عقدت هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ورشة عمل بعنوان"هوية مكةالمكرمة العمرانية بين الواقع والمستقبل"، التي احتضنتها الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة أمس. وأوضح مسؤول إدارة التخطيط والدراسات بهيئة تطوير مكةالمكرمة المهندس جمال شقدار، أن الهيئة وانطلاقا من اعتماد المقام السامي الكريم للمخطط الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والذي يسعى ضمن أطروحاته المتعددة للحفاظ على روحانية مكةالمكرمة وهويتها العمرانية، أقرت عقد هذه الورشة لمناقشة جميع الجوانب المتعلقة بتعزيز الهوية العمرانية المكية والخروج بمبادرات عاجلة وآجلة تعمل جميع الجهات ذات الاختصاص على تحقيقها، سواء من الناحية الثقافية والاجتماعية البيئية والاقتصادية العمرانية والمعمارية. وتناولت ورشة العمل 4 جلسات واستعرضت 11 ورقة عمل، بمشاركة عدد من المختصين والأكاديميين والاقتصاديين والمهتمين بالشأن المكي، كما حظيت الورشة بمشاركة نحو 16 سيدة من المجتمع المكي بين أكاديميات وسيدات مجتمع ومثقفات ومهتمات بمكةالمكرمة. وقالت نزهة الجابري الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة أم القرى: إن مشاركة المرأة المكية في مثل هذه الورش تعد مشاركة مهمة ونفخر بها، ونأمل تفعيل هذه المشاركة في اتخاذ القرار بشأن الواقع المكي"، مؤكدة بأنها وغيرها من المشاركات بالورشة حرصن على تقديم مقترحات حول جلسات العمل الأربع. وترى الجابري بأن جميع المحاور التي تم طرحها تعتبر جوهرية وتلامس الهوية العمرانية التي نتوق لرؤيتها في كل معالم مكةالمكرمة وميادينها وشوارعها، واصفة شوارع مكةالمكرمة في الوقت الحالي بخليط من نسيج متضارب من هوية عمرانية غربية، فمعظم المباني ذات وجهات زجاجية تتنافى مع طبيعة الاجواء المشمسة والحارة لمكةالمكرمة وتفتقد إلى الأصالة والهوية المكية والسمة المميزة لمكةالمكرمة عن باقي مدن العالم، مؤيدة في ذات الوقت التطوير والتغيير مع التوازن والاحتفاظ بالسمة والطابع المكي والروحي لهذه العاصمة المقدسة. وحول كيفية توجيه التنمية التبعية لتصبح هوية محلية ومصدر جذب سياحي في آن واحد، اعترف رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة ماهر جمال، بأن هناك نوعا من التقصير في الهوية المكية والإسلامية في مكةالمكرمة، وأن مثل هذه الملتقيات من شأنها أن تعزز وتقنع المطورين والمستثمرين بأهمية اللمسات التراثية والمعمارية الإسلامية وغير المعيقة للمشاريع، بل تعد قيمة اضافية لها. رافضا أن يتم إلزام وفرض ذلك عن طريق الجهات المختصة أو منع إعطاء تصاريح بناء الأمر الذي من شأنه ان يعيق التنمية، لافتا إلى أن توظيف هذه المبادرات وغرس تلك الأفكار وتوظيفها بالشكل اللائق، سيجعل المستثمرين والمطورين يتفاعلون معها ايجابا بإخضاع تلك المشاريع التطويرية للهوية المكية، داعيا المطورين والمستثمرين إلى تبني هذه المبادرة، وتفعيل السمة والهوية المكية في المشاريع التنموية لما لها من انعكاسات إيجابية وقد تنتقل لخارج مكةالمكرمة وللدول الأخرى.