لم يشفع تاريخ سوق شارع قابل له عند أمانة جدة كأحد أقدم أسواق جدة القديمة وكونه أول سوق يضاء بالكهرباء منذ ثمانين عاما مع بداية العهد السعودي الرشيد فأطلقت الأمانة منذ أيام تراكتوراتها وبلدوزوراتها دون إكتراث أو تقدير لقيمة هذا السوق في تاريخ جدة المعماري وتاريخها الإقتصادي لتأتي على أكثر من ستين محلا تجاريا في هذا السوق وتدمرها هذه المرة بيدها وليس بسبب الانهيارات نتيجة الإهمال ونجحت الأمانة بتفوق في تحويل السوق إلى أنقاض وتركته موحشا يخيم الصمت على أرجائه ويسكنه الجمود بعد أن توقفت الحركة التجارية الرائجة فيه إلى قبل هذه الهجمة المدمرة من قبل أمانة جدة.. لقد كانت الدهشة تخيم على محيا تجاره وتتشح وجوههم بالذهول والحزن وهم يجلسون أمام محلاتهم التجارية التي دمرت بطريقة فيها الكثير من الصلف وعدم المراعاة لوضع السوق التجاري وعلاقته الوثيقة بانطلاق العديد من الأسماء والبيوتات التجارية منه لتشكل فيما بعد أسماء كبيرة في منظومة الاقتصاد الوطني ليس على مستوى جدة فقط وإنما على مستوى المملكة بأسرها. سوق قابل بعد هدم محلاته من قبل أمانة جدة الأمانة من جانبها تدعي أنها طالبت التجار بأن يزيلوا الاعتداءات التي قاموا بها على الممر بين المحلات والذي تسميه الأمانة مجازا "شارع " كما أن الأمانة على لسان المتحدث الإعلامي لها تؤكد أنها أنذرت أصحاب هذه المحلات منذ شهور ولكنهم لم يفعلوا شيء من جانبهم ولهذا قامت بإزالة هذه الزوائد التي تمت منذ زمن يتجاوز الثمانين عاما.. وبغض النظر عن وقع هذه الهدم على تجار السوق معاشيا لكن هل هناك مبرر لأن تصحو الأمانة بعد ثمانين عاما لتدمر هذا السوق وبهذه الطريقة.. ألم يكن هناك وسيلة افضل مما قامت به يمكنها أن تحقق مطالبها دون المساس أو الإضرار بالسوق الذي لن تتم إعادته بمثل ماكان عليه من النمط المعماري القديم.. خاصة بعد أن تبنت الأمانة وهيئة السياحة مؤخرا مشروعا لإحياء المنطقة التاريخية وتسجيلها في منظمة اليونسكو من خلال الحفاظ على نمطها المعماري وعمقها التاريخي وتميزها بالعديد من المقومات وفي مقدمتها أسواقها التاريخية. ينام على باب محله في السوق الذي أمضى عمره فيه عدد من أصحاب المحلات التجارية في السوق