كثيراً ماتداولت الأفكار والكتابات حول الشعر، وكتابته وتأثيراته، هناك من كتب عن حزن وهناك من كتب عن فرح وهلم جرا، ولكن التساؤل هل كل مايكتب الشاعر عن واقع تجربة! وهل يصدق في مايكتب إن كان هو صاحب التجربة ! تقول العديد من الآراء والفلاسفة إن الذي يعاني في قضية ما لايستطيع وصف حالته الشخصية أوقضيته لأن الهول أفدح من أن يوصف، ولأنها ماثلة أمامه وفي أعماق نفسه، هذا مادفعني للتساؤل إذا كانت مقولة أكذب الشعر أعذبه صحيحة ! الشعراء القدامى كانوا شعراء موقف، وكانوا لايحملون فكراً أوفلسفة معينة نظراً لبدائية البيئة المحيطة بهم وثقافة التكرار. إعادة كل الحكم والمواعظ بطريقة مختلفة ولكن بنتيجة متشابهة، ترتكز أغلبها على الشيم والقيم والمبادئ القيمة والشهامة، وهذا ماجعل من هذه المبادئ تترسخ في نفوس أغلب أبناء تلك المرحلة تجد أحدهم كثيراً مايؤثر غيره على نفسه في أكثر المواقف حدة وحتى أبسطها على سبيل المثال لاالحصر. اختلف الأمر اليوم وأصبح الشاعر قوميا صاحب فكر أو منتميا لتيار معين يدعم أفكارا محددة في إطار الاصلاح الاجتماعي وماشابه، يحاول بعضهم مسايرة الإعلام ليبقى متصدراً طوال الوقت أو يكون النجم الأوحد. لكن ذلك لايتحقق لكثير من الشعراء حيث إن أغلبهم يبدئ بكتابة همه الشخصي وعند الوصول أو إشباع الحاجات والرغبات في الظهور والمكاسب الاخرى، يبدأ بكتابة مالايقتنع به فقط للمواصلة في الظهور والتصدر في المجلات والصحف.