احتشد أكثر من 65 ألف شخص في موسكو أمس الجمعة للمشاركة في حفل موسيقي لدعم سكان القرم، شبه الجزيرة الاوكرانية التي طالبت سلطاتها الموالية لروسيا بالانضمام إلى روسيا، كما اعلنت شرطة موسكو. واقام المشاركون في هذا التجمع حفلا موسيقيا خلف الساحة الحمراء المجاورة للكرملين، بدأ باغنية وطنية عنوانها "ضباط" اداها مغني البوب الروسي اوليغ غازمانوف، وحملوا أعلاما روسية ولافتات كتب عليها "القرم أرض روسية" او"القرم نحن معك". ثم صعد الى المنبر الذي علته لافتة كتب عليها "نحن معا" وفد من البرلمان المحلي للقرم التقى نوابا روسا في الصباح. وقال رئيس برلمان القرم فلاديمير كونستانتينوف "تحية من القرم! امس، اتخذنا قرارا تاريخيا حول اجراء استفتاء" فيما هتف الحشد مرحبا. واضاف ان "روسيا لن تتخلى عنا"، داعيا الى دعم جميع الاوكرانيين، ضحايا السلطات "غير الشرعية"، كما قال. واوضح احد المشاركين في التجمع للتلفزيون العام "الكثير من افراد عائلتي في القرم" مؤكدا انه يريد الغاء الحدود بين روسيا والقرم بالكامل. وعلى غرار التجمعات المؤيدة لسياسات الكرملين فان هذا التجمع الكبير كان منظما بعناية من طرف السلطات التي تدفع بالموظفين الى المشاركة وتنقلهم بالحافلات الى مكان اللقاء. وطلب البرلمان المحلي للقرم الذي يهيمن عليه الموالون لروسيا من فلاديمير بوتين ان يلحق بروسيا شبه الجزيرة الاوكرانية هذه التي يرسو فيها اسطول البحر الاسود، واعلن عن تنظيم استفتاء بعد عشرة أيام للتصديق على الطلب. وسيختار الناخبون بين الالتحاق بروسيا او تعزيز الحكم الذاتي من ضمن اوكرانيا. واكد البرلمان الروسي صباح أمس انه يدعم "الخيار التاريخي" للقرم. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش هذه المسألة مع مجلس الامن الروسي ولم يتم الكشف عن مضمون المناقشات. من جهته انتقد الرئيس الاوكراني الموقت اولكسندر تورتشينوف ما اعتبره "جريمة ضد اوكرانيا ارتكبها الجنود الروس" واعلن بدء اجراءات لحل برلمان شبه الجزيرة. ودان الاوروبيون والاميركيون ايضا هذا القرار واعلنوا عن عقوبات جديدة دبلوماسية واقتصادية ضد موسكو. وكان نيكيتا خروتشيف الذي يتحدر من اوكرانيا منح اوكرانيا السوفياتية القرم في 1954. ولتدارك المحاولات الانفصالية للإقليم منحته اوكرانيا عام 1992 حكماً ذاتياً. ويتوقع ان ينظم ناشطون ضد التدخل في القرم في وقت لاحق تجمعا مرخصا له في وسط موسكو يضم نحو 500 شخص.