القناة مشددا على ان في المملكة كفاءات قادرة على الاخذ بها نحو التفوق شريطة ان تعطى حقها، مدللا على ان ثمة سعوديين ابدعوا ونجحوا في قنوات اخرى متخصصة. ويعود البكر في ختام رايه ليؤكد على ان توزيع الادوار بين مناطق المملكة سيسمح في زيادة الافكار المبدعة وتقديم وجوه قادرة على انجاح القناة مقترحا ان تكون هناك محاصصة في ادارة القناة بحيث يكون للرياض - مثلا - ما نسبته 4في المائة فيما توزع النسب الباقية بين الشرقيةوجدة. الابداعات مكبلة .. ولا يجد المهندس حسن جمجوم عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس الاتحاد السابق حرجا في الكشف عن عدم متابعته للقناة مشيرا الى انه لا يجد شيئا فيها يدفعه لمتابعتها ويضيف: «قد لا تصدق لو قلت لك انني لا اتابعها في حين اتابع قنوات رياضية اخرى اجد فيها ما يشبع نهمي كاوربت - مثلا - صحيح ان القناة الثالثة في التلفزيون السعودي افضل من بعض القنوات حتى الخاصة منها كقناة «art» التي تفتقد لمقومات العمل الإعلامي الجيد فلا إرسال جيدا ولا اخراج مبدعا ولا اهتمام بالمشاهد، وهو الذي نجده في قنوات محترفة كاوربت والجزيرة الرياضية. ويؤكد جمجوم على ان وضع القناة المالي قد يكون السبب المباشر في تاخرها عن الركب لكن لا يمكن لراس المال ان ياتي للقناة وهي - اصلا - لا تستهوي احدا سواء من حيث الاعداد للبرامج او الشخصيات التي تقدمها او حتى الضيوف،ويضيف قائلا يبدو لي ان ازمة القناة الرياضية لنا هي ازمة إعلامية عامة فما هو موجود في الصحافة تجده في القناة من حيث الاسئلة الركيكية المعلبة والطرح الفج والاعداد السيء والحرية المفقودة، ولعل ما يزيد الوضع سوءا ان من في القناة راضون بما هم عليه لانهم يجدون انفسهم الافضل وهذه عقدة نعيشها فنرى دورينا على انه افضل دوري عربي ولاعبونا افضل اللاعبين حتى نصل الى ان قناتنا افضل قناة. ويضع جمجوم حلولا لانقاذ القناة ولإظهارها بالشكل المامول حيث يلخص ذلك بقوله: «اعتقد ان القناة بحاجة الى عمل لا نقاذها واهم امر يجب ان نعترف به هو حاجتها لجلب خبراء لتطويرها وانتداب الكوادر السعودية للخارج حتى نغير النمطية السيئة فيها فضلا عن ضرورة توزيع الادوار فيها حتى تطون شمولية وسعودية بالمعنى الحقيقي لها لا ان تحتكر من جهة دون اخرى وهو الامر الذي جعلني انفر منها منذ البداية». سوق حراج .. ويشبه الدكتور محمد القدادي رئيس تحرير جريدة الوسط الرياضي ما يدور في القناة بسوق الحراج حيث يبدا حديثه بالقول: «المشكلة الاساسية للقناة هي انها قناة رسمية تابعة لوزارة الثقافة والإعلام ولهذا فان الاشكالية التي تقيدها هي اشكالية مادية بحتة، باعتبار ان المال اليوم هو عصب الحياة». ويدخل القدادي مباشرة في وضع الحلول حيث يقو ل: «الحل الجذري لا نقاذ القناة هو تحويلها لمؤسسة عامة تدار بطريقة استثمارية ممنهجة مع ضرورة الحفاظ على الثوابت والاسس الذي انشئت من اجلها القناة، ولعلي لا ابالغ ان قلت ان القناة تعمل في الوقت الراهن فوق امكاناتها لان الانتاج مكلف والاعداد كذلك وحتى الاخراج بل حتى الضيوف التي تتم استضافتهم او التعاقد مهم هم بحاجة الى توفير الحد الادنى لما يغريهم على التعاطي مع القناة». ويضرب رئيس تحرير جريدة الوسط الرياضي مثالا بالقنوات الرياضيةالاماراتية حيث يقول: «نكاد نسلم سلفا بان القنوات الاماراتيةكدبيوابوظبيالرياضيتين افضل من قناتنا في كثير من الجوانب بدليل قدرتها على شراء حقوق حصرية مكلفة كما هو في قناة ابو ظبي حيث تملك الحق الحصري لبث الدوري الايطالي والامر يعود الى ان هاتين القناتين يداران عن طريق مؤسسة دبي للإعلام ومؤسسة الامارات للإعلام وهو ما انادي به، اما القنوات الاخرى التي تتشابه في طريقة ادارتها مع القناة السعودية فلا تجدها بافضل حال منا كقناة الكويت الرياضية مثلا». ويشدد القدادي على ان القناة قادرة وعلى الرغم مما هو متاح لها للظهور بمظهر افضل حيث يقول في هذا