لم يتفاءل النصراويون خلال العشرين عاما الماضية كتفاؤلهم هذا الموسم الذي يقترب الفريق "الأصفر" من ملامسة الذهب، والعودة لمنصات التتويج بعد غياب طويل كانت الجماهير النصراوية التي وصفت بجماهير الصبر تضرب المثل في دعمها القوي لفريقها، وهي تعلم جيدا أنه لن يحقق الذهب فعناصره لاتصنع الفارق، ولايمكن ان تجاري الكبار أبطال العشرين عاما الماضية فقط كان دعمها واهتمامها بالخصوم بالتشكيك في بطولاتهم وإنجازاتهم. التفاؤل النصراوي غير المسبوق كان ثمرة جهد كبير بذله الرئيس الأمير فيصل بن تركي خلال الخمس سنوات الماضية بعد نجاحه في إبعاد المحبطين، والتخلص من العناصر التي ساهمت في غياب الفريق هذه المدة الطويلة عن البطولات، وقبل ذلك انفراده بقرار الدعم المادي العنصر الأهم في مثلث النجاح فهو صاحب القرار الأول والحاسم في مسيرة الفريق؛ فالدعم الاحادي هو سر النجاح في أي فريق إذ يتصدى لفرض الرغبات في اللاعبين والأجهزة الفنية والادارية. عندما ركز النصراويون في حديثهم على فريقهم فقط استطاعوا هذا الموسم الوصول إلى مستوى الكبار فنيا بالوصول لنهائي كأس ولي العهد، وتصدر دوري عبداللطيف جميل؛ فالخطاب النصراوي هذا الموسم مختلف بعد ان كان في السنوات الماضية يهتم بشؤون الغير، ويتولى الدفاع عن قضايا الفرق المنافسة للبطل المتوج خلال المواسم الماضية. موقعة السبت المنتظرة أو مواجهة كسر العظم التي ستجمع العملاقين متصدري الدوري النصر، ووصيفه الهلال على كأس ولي العهد سيكون الضغط فيها على الفريق "الأزرق" فجماهيره لن ترضى بغير الذهب، وترى ان فريقها أصبح صديقا ملازما لمنصات التتويج، وخصوصا بطولة كأس ولي العهد البطولة التي يتخصص فيها ب12 لقبا نصفها خلال الستة مواسم الماضية في حين سيكون الضغط على الطرف الثاني النصر أقل بكثير فجماهيره الصابرة خلال الفترة الطويلة الماضية لن يضرها الصبر موسما آخر، وهذا سيعزز فرصة الفريق في الفوز بالكأس. مواجهة العملاقين الهلال والنصر في النهائي حالها كحال جميع النهائيات في العالم لا تخضع للمقاييس الفنية؛ فالامور النفسية قبل وبعد وأثناء المباراة لها دور كبير في الحسم، وبنظرة سريعة على الفريقين؛ فالهلال أفضل من النصر عناصر، وعيبه الكبير هو عدم الانسجام والبطء في تحضير الهجمة في حين يتفوق النصر بالبديل الجاهز بعد نجاح مدربه كارينو في التدوير، وسرعة نقل الكرة من الدفاع للهجوم، وقبل ذلك الطموح الكبير لدى لاعبيه بالذهب، نتمنى ان يقدم العملاقان نهائيا يعيد للكرة السعودية جزءا من هيبتها المفقودة، ولن يكون هناك خاسر؛ فالجميع حقق الإنجاز بالوصول للنهائي الكبير في حضرة ولي العهد.