في عام 1376ه وصل للمملكة منتخب الجزائر ضمن جولته على بعض الدول العربية الداعمة والمؤازرة لثورته على الاستعمار الفرنسي البغيض، هذا الشعب العظيم المكافح الذي قدم مليون شهيد وأكثر حتى استقلت هذه الدولة العربية الشقيقة والتي تقع في شمال قارة افريقيا. جرت المباراة عصراً في مدينة الرياض وعلى ملعب الملز القديم بزراعته الطبيعية بتلك الامكانيات البسيطة أمام جلالة الملك سعود عليه رحمة الله تحت إشراف وزارة المعارف. لم يكن لدينا جهة قوية مسؤولة عن الرياضة تمدنا حتى بالكرة والأحذية كل منا يؤمن حذاءه ويأتي إلى الملعب بوسيلته المتاحة ويعطي الفانلة وبعد المباراة يسلمها للأخ علي أبو زينة سائق شيخ الرياضيين، تشكل المنتخب السعودي من أسماء مختلفة أذكر منهم الحارس عبدالله بخاري (الجاوة) واللاعب المصري مدرس التربية الرياضية بمعهد الأنجال سيف الدولة واللاعب السوداني (محمد جربان) وقد مثلت هذه التشكيلة ومعي الأستاذ محمد جمعة الحربي أبو(حامد) أمد الله في عمره هو من الباقين على قيد الحياة، من السعوديين الذين شاركوا في ذلك اللقاء وأذكرهم والكثير انتقل إلى رحمة الله. انتهت تلك المباراة بفوزنا بهدف للاشيء سجله سيف الدولة من ركلة جزاء ولا أذكر اسم الحكم وربما يكون محمد الطريفي سوداني الجنسية. بعد المباراة تسلمنا الكأس الرمزي والساعات التي تحمل صورة الملك وقد انتهى الشوط الثاني بخمس وعشرين دقيقة فقط، وتلك حكاية لا يمكنني ذكر الأسباب وقد استغرب الضيوف هذه الواقعة والذين جالوا الدول العربية وحققوا انتصارت قوية جعلتها تسأل كيف أن السعودية تفوز على هذا المنتخب الذي أكثره تم توليفه من بعض الدول الأوروبية وخاصة فرنسا التي كان يلعب فيها أكثر الجزائريين في تلك الحقبة الزمنية وهم جزائرون محترفون خارج بلادهم. ليس لدي وثائق ولكن اعتمد على ذاكرتي وما أذكره من وقائع رياضية انقلها بكل أمانة وفي نفس الوقت، أتساءل هل يمكن أن أقول إنني من أوائل من مثلوا المملكة في مباريات دولية ودية أعتقد ذلك. *استاذ محاضر في قانون كرة القدم