السياق: «هناك امور بسيطة من الممكن ان تعدل مسار القناة حتى وهي بهذه الوضعية الصعبة فمثلا تنويع الوجوه التي تطل على المشاهد حيث باتت بعض الوجوه مكررة سواء في التقديم او التحليل وهو امر اصاب المتلقي بالملل فالاسماء مكررة والآراء كذلك وساحتنا الإعلامية مليئة بالاسماء القادرة على انجاح القناة خاصة وان الاسماء الموجودة في القناة حاليا لا ترتقي - اصلا - للظهور في التلفزيون، ولهذا نجد ان بعضهم حول القناة لسوق حراج من خلال طريقة الطرح والكلام الكثير في حين هناك نوعية اخرى تظهر بشكل كئيب ونمط بطيء فتراه وكأنه يقتصب الكلمات اقتصابا، وهذه الامر يعود في مسؤوليته على من يختار المذيعين حيث يبدو ان الامور لا تتم على اساس الكفاءة». ويلخص الدكتور القدادي رأيه بالقول: «لدينا امكانات وكفاءات سعودية قادرة على السير بالقناة نحو مساحات رحبة وفضاءات بعيدة شريطة ان تعطى الاهتمام والفرصة من وزارة الثقافة والإعلام بدلا من ان تستستقطب اناس من خارج البلد كما حدث حينما تم استقطاب بعض الاخوة من مصر وهم غير مؤهلين وتم ابتعاثهم على حساب الحكومة للعمل في القناة الاخبارية عند تاسيسها حدث على رغم البطالة التي تعاني منها البلد ومع ذلك لم يظهروا القناة بالمستوى المامول». البروقراطية والحساسية والمادة .. ويصف وليد الفراج الكاتب الرياضي والمذيع بقنوات «art الرياضية» وضع القناة بمن دخل سباق فورملا وهو يركب دراجة هوائية مشيرا الى الوضع المادي للقناة لا يتيح لها الحد الادنى من المنافسة مع القنوات الاخرى المتخصصة. ويضيف الفراج: «من يعرف حجم العمل في القنوات الخاصة يدرك مساحة الفوارق الشاسعة بين القناة الرياضية السعودية وبينها ففي حين ان القنوات الخاصة لديها بنود صرف تجعلها في متابعة مع الحدث في زمن قياسي وقادرة على استقطاب افضل واهم الاسماء للعمل في القناة نجد القناة السعودية غير قادرة على ان تدفع اكثر من 8 آلاف ريال او 10 آلاف ريال في حد اقصى لمن تريد استقطابه ولهذا فهي لم تدخل في اي مفاوضات مع اي من الوجوه الإعلامية المعروفة سواء مذيعين او معدين او محللين لانها تعرف الرد سلفا». ويؤكد الفراج على ان القناة السعودية لديها الفرصة لتحقيق اكثر مما حققت خاصة على مستوى الرياضة المحلية متى ما رفعت عن نفسها اعباء الحساسية المفرطة والحيادية السلبية في التعاطي مع الاندية مثل النصر والهلال والاتحاد والاهلي، وبسبب هذين الامرين اكاد اشعر بان ثمة اناس لا يريدون للقناة النجاح. ويشدد الفراج على ان بيروقراطية العمل الحكومي يكبل القناة كثيرا حيث يقول: «في اعتقادي ان اولى سبل انقاذ القناة يأتي في ضرورة خروجها من عباءة وزارة الثقافة والإعلام وذلك بتحويلها الى مؤسسة عامة تحت اشراف الدولة وانا على ثقة بانها ستخطو خطوات عملاقة بالكوادر السعودية المؤهلة». ويراهن الفراج على نجاح السعوديين اذا ما اعطوا الفرصة الحقيقة والمتكافئة اسوة بمن هم في القنوات الاخرى حيث يقول: «انا حينما قررت العمل في art اردت من ذلك ان اثبت لكل مؤسسة إعلامية خليجية ان في المملكة من هم قادرون على النجاح اكثر من اي جنسية اخرى وانا ولله الحمد قدمت برنامجا عن الرياضة المصرية استطعت من خلاله التأكيد على ان السعوديين ليسوا اسرى المحلية ولكن ما كان لي ذلك لولا الدعم الكبير الذي وجدته من مسؤولي القناة. ويضرب الفراج المثل بقناة العربية كدلالة على نجاحات الكفاءات السعودية حيث يقول: «قناة العربية وهي استثمار سعودي خليجي حينما اسندت ادارتها لشخصية عربية عند انطلاقتها لم تحصد النجاح المامول لكنها حينما استقطبت كفاءة إعلامية بحجم عبد الرحمن الراشد استطاع ان يجعل العربية في مقدمة الركب وحقق معها مالم تحققه اي قناة اخرى، ومن هنا فانا ارى ان القناة الرياضية السعودية قادرة على النجاح متى تم اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب وعندها فانا على ثقة بن القناة ستطون في وضعية مختلفة تماما».