مع احترامي وتقديري للأمير عبدالرحمن بن مساعد لما قدمه ويقدمه لنادي الهلال من وقته وماله إلا أن عاطفته تغلب على قراراته التي يتخذها بعض الأحيان، وعلى سبيل المثال في اختيار بعض اللاعبين أو بعض المدربين، وسأقف بالتحديد في إسناد مهمة تدريب الفريق لسامي الجابر وأنا على يقين أن اختياره لهذا المنصب جاء بناء على عاطفته تجاه سامي وليست لرؤية فنية حقيقية، فكلنا نحب سامي الجابر كونه لاعبا متميزا، وهو اللاعب العربي الوحيد الذي يستحق لقب الأسطورة السعودية والعربية والآسيوية مجتمعة في شخصه لما قدمه لناديه ولمنتخبه وللقارة الآسيوية بمشاركته في أربع بطولات كأس عالم ويصعب تحقيقه من أي لاعب سعودي أو عربي أو حتى آسيوي في المستقبل القريب، ولكن كل انجازاته الاسطورية لا تشفع له بقبول تدريب الفريق مع كل احترامي له، فهو لم "يحسبها صح" بل أكثر من ذلك أراد أن يقلب الهرم ويكسر القاعدة المتعارف عليها في الحياة وهي أن الإنسان يبدأ البناء من نقطة الصفر وبالتدرج حتى يصل إلى مبتغاه. فكان الأولى بسامي أن يبدأ التدريب بفئة الشباب التي كان يشرف عليها المدرب زلاتكو، وبعد أن يثبت نجاحة يحق له تدريب الفريق، ولكن سامي اختار القرار الخطأ في الوقت الخطأ بقبول عرض النادي له وهاهو يدفع الآن الثمن إن كان في حق نفسه أو في حق الهلال. فأولا: سامي بعد توليه المهمة طالب بالتعاقد مع لاعبين لا يرقون لطموحات الفريق والإبقاء على عناصر لاتخدم الفريق، كما أن لديه وجوها شابة لو استعان بها من بداية الدوري لكانت أغنته عن المحترف الأجنبي كاستيلو ومن هم على شاكلته. ثانيا: أقنع رئيس النادي بالتعاقد مع لاعب الاتحاد سعود كريري وهو لاعب متقدم في السن ولا يمكن أن يقدم أي إضافة للفريق، وكان الأولى بسامي طلب التعاقد مع اللاعب الجبرين من الرائد وهو بقيمة عقد كريري مع ملاحظة أن الجبرين سيخدم الفريق لعشرة اعوام مقبلة. ثالثا: منذ توليه تدريب الفريق ويشعر المشجع الهلالي أن كومبواريه لم يغادر الهلال، نفس النهج فوضى داخل الملعب لا تنظيم لا استراتيجة في اللعب لا خطة، كل النتائج التي حصل عليها نتاج قدرات لاعبين بمهارتهم واجتهاداتهم فقط لا علاقة لسامي بها. رابعا: دوري كامل لم يستطع سامي معالجة خط الدفاع والفراغات الموجودة في الفريق بشكل كامل. خامسا: عدم ترابط خطوط الفريق الثلاثة والتعاون فيما بينها لتضييق الخناق على الخصم. سادسا: عدم قراءة الخصم قراءة جيدة واستغلال نقاط الضعف فيه والنفاذ منها. سابعا: عدم توفيقه في التبديلات أثناء معظم المباريات، ونتذكر مباراة النصر الأخيرة عندما أخرج رأس الحربة في الفريق ياسر القحطاني وبعده ناصر الشمراني ليسمح للنصر بعدها بتسجيل هدفين متتاليين لأنه بهذا التغيير سمح للنصر بالضغط على مرماه، فكاد النصر أن يأتي بالتعادل والفوز أيضا لو بقي من الوقت خمس دقائق لكن صافرة الحكم أنقذت الهلال وسامي الذي يعلم أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم. ثامنا: عدم مراقبة مفاتيح اللعب في الخصم ومباراة النصر أيضا خير شاهد عندما أشرك كارينيو يحيى الشهري في الشوط الثاني صال وجال ولم يتم مراقبته فصنع أهداف النصر. في الختام أقول لنجمنا المحبوب سامي الجابر ليس شرطا أن أي لاعب أسطوري ينجح في التدريب، وسأضرب لك مثلا بأحسن اللاعبين في العالم بيليه ومارادونا وبوبي شارلتون ودي ستيفانو، نجحوا لاعبين ولم ينجحوا مدربين، فيما نجح لاعبون عاديون كفيرغسون وجوارديولا وانشيلوتي ومورينيو، ومن كل قلبي أتمنى لك النجاح والتوفيق في المستقبل.