سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمعية التوعية الصحية: قلقون لحالات التحرش بالأطفال في المملكة قالت إن الإيذاء الجنسي يشكل 21.3% من إجمالي حالات الإيذاء.. وطالبت وزارة التربية برصدها في المدارس
أصدرت الجمعية الخيرية للتوعية الصحية "حياتنا" موقفها العلمي تجاه قضية "الإيذاء الجنسي ضد الأطفال في المملكة". وأشار المتحدث الرسمي للجمعية والأمين العام الدكتور عبدالرحمن يحيى القحطاني بأن هذا الموقف العلمي يأتي انطلاقا من دور الجمعية في التوعية الصحية وتعزيز الصحة، والتأييد للقضايا التي تمس صحة المجتمع، وهو يأتي بهدف المطالبة بتهيئة بيئة متكاملة لحماية الطفل من الإيذاء الجنسي، وصنع التأييد للحد من انتشار هذه المشكلة، والتصدي لعوامل الخطورة، وكذلك تبني حملات وبرامج توعوية وطنية شاملة ومتكاملة، والعمل على تطوير الأنظمة والسياسات ذات العلاقة، إضافة إلى أهمية تعزيز القدرة الذاتية لدى الأسرة والطفل على المواجهة. وأوضح د. القحطاني بأن اهتمام الجمعية بهذا الجانب نابع من كون الإيذاء الجنسي قد يؤدي لآثار سلبية خطرة على الصحة، قد تشمل آثارا نفسية وبدنية إضافة إلى التبعات الاجتماعية، والتي قد تطال في بعض جوانبها الأسرة ككل. كما يأتي ذلك إيماناً من الجمعية بأن الشريعة الإسلامية حفظت للطفل حقوقه وحمايته من الإيذاء بشتى صوره. وأشار بأن الجمعية الخيرية للتوعية الصحية "حياتنا" تنظر بقلق حيال نتائج الدراسات المتعلقة بنسبة انتشار التحرش الجنسي لدى الأطفال في المملكة، وهي وإن كانت محدودة، إلا أنها تنذر بخطورة الوضع، خصوصا وأن العديد من المعرضين للإيذاء يرفضون الإفصاح عن ذلك. واستعرض المتحدث الرسمي لجمعية حياتنا تقرير السجل الوطني عن حالات إيذاء الطفل المسجلة في القطاع الصحي لعام 1433ه، الصادر عن مجلس الخدمات الصحية، إلى أن نسبة حالات الإيذاء الجنسي تشكل 21.3% من إجمالي حالات الإيذاء كما أشار للدراسة التي قام بها الباحث الدكتور علي الزهراني الأستاذ المشارك بكلية الطب بجامعة الطائف على ثلاث مناطق عام 1422ه، شملت عينة من البالغين وطلبة الجامعات، وذلك لمعرفة مدى تعرضهم للإيذاء في مرحلة الطفولة، بما في ذلك التحرش الجنسي، وتأثير ذلك على حدوث اضطرابات نفسية لديهم، حيث أظهرت الدراسة بأن 22.7% من أفراد العينة، قد تعرضوا للتحرش الجنسي بأنواعه المختلفة خلال تلك المرحلة العمرية (كلام، نظر، لمس، محاولة اعتداء أو اعتداء كامل). وقد تبين من نتائج تلك الدراسات والإحصاءات أن معظم حالات الإيذاء ناجمة عن أشخاص مقربين للطفل سواء من أفراد الأسرة، أو أصدقائهم، أو الأقارب، أو العمالة المنزلية. وحول أبرز توصيات الموقف العلمي في مجال الأدوار المنوطة بالقطاعات المعنية، أشار د. عبدالرحمن القحطاني بأن الجمعية ترى ضرورة تبني الجهات الاكاديمية والبحثية ووزارة التعليم العالي لبحوث وطنية متكاملة وشاملة لتحديد حجم المشكلة، وإذ تقدر الجمعية لوزارة الشؤون الاجتماعية دورها في ذلك، فهي تدعو الوزارة لتبني حملة وطنية توعوية متكاملة في هذا الجانب، بالشراكة مع الجهات المعنية. وذكر الأمين العام بأن من أهم التوصيات التي خرج بها الموقف العلمي مطالبة وزارة التربية والتعليم بدمج مفاهيم التربية الجنسية وطرق الوقاية من الإيذاء الجنسي بشكل أعمق في المناهج الدراسية وبرامج التوجيه والإرشاد والصحة المدرسية، وذلك وفق المفاهيم الإسلامية، وترى الجمعية الحاجة الماسة لتطوير أنظمة رصد مشابهة لما يتوفر لدى المنشآت الصحية حيال رصد واكتشاف حالات الإيذاء الجنسي من خلال المدارس والتبليغ عنها. وحول حساسية بعض شرائح المجتمع حيال هذه القضية والتحدث عنها، أوضح الأمين العام لحياتنا بأن على بعض قادة الرأي والثقافة والإعلام، تفّهُم أهمية التوعية ببعض القضايا الحساسة في المجتمع والتي من أهمها الإيذاء الجنسي ضد الأطفال وما يتعلق بالتربية الجنسية، ومعالجة التحفظ المفرط لدى بعض أفراد المجتمع تجاه ذلك. وترى الجمعية بضرورة تبني برامج توعوية متكاملة حيال الوقاية من الإيذاء الجنسي والحد منه، على أن يتوافق ذلك مع القيم والثوابت الإسلامية، التي أولت ذلك الجانب الاهتمام والرعاية، حيث أمرت الشريعة الإسلامية بالحفاظ على العرض والنفس وسنت فيها أحكاما صارمة. وحول دور الوالدين في الحد من الإيذاء الجنسي ضد الأطفال، أبان د. عبدالرحمن القحطاني بأنه من المؤسف أن ثقافة تعليم الأطفال أساسيات الوقاية من التعرض للإيذاء الجنسي تمثل حرجا شديدا لدى الكثير من الآباء والأمهات، وهو ما يجب عليهم تداركه والعمل على تجاوزه لحماية أبنائهم، فهو مطلب شرعي لحمايتهم، وقد جاء في الحديث النبوي "كُلُّكُم راعٍ، وكُلُّكُم مَسْؤُولٌ عَن رَعِيَّتِه ".