في لقائي مع القارئ عبر موضوع يوم أمس كنت حريصاً بمتابعة أهميات ما حدث عبر الاحتفاء الواضح والكبير بوصول سمو الأمير سلمان ومرافقيه من مسؤولين وإعلاميين إلى دول آسيا الشرقية البعيدة تماماً عن موقعنا.. لكنها - وهذا هو واقع العالم حالياً - تعتبر القريبة جداً عندما يتعلق الأمر بتقارب أساليب التطوير وتعدد أساليب التوسع الاقتصادي والخروج تماماً من إقليمية الحدود المتقاربة إلى أبعد مواقع يمكن أن تكون أكثر إيجابيات في وجود المصالح.. الدول الراقية في أي موقع قريب أو بعيد.. تفعل ذلك بوجود جزالة وعْيها الشامل، ونعرف جيداً ما كانت عليه الهند من جزالة جوع في ماضيها، ولا تبتعد الصين عن ذلك كثيراً، ومثلما لُطمت طموحات اليابان عند نهاية الحرب العالمية الثانية فإنها لم تقف عند ذلك الحزن، وإنما فرضت وجود الفرح بواقع تقدم اقتصادي واجتماعي متعدّد القدرات.. إنها مهمة يجب أن تتم تأديتها باستمرار لتطوير مفاهيم المواطن الذي لا نريده أن يتوقف عند أي عجز عربي، وإنما نريده أن يستفيد وعياً ومفاهيم بما رحلت إليه دول الفقر بالأمس القريب.. لنقل منذ خمسين عاماً.. من جزالة وجود الثروة وجزالة تعدد قدرات التقدم.. وقد فعلنا ذلك في وقت مبكر.. أعتقد أن إرشاد المواطن المحلي هنا مسؤولية وطنية شاملة.. وعندما نستأنف واقع الزيارة وتعدد الانتقال نجد أن سمو الأمير سلمان لم يتوقف عند مسار علاقات سياسية واقتصادية مع دول في واجهة الحضور الآسيوي، بل وحتى الدولي، وأعني بذلك الصينوالهندواليابان.. فيما بقيت باكستان تعاني اجتماعياً ما هو عليه واقع بعض الدول الإسلامية.. الأمير سلمان نفّذ بنجاح وترحيب من تعدد العلاقات ما هو مطلوب من توسّع في جزالة القدرات السعودية المحلية.. هذا المطلب.. ليس خصوصية غريبة ولكنه مسلكية دولية جعلت تعدّد الكفاءات هو الواقع الأول لتلاقي الأفكار والرغبات بين دول في مختلف القارات، لكنها تلتقي بما تتطلبه جزالة التوسّع في كل ما يتجدد من مطلوب.. وبقدر ما كان سمو ولي العهد قريباً تماماً مما هو مشترك الحضور لدى كل قدرات الحوار إلا أنه لم ينسَ أبداً وجود الطلبة السعوديين في جامعات هذه الدول، فكان أن أعطاهم واقع الأبوة الصادقة بما وفّره لهم من إلحاق بالابتعاث، سواء في الهند أو الصين أو اليابان.. يجعلك تضحك ولا تغضب عندما تقارن واقع ما تؤدي إليه علاقاتنا من تعدّد منطلقات تقدّم مشترك تجد أن بعض محاولات الإساءة.. عربياً.. من قبل دول مشغولة بهمومها وعجزها وتريد أن تراك في جدل معها مثلما هو الحال مع غيرها، لكن ذلك من المستحيل أن يحدث لأن التواجد في مواقع التقدّم يفصلك تماماً عن جزالة العجز العربي، ويدفعك إلى جزالة تعدّد القدرات الدولية..