يعد الصيف موسم الحفلات العامة والخاصة وخلاله يتم تنفيذ العديد من الفعاليات والبرامج السياحية، ولا تخلو هذه المناسبات من الشعر وأهله سواء من خلال الأمسيات المنبرية أو من خلال حفلات شعر القلطة، الذي له قاعدة جماهيرية كبيرة على مستوى دول الخليج، لكونه يعد منافسة ميدانية بين الشعراء لإبراز مواهبهم الشعرية ولقد كان لشعر القلطة في بداياته سمات جعلت منه غرضا يحرص المتلقون على حضوره، وهذه السمات تتمثل في المعنى الخفي والبدع والفتل باحترافية في أطار من احترام الشاعر المقابل واحترام حضور المحاورة بعيدا عن العنصرية القبلية والتهكم بألفاظ غير لائقة. ويبدو أن جمهور شعر القلطة قد تغير بشكل كبير وأصبح يميل للمعنى المكشوف السطحي والتركيز في الأبيات التي تحمل جمل السب والتهكم على الشاعر الآخر حتى وصلت الى أن الشاعر يبحث عن عيوب وتحركات الشاعر المقابل ومعرفة سيرته وتاريخ قبيلته قبل حضوره الحفلة؛ استعدادا للمواجهة التي افقدت شعر المحاورة قيمته وجعلته يأخذ مسار آخر. ولو وجد الشاعر جمهورا منتقدا ومتابعا جيدا يعرف أن لشعر المحاورة أصوله وسماته لما سلك بعض شعراء المحاورة الأساليب المخالفة لأغراض ومبادئ شعر القلطة الجميل. والمتتبع المحاورات القديمة وفترة جيل العمالقة يجد ان هناك تغيرا كبيرا في منحى هذا اللون الشعبي، ورسالتنا لشعراء المحاورة مع بداية موسم صيف هذا العام هي المحافظة على جماليات شعر المحاورة، وعدم الانسياق خلف رغبات الجمهور السطحي الذي يردد بصوت عال عبارة (عيد عيد) عندما يسمع موالا أو بيتا من الشعر فيه تهكم وسباب للشاعر المقابل مع احترامي لجمهور شعر المعنى الجميل.