جاء نهائي كأس ولي العهد هذا الموسم مختلفاً في شكله ومضمونه عما كان عليه في المواسم السابقة التي كان فيها الهلال بطلاً له في النسخ الست الماضية، ومكمن الاختلاف أنّ خصومه في النسخ السابقة لم يكونوا من المنافسين على بطولة الدوري، أما هذه النسخة فجاءت مختلفة لأنها أعطتنا الترتيب الصحيح لمشوار الدوري فجمع النهائي المتصدر النصر بوصيفه الهلال لتُظهر للمتابع قمة الكرة السعودية بمقياسها الحقيقي وشكلها الطبيعي الذي تفوق بها أخيرا المنطق والواقع. ظهر فيها النصر كقصيدةِ شعرٍ تتنافس مفرداتها على فرض أنغامها الجميلة على مسامع قارئها لتعزف بلحن الجمال والإبداع والإمتاع ليكن ذلك كفيلاً بتقديم هذه البطولة لجماهيره المتعطشة والصابرة بكل جدارة واستحقاق بعد غياب طال انتظاره، ولم يكن ليتحقق ذلك لولا العمل الممنهج والتراكمي وحسن التعامل مع معطيات الاحداث فظهر الفريق بأسلوب فريد أبهر به المتابعون عكف على كتابته صانع المجد النصراوي الحديث الامير فيصل بن تركي بعدما أصرّ وتحمّل كل المعوقات من اجل إعادة الأصفر البرّاق الى الواجهة من جديد ليصدح اسمه بصوت الفرح ويبدأ علاقة جديدة مع الذهب فردّدت من خلاله جماهير الشمس على انغام الذهب "يا عالمي فوق حلّق فوق" بعدما كانت موعودة بهمة رجال تعاهدوا أن يصلوا الى قمة المجد فرددت مطالبةً "الهمة الهمة الهمة يانصر والموعد القمة " فاستجابوا ووصلوا لما تريد. فالبطولة بهذه الطريقة والكيفية لم تتحقق بمحض الصدفة بل انها جاءت وفق عمل منظم اداريا وفنيا وبها انفتح الباب على مصراعيه لبداية عهد جديد مع الذهب فمازال الفارس على بُعد خطوات من بطولة الدوري الذي ينفرد بصدارته بفارق الست نقاط عن أقرب منافسيه الهلال ولازالت حظوظه هي الاقوى لتكرار مافعله الاتحاد موسم 1417ه عندما حقق كل بطولات الموسم الثلاث وسميت حينها ب"ثلاثية القرن" النصر ومنذ بداية الموسم حتى وإن شاركه الهلال جانبا من المتعة يُعد هو الاجمل والأمتع والأكثر توهجاً عن بقية الفرق الاخرى فكان لابد من العودة لملامسة الذهب بعد طول غياب ويعيد لكل جماهيره ذلك الزمن الجميل التي ممن لم يكن منهم شاهداً على عصره. الهلال الذي مازال يبحث عن هويته التي بات يفقدها شيئا فشيئا بفضل أُحادية الرأي التي ارتأت ان يكون انجازها من خلال إتاحة كل الامكانيات المتوفرة من اجل انجاح سامي الجابر على حساب سمعة ومكانة الفريق البطولية، حينما يربط كثير من الهلاليين نجاح سامي لأنه أبقى فريقهم منافسا وأوصله الى نهائي كأس ولي العهد فهذا من وجهة نظري جانبه الصواب لأن جماهير الهلال لم يعد طموحها ان ترى فريقها وصيفا بل تحب ان تراه بطلا يلامس الذهب!! مبروك للنصر كأس الذهب التي عادت الى عرينه بعد طول غياب لتكون لقاحاً مهما لمزيد من البطولات في القادم وهارد لك للهلال.