أعلنت الداخلية المغربية عن تفكيك خلية إرهابية كانت تعمل على تجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة إلى سورية بتنسيق مع منظمات إرهابية موالية للقاعدة. وبحسب المصادر الأمنية، فإن هذه الخلية استطاعت أن تنسج لها خيوطا في عدد من المدن المغربية، ما ساعدها على التغرير بالعديد من الشباب وتجنيدهم ثم إرسالهم للمشاركة في القتال الدائر في سورية. وتم إيقاف 17 مشتبها به في مدن العرائش، والناظور، والحسيمة، وطنجة، والفنيدق، ومكناس، والدار البيضاء، والحاجب، والقنيطرة، ووزان، وسلا. وأفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن أعضاء هذه الخلية يعتمدون في عمليات تمويل سفر المتطوعين على بيع ممتلكاتهم وجمع التبرعات من المتعاطفين مع توجهاتهم، مشيرا إلى أن عملية إرسال هؤلاء المقاتلين تتم بتنسيق مع ممثلي التنظيمات الإرهابية التابعة للقاعدة، خاصة «حركة شام الإسلام» و»جبهة النصرة» و»الدولة الإسلامية بالعراق والشام». ويشار إلى أن المصالح الأمنية المغربية سبق أن فككت العديد من الخلايا المتعاطفة مع تنظيم القاعدة والتي تنشط في تجنيد وإرسال المقاتلين إلى سورية، كما أنها تعتقل المغاربة العائدين من سورية وتخضعهم للتحقيق قبل تقديهم إلى العدالة. وتأتي هذه التحركات الأمنية، بعد تزايد عدد المقاتلين المغاربة في مناطق التوتر، الذين تشكل عودتهم إلى المغرب خطرا إرهابيا، على اعتبار احتمال تنفيذهم عمليات دموية فوق التراب المغربي. وقال بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني إنه «يتضح من خلال التفكيكات المتوالية للشبكات الإرهابية الناشطة في مجال استقطاب وإرسال المقاتلين إلى مختلف بؤر التوتر، عزم تنظيم القاعدة وحلفائه استهداف استقرار المملكة سيما وأن هؤلاء المتطوعين المغاربة يستفيدون من تدريبات دقيقة حول استعمال الأسلحة وتقنيات التفجير والعمليات الانتحارية، قبل تعبئتهم من أجل العودة إلى أرض الوطن لتنفيذ عمليات إرهابية من شأنها زعزعة أمن واستقرار البلاد».