عند الحديث عن أقطاب الرياضة السعودية وتحديداً كرة القدم لا يمكن أن نتجاوز فريقا بحجم نادي النصر، الذي يعد رابع أربعة أو خامس خمسة الأندية حققت نجاحات داخلية وخارجية يشار إليها بالبنان وشكلت القاعدة الحقيقة لكرة القدم المحلية. هذا المدخل يجعلنا لا نستغرب أن يحقق النصر بطولة أو بطولتين في الموسم الواحد، لكن الغرابة تكمن في ابتعاد هذا النادي عن ملامسة الذهب طوال سنوات مكتفيا بأدوار شرفية لا تليق بفريق كالنصر يملك قاعدة جماهيرية عريضة. جاءت عودة النصر مفرحة لأنصاره خصوصا ولعامة الرياضيين، ومصدر هذه السعادة لأن اتساع قاعدة التنافس المحلي بوجود خمسة أو ستة أندية يعود بالنفع على المنتخبات السعودية. حضور النصر هذا الموسم جاء بفضل تخطيط إداري ناجح، وضح جليا من الإبقاء على المدرب الأورغوياني دانيال كارينيو والاستعانة ببعض النجوم المحليين الذين صنعوا الفارق من أمثال يحيى الشهري وعوض خميس، إلى جانب الاستعانة بلاعبي الخبرة من أمثال محمد نور وعبده عطيف اللذين شكلا مع قائد الفريق حسين عبدالغني كتيبة لا تقهر مزج فيها المدرب الداهية كارينيو حماس الشباب بخبرة الكبار فكان نصرا لا يقهر، كما لا يمكن تناسي نجوم أبناء النادي الذين صعدوا من الفرق السنية في النادي من أمثال شايع شراحيلي الذي يعد النجم الأول في صفوف الفريق هذا الموسم. أفلح هذا التناغم بين أعضاء الفريق في صنع فريق سيكون حاضرا بقوة طوال سنوات مقبلة، وفريق سيجد مكانا ثابتا على منصات التتويج ليعيد للجميع نصر عبدالرحمن بن سعود ذلك الفريق الذي وضع اللبنات الأولى للفريق النصراوي الكبير. لم يكن كارينيو الوحيد الذي أسهم في إعادة صياغة النصر الجديد، ففي هذا المضمار لا يمكن تجاهل الدور الذي قام به رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي منذ العام الأول الذي تسنم فيه قيادة الدفة الصفراء، عندما راهن على قطف الثمار في سنوات رئاسته، وبالفعل تحقق ما قاله فنال ثقة النصراويين عن بكرة أبيهم بالبقاء رئيسا للنادي لأربع سنوات مقبلة. قال النصر كلمته هذا الموسم ومضى يفكر في استحقاقات مقبلة وسيكون الهدف الأول بطولة دوري الأبطال الأسيوي وقبل ذلك بطولة السوبر السعودي فالفريق يملك اللاعبين الأبطال والجمهور العريض والإدارة الناجحة، وربما المدرب الحاذق في حال بقاء الداهية كارينيو.