شهدت أسعار بيع الوحدات السكنية في دبي معدلات نمو أكثر اعتدالًا خلال الربع الأول من 2014 بعد فترة ارتفاع الأسعار التي أعقبت إعلان الفوز بتنظيم معرض اكسبو 2020 في نهاية 2013، حيث استقر نمو أسعار بيع الشقق والفلل عند معدل 3 و6 في المائة على التوالي، وفقاً لتقرير أستيكو للخدمات العقارية حول أداء العقارات في دبي خلال الربع الأول من العام الجاري. وقال جون ستيفنز العضو المنتدب لشركة أستيكو ومقرها دبي: شهدت أسعار الوحدات في الربع الأخير من 2013 ارتفاعاً لافتاً في أعقاب الإعلان السار عن فوز دبي بتنظيم معرض اكسبو مع تحفظات من البائعين والتريث تحسباً لمعدلات نمو أكثر وتباطؤ التعاملات في مواقع رئيسية محددة شهدت فيها الأسعار ارتفاعاً فاق توقعات المشترين وقدراتهم على الدفع. وأضاف: "الملاحظ الآن أن المناطق الثانوية تشهد نموا طفيفا مع تقديم أسعار بيع منخفضة في ظل تراجع الطلب لاستقطاب مشترين وامكانية نمو محتمل للأسعار واستقرارها خلال الفترة المقبلة". وأشار تقرير أستيكو إلى أن هناك اهتماماً متزايداً من قبل مستثمرين محتملين في ظل التنافسية في الأسعار بين المطورين التي تدفع باتجاه تقديم خطط سداد جذابة للمشترين لا سيما أن الكثير منهم يواجه متطلبات نقدية أعلى وفقاً لقانون تنظيم قيم القروض الخاصة بالرهن العقاري الذي صدر مؤخراً. وشهدت السوق دخول أكثر من 3 آلاف وحدة في الربع الأول من 2014 اضافة إلى اطلاق مشاريع جديدة طموحة لوحدات سكنية على الخارطة بما فيها مشروع "مولباري بارك هايتس" في مدينة محمد بن راشد؛ ومشروع "أتريا" في منطقة الخليج التجاري؛ ومشروع "بالم تاور ريسيدنسز" في نخلة جميرا؛ ومشروع "سيليستيا" للشقق المفروشة في دبي وورلد سنترال. وشملت مشاريع الفلل التي أطلقت في الربع الأول من العام ولاقت اقبالًا لافتاً في السوق مشاريع ياسمين ورشا في المرابع العربية؛ و"ميرا اويسس" في الريم و"ترامب استيت" في أكويا. وأظهر التقرير أن شقق مركز دبي المالي العالمي حققت أداء جيداً في الربع الأول مقارنة بنفس الفترة من 2013 بارتفاع قدره 9 في المائة حيث تراوحت بين 1.800 و2.300 درهم للقدم المربع نتيجة لاطلاق عدد كبير من الوحدات عالية الجودة وبأسعار تفوق المعدلات الحالية، وشهدت الأسعار في أبراج بحيرات جميرا كذلك نمواً جيداً بنسبة 8 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي حيث تراوحت بين 1.100 و1.500 درهم للقدم المربع. وسجلت أسعار بيع الفلل نموًا جيداً في منطقتي الفرجان وقرية جميرا بنسبة 22 و15 في المائة على التوالي في الربع الأول من العام مدفوعة بطرح مشاريع بأسعار معتدلة حيث تراوح سعر القدم المربع فيهما بين 1.000 - 1.200 و850 – 1.100 درهم على التوالي. وتعليق على ذلك قال ستيفنز: "نتوقع أن تستمر الأسعار في هذا الاتجاه خلال العام الجاري مع احتمال نمو معتدل للأسعار في فترة النصف الثاني من العام". وبين التقرير أن أسعار سوق الإيجارات السكنية شهدت أداء غير مستقر فيما ارتفعت أسعار ايجار الشقق والفلل بنسبة 5 و3 في المائة في الربع الأول. وتابع ستيفنز: "أعتقد أن هذا الصعود المستمر في أسعار الإيجارات يمكن أن يكون بداية اعادة النظر حول قدرة تحمل تكاليف الإيجارات المرتفعة لدى القاطنين في دبي وبالتالي التفكير في الانتقال للعيش في الشارقة أو عجمان أو بقية الإمارات الشمالية، أو ربما التفكير في خيار الشراء تفادياً لزيادة محتملة في أسعار الإيجارات". وبين التقرير أن مناطق انترناشونال سيتي وأبراج بحيرات جميرا ومرسى دبي تصدرت المناطق في دبي من حيث الأداء الأفضل لأسعار إيجارات الشقق مرتفعة بنسبة 11 و11 و10 في المائة على التوالي، وبلغ معدل سعر الإيجار السنوي الحالي للشقة المكونة من غرفة واحدة فيها 50 ألف و105 آلاف و140 ألف درهم على التوالي. وتصدرت منطقة الينابيع قائمة المجمعات السكنية العائلية بأداء جيد في أسعار ايجارات الفلل مسجلة نمواً بنسبة 11 في المائة في الربع الأول من العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وبلغ سعر ايجار الفلل المكونة من غرفتين في الينابيع 135 ألف درهم سنوياً، في حين بلغ سعر ايجار الفلل المكونة من ثلاث غرف 220 ألف درهم في السنة. ولفت التقرير إلى قطاع المكاتب والمساحات التجارية حقق أداء ايجابيا في الربع الأول من ناحية أسعار البيع والإيجارات، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 11 و8 في المئة على التوالي مدفوعة بعوامل الاستقرار الاقتصادي وازدهار السوق. وتفوقت منطقة الخليج التجاري بارتفاع 23 في المائة في الربع الأول في أسعار بيع المتر المربع مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي إلى 1,400 درهم. وحققت منطقة أبراج بحيرات جميرا نمواً مماثلًا بنسبة 11 في المائة في أسعار البيع التي تراوحت بين 850 و1,200 درهم للقدم المربع. وقال ستيفنز: "على الرغم من هذا النمو الذي نشهده في حجم التعاملات إلى أنها تبقى في حدود منخفضة نسبيا نتيجة عدم توفر تمويل خاص للرهن العقاري للعقارات التجارية الأمر الذي يشكل احباطاً لنمو السوق، وهنا نشير إلى أن منطقتي الخليج التجاري وأبراج بحيرات جميرا تشكل خيارات جيدة للاستئجار في هذه الفترة نظرا لما لموقعيها المتميز وتوفر مبان ذات ملكية فردية فيهما". وشهدت مدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للإعلام نموا في أسعار الإيجارات بنسبة 10 و9 في المائة على التوالي نتيجة للتوسع الحاصل في أعمال وأنشطة المستأجرين الحاليين ودخول شركات جديدة الأمر الذي أدى إلى نقص في الوحدات المطروحة في المناطق المرغوبة في كلا المدينتين.