الذي يقارن بين ملعبة شعر القلطة قديما وحديثا يجد أن هناك تغيرًا كبيرًا شمل الشاعر والصف والمتلقي مما تسبب في خروجه عن طبيعتها التراثية والتي ترتكز على المعنى والفتل والنقص بشكل خفي إلا للمتلقي صاحب الخبرة في فك شفرات المعنى لدى شعار المحاورة. ومع تغير ذائقة جمهور المحاورة غير الشاعر من الوضع الصحيح للمحاورة بهدف كسب اكبر شريحة من الجمهور ولو على حساب شعر القلطة الحقيقي مما دفع بعض شعراء المحاورة وخصوصا المبتدئي الى تحويلها الى ساحة مصارعة وتنافس عنصري والبحث عن أخطاء وزلات الشاعر المقابل ومن ينتمي لهم واستخدام مفردات الشتم واللعن والسباب وما زاد الطين بله هو وجود من يشجع هذا الأسلوب تحت عبارة (عيد عيد) بمعنى مطالبة الشاعر بتكرارها كمؤشر لرضاء بعض المتلقين لأسلوب المهاترات بين الشاعرين وبعض الأحيان تنقلب هذه المهاترات الى حلبة مصارعة بين جمهور الشاعرين وهذا لا يعني تعميم الحالة على الجميع لأن الساحة يتواجد بها من يحترم نفسه كشاعر ويثري الملعبة بإبداعات ومعان شعرية. ولقد ذكر لي بعض كبار السن من هواة شعر المحاورة بأن منطقة الحجاز كانت محكًا حقيقيًا لشاعر المحاورة كونها تضم جمهورًا ناقدًا ويستطيع معرفة معاني الشعر بالشكل الذي يرمي له الشاعر لذا يحسب الشاعر لهم ومعنى هذا أن للجمهور دورًا في تعديل مايحدث الآن من مهاترات بنقدها وعدم تشجيعها.