يشكّل موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بوابة معلوماتية وتواصلية بين مختلف الفئات، على مستوى دول العالم أجمع، إذ يؤكد هذا "الموقع" - يوماً بعد يوم - مدى ارتباطه بالأفراد، وعمق علاقته بهم. "تويتر"، منذ إطلاقه في يوليو من عام 2006م، وكأنه حمل معه راية التحدّي بأنه سيكون مؤثراً اجتماعياً، يبدو أنه بالفعل كسب هذا التحدي، وتناقل الأخبار والمستجدات من أدنى الأرض إلى أقصاها؛ الأمر الذي جعله يحظى بتوافد مستمر نحوه، وانضمام متواصل لأسرته التي تتجاوز مليار فرد من جنسيات، وثقافات، وتخصصات متنوعة؛ ما أسهم في تكوين الكثير لعلاقات عدة، وتبادل ثقافات وأفكار مختلفة.
ويؤكد أحد المهتمين في مجال الإعلام الجديد، صاحب مدونة "عالية وسلطان"، عبدالله بن حمد الداود، أن الأثر الاجتماعي لهذا "الموقع" يثبت قوّته على المستوى المحلي، فالمملكة تتصدر دول العالم في عدد الأشخاص الذين يستخدمون "تويتر"، من إجمالي عدد مستخدمي "الإنترنت" فيها، وذلك بحسب دراسة أعدها موقع "بيزنس إنسايدر"، إذ بلغ عدد مستخدمي "تويتر" في السعودية 4.8 مليون شخص، بنسبة تمثل 41%.
وتحظى المواضيع التي تُطرح داخل نطاق "تويتر"، ضمن ما يطلق عليه "وسم"، أو "هاشتاق"، بمعدلات عالية من المشاركات والتفاعل، ففي تلك "الهاشتاقات"، يتم تداول الكثير من القضايا التي تمسّ مختلف الشؤون والتخصصات؛ ما يتيح التعرّف ببساطة على ردود فعل عيّنة من أفراد المجتمع تجاه مجموعة من قضاياه.
ويعتقد الباحث في مجال الإعلام الجديد، صاحب مدونة "لتكن إيجابياً"، ناصر بن سعد المسن: أن هناك قضايا اتخذت من "تويتر" أرضاً لها للانطلاق منها، فعلى صعيد القضايا الاجتماعية حاز هاشتاق "حملة قيادة المرأة"، على قدر عالٍ من التغريدات، التي تحوي آراء متباينة بين الرفض والتأييد والحياد، أما على الصعيد الإنساني، فكانت حادثة "انفجار ناقلة الغاز شرق الرياض" واحدة من أبرز الأحداث التي سجّلت حضورها البارز في "تويتر"، فيما كانت قضيتا المعتقلين السعوديين في الولاياتالمتحدةالأمريكية: حميدان التركي، وخالد الدوسري، تحظيان بتداول مستمر في "هاشتاق" كل منهما، وذلك ضمن القضايا الإنسانية المتعددة التي تحظى بقدرٍ من الطرح داخل "الموقع".
ويعتقد رئيس نادي المسؤولية الاجتماعية بجامعة الملك سعود، إبراهيم المعطش: أن الشأن التوعوي بارز عبر بعض "الهاشتاقات"، والحسابات، التي تسلّط الضوء على بعض الجوانب الحياتية مثل: حالة الطرق في مدن عدة، وحالة الطقس وغيرها، أما رياضياً فكان "متصدر لا تكلمني" ظاهرة "تويترية" فريدة، إذ جاء بعد تصدّر فريق "النصر" للدوري السعودي، بعد أعوام عدة من الغياب.
ويضيف "المعطش": أن 140 حرفاً أضحت كافية لتحقيق التواصل وتبادل الأحاديث الوديّة والمعلوماتية، وأن وسائل الإعلام مصيبة في اتخاذها "التغريدات" التي تُطرح بشأنها، مصدراً معلوماتياً لها، ومرصداً سريعاً يبرز بعض الآراء والتعليقات الصادرة من بعض أفراد المجتمع؛ لتعرضها تلفزيونياً، وصحافياً، وإذاعياً.
تلك الجوانب البارزة من خلال هذا الموقع الاجتماعي، جعلته مثار جدل ونقاش، وصار مصدر معلومة يتناقلها أفراد المجتمع، بعيداً عن البحث عن مصداقيتها، وبات هذا "الموقع" الاجتماعي يحظى بمتابعة متزايدة، وغدت مراكز الأبحاث والدراسات تتخذ منه وسيلة لقياس أمر ما؛ لذا غدا "تويتر" ملهماً للكثيرين، وصار يحمل بين طياته الإيجاب والسلب، وتعالت الأصوات منادية بالإيجابية فيه؛ ولذا قامت بعض المبادرات؛ لتجعل تلك الإيجابية واقعاً ملموساً، ولعل أبرزها ملتقى "مغردون سعوديون"، الذي أقامته مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية (مسك الخيرية)، في شهر مارس من عام 2013م.