لون الذهب الأصفر كان شعار المشهد النصراوي هذا الموسم فتزينت تفاصيله بالمتعة والإبهار، بعد تحقيق بطولة الدوري السعودي التي تلت بطولة كأس ولي العهد، ليعبر ذلك عن واقع حقيقي يحكي حجم العمل النصراوي الكبير والمنظومة الإدارية، الفنية والعناصرية المتناسقة المتناغمة. منذ مطلع هذا الموسم كل شيء في أجواء النصر كان يشير بوضوح إلى إنجازات تتوالى تباعاً لتحلق عالياً في الأفق النصراوي، بدءاً من استقطاب النجوم للفريق في مشروع ناجح بكل المقاييس بدأ منذ أربعة مواسم، وتحديداً مع تسلم الأمير فيصل بن تركي دفة القيادة في النصر، إذ شهد النصر مع إدارته العودة لمنصات التتويج والمنافسة القوية على البطولات، فعاد النصر بطلا هذا الموسم رغم كل الصعوبات والعثرات وحجم الانتقادات الواسع الذي تعرضت له الإدارة النصراوية الجديدة في المواسم الثلاثة المنصرمة، قبل أن تتجاوز كل ذلك بقوة نحو صناعة المنجزات ومعانقة البطولات الغائبة عن خزائن النصر منذ مواسم طويلة، فكتب الأمير فيصل بن تركي اسمه بين صناع الفرح في تاريخ النصر بسطور من ذهب. كما برزت هذا الموسم جهود المدرب الأورغوياني كارينيو في صناعة شخصية فنية مميزة للفريق النصراوي، بعد التعاقد معه قبل نحو موسمين خلفا للمدرب الكولومبي الشهير ماتورانا، فنجح كارينيو في إعداد وتجهيز فريق يقدم المتعة الكروية ولايخسر بسهولة، فبث روح الحماس والعطاء في نفوس اللاعبين وفرض الانضباط التكتيكي في كافة الخطوط الصفراء، وكان ربانا ماهرا للسفينة الصفراء نحو شواطئ الذهب والبطولات. نجوم النصر أيضا كانوا في الموعد فظهرت إمكانياتهم وقدراتهم الفنية وتفوقهم في جل مباريات الدوري، فمن الحارس المتألق عبدالله العنزي مرورا بخط الدفاع الأقوى بقيادة الظهير الخبير حسين عبدالغني، ونجمي قلب الدفاع البحريني محمد حسين وعمر هوساوي والظهير الشاب خالد الغامدي والمدافع الصاعد جمعان الدوسري، ونجوم الوسط بقيادة الخبير محمد نور،النجم الشاب يحيى الشهري ونجوم المحور إبراهيم غالب، شايع شراحيلي وعوض خميس وهدافي الفريق المهاجمين محمد السهلاوي،البرازيلي ايلتون وحسن الراهب وبقية النجوم البدلاء الذين كانوا في مستوى زملائهم الأساسيين، فأضحت دكة البدلاء القوية سرا من أسرار الإنجازات النصراوية هذا الموسم، فكان نجوم العالمي حاضرين بتألقهم وإبداعهم مع إطلالة أول التحديات هذا الموسم بدءاً بنهائي كأس ولي العهد، وهي البطولة التي عاندت النصر كثيرا فتحولت كأجمل بداية لحصاد نصراوي اكتمل ببطولة الدوري، فالفارس الأصفر المتوج بكأس ولي العهد كان يمسك تماماً هناك في الضفة الأخرى بزمام بطولة دوري جميل بعد صدارة بجدارة وبفارق مريح من النقاط عن أقرب منافسيه، وهي البطولة التي لم تعرف خلال جولاتها التي أكملت الخمس وعشرين غير خسارة وحيدة لكتيبة النصر ليصبح اللقب نهاية طبيعية للمتصدر فأمست هذه الأرقام التي تزين بها العالمي هذا الموسم تمنحه لقب الدوري وقبله كأس ولي العهد بجدارة واستحقاق. جماهير النصر الكبيرة التي صبرت طويلا وفرحت هذا الموسم كثيرا كانت خلف النصر في كل ملعب، فما قدمه المدرج النصراوي العريض من دعم ومؤازرة لنجوم الفريق الكروي كان مثالا يحتذى، بعد أن رسم هذا المدرج لوحات فنية جمالية، نثرت معها الإبداع والتميز فحفزت اللاعبين على تقديم أقصى مالديهم. الاستعداد الباكر والعمل الكبير المميز والمنظم على كافة الأصعدة الإدارية والفنية والعناصرية كان عنوانا عريضا لحكاية النصر ليثبت أنه طريق النجاح وتحقيق الانجازات، وجذب الجماهير الداعمة والمؤازرة التي تشعل الحماس وتوقد الروح في نفوس اللاعبين نحو حصاد للذهب وجلب البطولات.