يتصدر السعوديون قائمة أكثر شعوب العالم تغريداً على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. فهو كما يبدو قد أصبح طاولة النقاش التي لا تحكمها قيود، يشترك في إدارة دفتها السعوديون مثقفون وبسطاء. فمهما كان الموضوع المطروح، في قانون تويتر يحق للجميع أن يدلي بدلوه. خصوصاً إذا تعلق الموضوع بالمرأة التي تتصدر بشكلٍ مستمر بطولة هاشتاقات السعودية. فنجدها مرة ضحية، ومرة جانية، ومرة بدراسة عجيبة غريبة لن تسمعوا عنها إلّا في مجتمعنا (كدراسة المبايض وأثرها على المرأة في حال قادت السيارة، وعقل المرأة الذي اكتشفوا أنه لا يعمل 13 يوماً بالشهر!!) ومرة هاشتاق والسلام دون معنى أو هدف. ولطالما كانت المرأة بطلة الأحداث الاجتماعية في المجتمع السعودي، والقضية الرئيسية التي يعطي الجميع لنفسه حق مناقشة قضاياها، وتتنازع التيارات حول شؤونها، فمن كان يرجوا شهرة كل ماعليه أن يزج بكلمة المرأة في أحد الهاشتاقات ليبدأ الصراع. والغريب أن غالبية هذه الهاشتاقات ليست للمطالبة بحقٍ من حقوقها، ولا لتوجيه الضوء على حالها واحتياجاتها! فلا نراهم يطالبون بحقها في التعليم أو العمل، ولايرتفع ضجيجهم لظلمٍ واقعٍ، أو حقٍ مفقود! يلقبونها بالملكة لكنها دون أية امتيازات! أما إن كنتم حريصون فعلاً ولا بد من هشتقتها، وكنتم تجهلون حقوقها وقضاياها.. فهي الأرملة والمطلقة والمحتاجة التي تكاتفت عليها مصاعب الحياة، طالبوا لها براتب شهري يكفيها عن الحاجة! إذا كان لابد من هشتقتها.. فهي العاطلة عن العمل بنسبة بطالة تقارب 85% والأعداد في ازدياد. إذا كان لابد من هشتقتها.. فهي المعنفة التي لايصل صوتها، وهي المظلومة التي تكفكف دموعها على أبواب المحاكم. وهي الطبيبة التي لم تستطع الوفاء بقسم مهنتها وإنقاذ مريضتها لأنها لم تجد من يوصلها وهي بطبيعة الحال لا تستطيع أن تقود. وإذا كنتم تعلمون وتتجاهلون، فارفعوا أصابعكم عن لوحة المفاتيح أو أبعدوها عن تاء التأنيث.