كشف الأمين العام للجمعية الخيرية للتوعية الصحية "حياتنا" د. عبدالرحمن القحطاني أن نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم في السعودية في الفئة العمرية أعلى من 25 سنة إلى 32.9 % لدى الرجال و28.7 % لدى النساء، وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية. وهو ما يعادل إصابة شخص بالغ لكل ثلاثة أشخاص تقريباً في تلك الفئة العمرية. وفي بيانٍ بمناسبة يوم الصحة العالمي، الذي يصادف الغد الأحد ويستهدف هذا العام ارتفاع ضغط الدم تحت شعار "راقبوا ضغط دمكم لتقللوا المخاطر"، قال "القحطاني": "تكمن خطورة ارتفاع ضغط الدم في كونه واحداً من أهم عوامل الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وهما من المسببات الرئيسة للوفاة والإعاقة والعجز في المملكة".
وأضاف أن "ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى زيادة خطورة الإصابة بالفشل الكلوي وفقدان البصر. كما أنه مرض صامت وغير مرئي كما تقول منظمة الصحة العالمية، وغالباً لا يؤدي لأي أعراض ظاهرة، وبالتالي يمكن أن يصاب به الفرد لفترات طويلة، ولا يتم اكتشافه إلا بعد ظهور مضاعفاته الخطيرة على الصحة".
وقال "القحطاني" إنه لمواجهة هذا الخطر الصحي، على المستوى الوطني، فالجمعية تُطالب بتبني عددٍ من التدخلات الوطنية الداعمة للصحة من منظور شمولي وتكاملي، ومن ذلك صنع سياسات وتشريعات وطنية متعددة القطاعات، إضافة إلى تقديم مزيدٍ من تسهيل الوصول للخدمات الصحية، وتحسين البيئة، فضلاً عن كسب التأييد واستنفار المجتمع لمواجهة ذلك التحدي.
وأضاف أن هذه التدخلات تساعد بمشيئة الله في الحد من الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومضاعفاتها وغيرها من الأمراض المزمنة، وسيكون لذلك تبعات إيجابية على المستوى الصحي والاقتصادي والاجتماعي.
وفي إطار مطالبتها بتبني تشريعات وطنية داعمة للصحة حيال ارتفاع ضغط الدم والاكتشاف المبكر له، قال "القحطاني" إن الجمعية تطالب وزارة الصحة بإعداد برنامج وطني متكامل للاكتشاف المبكر للأمراض المزمنة وعوامل خطورة الإصابة بها، بما في ذلك إجراء الفحوصات الدورية التي تشمل قياس ضغط الدم، وفحص مستوى الكوليسترول والدهون والسكر وقياس كتلة الجسم للبالغين، وتوفير البنى التحتية لتنفيذ ذلك من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية.
كما دعت الجمعية وزارة الصحة إلى تبني مزيدٍ من الحملات والبرامج التوعوية المبنيّة على الأسس العلمية للحد من عوامل خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم والأمراض المزمنة ككل، بما في ذلك التوعية بأضرار الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية والملح، والخمول البدني والسمنة، وتعاطي التبغ والكحول، وعدم السيطرة على الضغوط النفسية، مع ضرورة الاستثمار في فئة الأطفال والمراهقين والشباب بكلا الجنسين.
وأكدت الجمعية أن الدراسات والأبحاث تبيّن أن السياسات والتشريعات المعنيّة بخفض كمية الملح في أطعمة الوجبات السريعة والأطعمة المعلبة والمعدة مسبقاً وتقليل استهلاك الملح يساعد في خفض نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وطالب "القحطاني" هيئة الغذاء والدواء، التي تلعب دوراً بنّاءً في صحة المجتمع، بتبني مبادرة وطنية لصنع تشريعات لتحديد نسبة الملح في أطعمة الوجبات السريعة والأطعمة المعلبة والمعدة مسبقاً، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة التجارة وغيرها من القطاعات المعنيّة. كما دعت الجمعية الهيئة إلى الاستفادة من التجربة الفنلندية والبريطانية في ذلك وعددٍ من الولاياتالأمريكية.
ودعت الجمعية كلاً من وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والشؤون الإسلامية إلى دعم ومؤازرة جهود القطاعات الصحية في تفعيل اليوم العالمي والتوعية بطرق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم. كما أكدت ضرورة مشاركة قادة الرأي والمؤسسات الإعلامية في مؤازرة تلك الجهود.
وقال "القحطاني" إن الجمعية ترحب بأي تعاون تطلبه القطاعات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتقديم الاستشارات المتعلقة ببناء السياسات والتشريعات ذات العلاقة أو التخطيط للبرامج والأنشطة التوعوية.
وحول دور القطاع الخاص في اليوم العالمي، طالبت الجمعية القطاع الخاص ممثلاً في مطاعم الوجبات السريعة ومصانع الأغذية بتحمل مسؤولياتهم الاجتماعية تجاه المجتمع، من خلال العمل على توفير البدائل الصحية، والحد من الإعلانات التي تروّج للأطعمة غير الصحية الغنية بالدهون والسعرات الحرارية والملح، وعدم استهداف الأطفال والمراهقين بها.
وقالت الجمعية إنها تنظر بمزيدٍ من القلق حول الدور المحدود للجمعيات العلمية المعنيّة بالصحة في مؤازرة تلك الجهود والعمل على كسب التأييد وصنع التحالفات لتبني سياسات وتشريعات ومبادرات وطنية في ذلك المجال، فضلاً عن إجراء مزيدٍ من البحوث الصحية ذات العلاقة، وتدعوهم إلى بذل مزيدٍ من الجهد حيال ذلك، والاستفادة من تجارب الجمعيات العلمية في كلٍ من بريطانيا والولاياتالمتحدة.
ونوهت "حياتنا" بأن الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والسيطرة عليه يمكن أن يتم من خلال إجراءات ميسرة ومتوفرة للجميع. ويمكن تلخيص أهم جوانب الحد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم في التوازن الغذائي الغني بالخضاروالفواكه والألياف، واستهلاك كمية أقل من الملح، والحفاظ على الوزن المعتدل، مع الانتظام في النشاط البدني وبمعدل 150 دقيقة أسبوعياً للبالغين و60 دقيقة للأطفال، إضافة إلى تجنب تعاطي التبغ والكحول المحرمة في الشريعة الإسلامية، يضاف إلى ذلك أهمية السيطرة والتحكم بالضغوط النفسية، وإجراء الفحوصات الدورية.