حين أعلن النصر قبل موسمين وصوله طرفاً في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الأهلي بعد تجاوزه منافسه الفتح في الدور النصف النهائي، وقبله الشباب بطل الدوري آنذاك ذهابا وإيابا بدأت الجماهير النصراوية تترقب ملامح عودة فارسها "الأصفر" إلى منصات التتويج بذهب البطولات المحلية الكبرى، رغم أنها لم تتفاءل كثيرا في ذلك الموسم بتحقيق اللقب الكبير، خصوصا والمنافس هو الأهلي وصيف بطل الدوري والأكثر جاهزية لحصد البطولة على ملعبه وبين جماهيره، وهو ماتحقق للفريق الأخضر بعد الفوز على النصر في نهائي البطولة وبأربعة أهداف لهدف. هذه الخسارة وفي مباراة ختامية على لقب كبير كان بالإمكان أن تغتال الحلم النصراوي الواعد في إكمال مسيرته نحو العودة من بوابة الذهب، إلا أن ماحدث بعدها كان استمرارا لنهج إداري وعمل فني وحضور عناصري يبحث عن طريق البطولات الذي ضله الأصفر منذ نحو عقدين، فكان الوصول في الموسم الثاني على التوالي لنهائي كأس ولي العهد بعد نهائي كأس الملك، ولكن هذه المرة كان المنافس التقليدي الهلال هو الطرف الآخر لهذا النهائي الكبير 2013م، وهو حامل اللقب منذ خمسة مواسم ومع أن الترشيحات الفنية حينها ذهبت لمصلحة النصر إلا أن الهلال حقق البطولة السادسة على التوالي بضربات الترجيح بعد تعادل مثير بين القطبين بهدف لمثله، وسط حسرة نصراوية واسعة في التفريط بلقب آخر كان النصراويون يتمنون تحقيقه بعد سنين الغياب. حاول النصر بعدها لملمة جراحه وترتيب أوراقه مع دعم جماهيري وقف إلى جوار اللاعبين والأجهزة الإدارية والفنية، فالعمل يسير وفق ماخطط له ولأن ليس كل مجتهد بمصيب انتهى الموسم والنصر يخرج كالعادة خالي الوفاض من ألقاب البطولات. منتصف موسم 2013م كانت بشائر العودة النصراوية تطل من جديد وخبرات الإدارة الشابة بقيادة الأمير فيصل بن تركي تتراكم إيجابا لمعالجة السلبيات وتعزيز الايجابيات، فكان الإعداد والتجهيز الأضخم للنصر منذ مواسم قبل بداية الموسم الجديد، ففرض النصر اسمه منافسا قويا على بطولات الموسم قبل أن تبدأ، بعد أن سارعت الإدارة النصراوية لتدعيم صفوف فريقها وحشد كافة أدواته الفنية لموسم حاسم في عهد الإدارة الذي كان يقارب على الختام. بدأ الدوري بمسماه الجديد(دوري عبداللطيف جميل) فكان نصر2014م في الموعد تماما فظهر في أبهى حلله وأجمل حضوره منذ 19 عاما فحلق بصدارة الدوري طويلا وسجل أرقاما قياسية بين منافسيه، وكان نجومه في أوج عطاءاتهم وتألقهم في المستطيل الأخضر، فعادت الحياة من جديد للمدرجات الصفراء بحضور جماهيري كبير ودعم مستمر ومؤازرة لم تتوقف، وفي منتصف الموسم كان النصر على موعد مع الذهب ومع أول الألقاب الغائبة منذ زمن بعيد فكان لقب كأس ولي العهد وأمام شقيقه الهلال أجمل هدية لجماهيره هذا الموسم، وهي البطولة التي استعصت عليه كثيرا إلا أنها تحولت لأفضل بداية لعودة أقوى، فتوج النصر بطلا جديدا لهذه البطولة، بعد ستة مواسم من احتكار منافسه التقليدي الهلال لها. في الضفة الأخرى كان الكثيرون يرقبون مشوار النصر المتسارع نحو تحقيق لقب الدوري وهو اللقب الأهم فنيا في كل بلاد العالم وهي البطولة التي غاب النصر عنها منذ 19 عاما فساهمت الاحتفالية العجولة بلقب كأس ولي العهد في تجهيز متصدر الدوري للقبه الثاني، ودعم ذلك أن هذا اللقب كان مطلبا جماهيريا ملحا هذا العام ولن يقبل التفريط به بعد موسم نصراوي كبير، وهو ماتحقق أخيرا للفريق الأصفر الذي مضى بكل قوة وعزيمة نحو لقب بطولة الدوري2014م كما كان عليه الفريق من جاهزية وإعداد مميز قبل بداية الموسم، فكانت الفرحة الأكبر والبهجة الأجمل لجماهير النصر بعودة فارسها المتوج بلقبين من ثلاثة ألقاب هذا الموسم وعلى طريقة الكبار، فأمسى النصر بألوان الذهب يزهو عريسا في منصات التتويج ليطوي صفحات طويلة من الغياب والصبر والحلم.