طلب برلمان جمهورية القرم الذي يهيمن عليه التيار الموالي لروسيا أمس من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم شبه الجزيرة الأوكرانية إلى روسيا وأعلن عن تنظيم استفتاء في 16 مارس للموافقة عليه، كما أفاد مسؤول في البرلمان. وسيكون على الناخبين الاختيار بين الانضمام إلى الاتحاد الروسي أو تعزيز الحكم الذاتي لشبه جزيرة القرم، كما قال النائب غريغوري لوف. وسارع الكرملين إلى التأكيد أن الرئيس الروسي تبلغ طلب البرلمان المحلي للقرم. ونقلت وكالة أنباء ايتار- تاس الرسمية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن «هذه المعلومة» حول طلب البرلمان المحلي للقرم «وصلتنا للتو وأبلغ الرئيس بها». وكان برلمان القرم قرر في السابق تنظيم استفتاء حول تعزيز الحكم الذاتي فقط في 30 مارس. ومنذ 28 فبراير، تسيطر القوات الروسية في الواقع على جمهورية القرم التي تتمتع بحكم ذاتي ويبلغ عدد سكانها مليوني نسمة معظمهم من أصول روسية. وكان موالون لروسيا احتلوا أمس البرلمان المحلي وعينوا في هذه الظروف التي تحتج عليها كييف، رئيسا جديدا للوزراء هو سيرغي اكسيونوف. وأعلنت النيابة العامة الأوكرانية الأربعاء بدء ملاحقة اكسيزونوف ورئيس البرلمان المحلي فولوديمير كونستانتينوف بتهمة «المساس بوحدة» أوكرانيا. وقد يحكم عليهما بالسحن عشر سنوات. وكان نيكيتا خروتشيف المتحدر من أوكرانيا «وهب» القرم إلى أوكرانيا السوفييتية في 1954. ولتدارك المحاولات الانفصالية منحتها كييف في 1992 وضع الجمهورية التي تتمتع بحكم ذاتي. وناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس طلب برلمان جمهورية القرم ضم شبه الجزيرة الأوكرانية إلى الاتحاد الروسي خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي برئاسته، كما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف. ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي عن بسكوف أن مجلس الأمن الروسي عقد اجتماعا غير متوقع لبحث الوضع في أوكرانيا وخصوصا طلب برلمان القرم، دون مزيد من التفصيل حول مضمون المناقشات. من جهته، طالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاتحاد الأوروبي بأن يبعث ب «رسالة واضحة» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا وتدخل روسيا في شبه جزيرة القرم، الأوكرانية. جاء ذلك في مستهل القمة الأوروبية الطارئة بشأن أوكرانيا أمس في بروكسل. وقال كاميرون:»علينا أن نبعث للروس برسالة واضحة، مفادها أن ما حدث غير مقبول وستكون له عواقب». ورأى رئيس الوزراء البريطاني أنه «في حالة عدم قيام روسيا بمزيد من الأعمال، سيكون ذلك غير مقبول أكثر وستكون له مزيد من التداعيات». كما شدد كاميرون على ضرورة أن يحاول الاتحاد الأوروبي إعادة روسياوأوكرانيا لإجراء مباحثات مباشرة بينهما وأن يعتمد الاتحاد «مساعدات لأوكرانيا في وقت الشدة».