تحتفظ ذاكرتي الرياضية بصورة ذلك المنتخب الجزائري العظيم الذي كان معظم لاعبيه يمارسون كرة القدم في فرنسا قبل وبعد استقلال الجزائر، حيث طاف كثيرا من دول العالم عام 1378ه وقد حل ضيفاً عزيزاً على هذه البلاد؛ ليقابل منتخب الوسطى، ولم يكن هناك لاعب من غير الوسطى سوى الحارس (الفذ) عبدالله بخاري (الجاوة) عليه رحمة الله، وقد انتهى ذلك اللقاء بفوزنا بهدف واحد سجله اللاعب المصري سيف الدولة المدرس بمعهد الأنجال آنذاك، من ركلة جزاء على المرمى الجنوبي، وقد أدار المباراة حكم دولي إيطالي اسمه (ليشانو) كان يعمل في إحدى الشركات المتعاقدة للعمل بقطاعات الدولة. أذكر ان من أشد المعجبين باللاعب الفنان الخلوق زيد المطرف، حيث قال عبر مترجمه ان بإمكانه اللعب في أي دولة أوروبية لما يملكه من قدرات فنية قلما تتوافر في الآخرين. أنا في حياتي في تلك الحقبة الزمنية لم أر لاعباً مثله، تلك المباراة أقيمت على ملعب الملز، وقد كان مزروعاً بطريقة بدائية حسب الإمكانات المتوفرة آنذاك، كانت الزراعة حينها تقص (بالمحش) من قبل العامل السعودي الوحيد والمسؤول عن هذا الملعب. هذه المباراة شرفها صاحب الجلالة الملك سعود (رحمه الله)، وتسلمنا الكأس والساعات (الاوميقا) التي كانت تحمل صورته، وكعادته في كل مناسبة يشرفها يحصل المشاركون على هدايا ثمينة من يده (رحمه الله)، والسعيد هو من يحظى بالاشتراك في المناسبة التي يحضرها جلالته. وفي المقابل كنا لاعبي النادي الأهلي (الرياض) حالياً، وفي عيد رمضان نحصل على شوبين (دوبلين) أبو خط أزرق عيدية من والدنا محمد الصائغ (أبو عبدالله) رحمه الله، وكل من يتزوج يقدم له ألف ريال. كان هذا الرجل والداً حنوناً عطوفاً لكل الرياضيين واليوم أكثر اللاعبين يحصلون على عشرات الملايين في ظل النظام الجديد.. والله المستعان،،، * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم