فازت رواية "مقهى سيليني" للمصرية أسماء الشيخ (26 سنة) بجائزة "محترف نجوى بركات للرواية" في دورته الثانية التي استضافتها وموّلتها وزارة الثقافة البحرينية وشارك فيها 7 كتاب من مصر والبحرين وسورية وعُمان وفلسطين. وسلّمت وزيرة الثقافة مي بنت محمد آل خليفة والروائية نجوى بركات، الفائزة، باقة ورد للمناسبة وروايتها المنشورة عن دار الآداب اللبنانية. وشكرت آل خليفة بركات على جهودها لإنتاج 7 روايات ونشرها عن دار الآداب، كما شكرت الكتّاب أنفسهم الذين "انتظرنا رواياتهم، خصوصاً رنوة العمصي وأيمن جعفر وهما من مشروع "تاء الشباب" البحرينية التابعة لوزارة الثقافة". صورة جماعيّة في ختام حفل إعلان الرواية الفائزة في محترف نجوى بركات وشكرت بركات بدورها الوزيرة على دعمها قائلة :"لقد سبقتني الى حلمي الذي لم يتحقّق منه الا الجزء القليل"، آملاً تحقيقي نجاحات أكبر، خصوصاً أنه في رصيد المحترف حتى الآن 10 رويات (منها الروايات السبع التي نشرت في المنامة عن دار الآداب). وشكرت نجوى "المشاركين الذين فاقت حماستهم حماستها لإنتاج هذه الروايات، كما أنهم وضعوا ثقتهم فيّ". كما شكرت دار الآداب التي رافقتها منذ بداياتها ونشرت رواياتها، وهي اليوم أعطت الفرصة لمواهب الشباب وآمنت بأفكارهم ونشرت رواياتهم التي تستحق النشر. وأوضحت أن الجائزة في الأصل هي نشر الرواية الفائزة، لكن لجنة التحكيم المؤلفة من الروائي والشاعر والصحافي عباس بيضون والشاعر قاسم حداد ومديرة دار الآداب رنا إدريس ارتأت نشر الروايات السبعة نظراً لجديتها وحرفيتها الأدبية والفنية. السيدة رنا إدريس عضو لجنة التّحكيم تعلن عن الرواية الفائزة في المحتَرَف وقالت مديرة دار الآداب رنا إدريس في كلمة ألقتها، إن "محترف نجوى بركات" هو مشروع يمنح القارئ العربي فرصة الاطلاع على هذه التجارب الشابة التي تقوم بركات بجهد مميز لرعايتها. وأضافت: "هي محاولات ممتعة لاكتشاف مواهب ما كانت لتبصر النور لولا مشروع المحترف، وتطرح قضايا مهمة تشغل روائيي الجيل الجديد، بدءاً من العنصرية اللونية والتميّز ضد العمالة، مروراً بالمسألة الفلسطينية بتاريخها الإشكالي ورؤى الأجيال لحق العودة، وصولاً الى البحث عن الوالد والهوية في ظل ربيع عربي ليس بربيع، والنزاع الداخلي الدائم بين ما تتمناه الشابات والشباب، وما تفرضه القيود العائلية"... وأكدت إدريس أن "هذه التجارب السبع تستحق فعلاً أن تتبناها دار الآداب وأن تسعى الى توزيها في الأقطار العربية جميعها، علّنا ننجح في إيصال الأصوات الشابة الطازجة"، موضحة أن لجنة التحكيم اعتبرت الروايات السبع جميعها تتحلى بصفات الرواية الناجحة، لغة وحبكة وبنية. كلمة الروائية نجوى بركات قبيل إعلان الفائز بجائزة محترف الرّواية أما عباس بيضون وقاسم حداد اللذان لم يتمكّنا من حضور الاحتفال لأسباب خاصة، فأكدا في كلمتيهما التي ألقتهما نجوى بركات بالنيابة عنهما، أن الأعمال السبعة تستحق القراءة وهي أدبية بحق ومكتوبة بدراية وحرفة ومقدرة على الرصف والبناء والنسج وحنكة فعلية. وقال بيضون: "لا يمكن اعتبار الروايات السبع التي قرأتها واستمتعت بقراءتها بأنها ساقطة أو رثة أو ركيكة، ولا أبالغ إذا قارنتها بالروايات الناجحة التي تصدر في لغتنا. هي أمثلة جيّدة على أمثلة جيّدة على الفن الروائي... لقد كنت متفاجئاً ومدهوشاً وبالتالي مغتبطاً لأن هذه الأعمال ناضجة ومثمرة وواعدة". واعتبر قاسم حداد أن "مشاركتي في لجنة التحكيم من أجمل ما حدث لي في السنوات الأخيرة، على رغم ترددي الكبير في عضوية لجان التحكيم. فلست ممن يعتقدون بامتلاك الاستعداد لهذه المهمات، غير أن هذه التجربة منحتني متعة جديدة وأضافت لي خبرة نوعية خصوصاً فيما يتعلق برؤيتي الفنية لجوهرية الشعر في عموم أشكال التعبير الأدبي..." وأضاف: "نصوص الروايات السبع اشتملت على شعرية في السرد بدرجات مختلفة، وشعرنا بأن روحاً جديدة ترافق هذه الأصوات راغبة بولع جارف في التعبير عن ذاتها بحرية كاملة تقريباً". الروائية أسماء الشّيخ توقّع روايتها الفائزة بجائزة المحتَرَف (مقهى سيليني). وفي ختام الاحتفال وقّع الكتاب السبعة رواياتهم وهي إضافة الى "مقهى سيليني"، "جارية" للبحرينية منيرة سوار، و"مداد الروح" لمواطنها أيمن جعفر، و"الزيارة" للبحرينية رنوة العمصي، و"بردقانة" للفلسطيني من عكا أياد البرغوتي، و"فندق بارون" للسوري عبدو خليل، و"التي تعدّ السلالم" للعُمانية هدى حمد. يذكر أن "مقهى سيليني" تقع أحداثها في الاسكندرية، مدينة الشوارع المتوازية والمصائر المتقاطعة ما بين عالمي بيتا ورقية. وبيتا الفتاة الايطالية التي تطارد شبح أمها في رسائلها القديمة، ورُقيّة التي تطارد أشباح نجومها المفضّلين في صالات سينما الأربعينات. الجميع في هذه الرّواية يطارد أشباحه الخاصّة وأحلامه، ويجد في المدينة متنفّسًا وبراحًا. الفائزة بجائزة محترف نجوى بركات، الرّوائيّة أسماء الشّيخ، من مواليد الإسكندريّة عام 1988، تخرّجت من كلّيّة الطّب. ومقهى سيليني هو عملها الرّوائيّ الأوّل، وقد أُنجِزَ في إطار المُحتَرف الذي أقيم بالتّعاون مع وزارة الثّقافة في مملكة البحرين.