يتأبط سامي الجابر أحد أشهر من قاد هجوم الهلال والمنتخب في العقدين الماضيين حقيبة مليئة بتفاصيل دقيقة عن فريقه الأزرق ، ويضع هذا الموسم زي اللاعب جانباً ليرتدي بدلة المدربين ، ويخوض مع فريقه أول تجربة له في القيادة الفنية بعد عقدين ذهبيين قضاهما قائداً لخط الهلال الناري ، وفارساً حاضراً في أوقات الحسم . سامي الجابر ، الذي عرفه الهلاليون في دوري 1410 هدافاً محلياً ، والسعوديون في تصفيات ومونديال 94 قناصاً دولياً ، وتوثق اسمه في ذاكرة الجماهير في بطولات آسيا للأندية ، وأربع مونديالات يعود اليوم لبدء مرحلة جديدة ، يحفها الخوف من فشل تجربته التدريبية ، وتحيط بها الثقة المعهودة التي يتسم بها سامي . يكسر المدرب سامي بهذه الخطوة الحاجز النفسي الذي يمنع نجوم الكرة السعودية بعد الاعتزال من العودة للمستطيل الأخضر ، ويقرر على خلاف عادة المدربين الوطنيين الذين بدأوا من أندية خارج دائرة الأضواء ؛ أن يبدأ سامي مهمته بقيادة الفريق الأكثر حضوراً في المنافسات المحلية " الهلال " . وعلى طريقة القيصر الألماني فرانز بيكنباور يحمل سامي هذه المرة آمال فريقه ، ورهانات جماهيره العاشقة في قيادة الزعيم لمنصات التتويج كمدرب، كما هي عادته حين وقع عليه الرهان مرات ومرات لحسم المباريات كمهاجم ، ونجح حينها في كسر هيبة أقوى أندية القارة الصفراء ، ولكن الأمر مخيف هذه المرة لعشاق سامي أكثر من سامي نفسه . فالمدرب الجديد لايحمل شهادات تدريبية تعينه على نوائب الملاحم الكروية، وإدارة فريقه تشعر بالملل والاحباط بعد فشل آسيوي تكرر سنوات ، وتفكر في تسليم الجابر الجمل بما حمل ، ولاعبو اليوم ليسوا بمواصفات سامي الجابر اللاعب ورفاقه الثنيان والتمياط وأبواثنين والدعيع . كما أن النقّاد وهم كثيراً مايعانون من سامي ، ويعاني منهم بقولون بأن سامي الذي صنعه الإعلام الأزرق لخلق توازن مع الغريم التقليدي النصر ، ومهاجمه العتيق ماجد عبدالله يرون بأن التدريب مجال لايستطيع إعلام الهلال التلاعب فيه ! وهاهم يبدأون تجديد ملفاتهم مع سامي المدرب بأنه لم يواجه اختباراً حقيقياً حتى اللحظة ، رغم قيادته لفريقه للتربع في الصدارة ، ويقولون بأن الاختبار الحقيقي للمدرب الجديد لم يحن وقته بعد ، والتقييم الأدق يأتي في ختام الموسم ، وساعة الحصاد ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد نالت الأقلام حتى زيه التدريبي !. إلا أن سامي ، عاشق الرياض ، ومعشوق جماهير زعيمها يجيد التعاطي مع الإعلام وأقلامه الملونة المتلونة ، ويعرف كيف يدير بوصلة اسمه الكبير في معمعة الحملات الاعلامية المؤيدة والمعارضة لسامي اللاعب السابق والمدرب الحالي ، فهو من قلة قليلة في الملاعب الرياضية تستخدم العقل في محيط ملئ بالتعصب والعواطف والميول ، ومن قلة تؤمن بأن العمل العمل العمل هو الخيار الأفضل حين يكثر الكلام . كما أنه يحمل أرشيفاً مليئاً بالصفعات المؤلمة لمنتقديه ، فحين كان لاعباً تصفه الأقلام بالمهاجم العقيم ، كان يختار الوقت المناسب ليتخم شباك الخصوم بالأهداف ، ويكسر عشرات الأقلام المناوئة ، وحين كان إدارياً لموسم واحد ، يتهم بالتمييز والتفرقة ويشكك الإعلام حتى محبيه في قدراته ؛ يقرر بهدوء أن يغادر ليجعل القاعدة " جرب غيري تعرف خيري " خير دليل على نجاحه . خارج أسوار الهلال ، وغير بعيد عن جماهير الزعيم المتيمة بسامي لاعباً ومدرباً ، وتخاف منه وعليه ، تتأمل شريحة كبيرة من جماهير المنتخب أن ينجح سامي ، ويقدم نفسه ذات يوم مدرباً للمنتخب الجريح ينتشله من براثن الاخفاقات ، وينهي عبث الكوتش الأجنبي ، وكوارث الملياردير ريكارد ، ومن نهج نهجه في نهش جثة الأسد الجريح ، وجعله يغدو جسداً هزيلاً تذروه رياح الخسائر من الشرق والغرب ، وفريسة يتمنى الآخرون لقاءها للتزود بالنقاط والنتائج . يأملون بتكرار تجارب ناجحة لمدربين وطنيين قادوا الأخضر للبطولات ، وأعادوا هيبته بعد أن كادت شمسه تغيب . فهل ينجح المدرب سامي الجابر في تكرار مسلسل نجاح " القيصر" بيكنباور الذي قاد الماكينة الألمانية لاعباً ومدرباً للصدارة ، ويبدأ الفصل الأول لمسلسل نجاح القيصر السعودي من مقر الزعيم في العريجاء ؟ وهل يكرر نجاحه كمهاجم تلذذ مرات ومرات بصرف جماهير الخصم من المدرجات مبكراً في صرفها قبل نهاية اللقاء كمدرب ؟ وكما تسبب كهداف حسم في إدارة الجماهير ظهورها لنقاد متلونين ، فهل ينجح في التسبب بهجرانها لشريحة من النقاد ؟ هذه الأسئلة لايملك الإجابة عليها إلا المدرب سامي الجابر الأكثر فهماً لقدرات الرياضي الأكثر جدلاً سامي الجابر ، وقد نرى في ختام الموسم الأول لدوري " جميل " شيئاً من إجابات سامي . رابط الخبر بصحيفة الوئام: سامي الجابر .. «القيصر السعودي» المنتظر