الأمن قضية لا مزايدات عليه، والإرهاب الذي ضرب أرضنا وحاول زعزعة أمننا إما بتنظيمات سرية، أو دعم مادي، أو حضور لتلك الجماعات التي صنّفتها المملكة بالإرهاب، يجب أن توضع على قائمة الحرب الدائمة معها، والقرار الأخير الذي أعلنته وزارة الداخلية باعتبار القاعدة وفروعها مثل النصرة وداعش وجماعات الإخوان المسلمين وحركة أنصار الله وحزب الله في الداخل والحوثيين أنها منظمات إرهابية يعني عدم التساهل بحماية الوطن من أي فئة داخلية أو خارجية.. الأمر قد لا يقتصر على تلك الجماعات، وإنما من يغذيها ويدعمها لأن الحق القانوني للدول التي تتعرض لحرب فرضت عليها أن تقوم بالإجراءات الحمائية التي تراها، والمملكة من باب تحصين ووقاية أرضها وشعبها وممتلكاتها حاولت أن تأخذ بكل الأساليب الإيجابية، سواء من تم التغرير بهم وخضعوا للمحاكمات والتحقيقات بأن قامت بالدعوة للمصالحة والعودة للواقع، واستطاعت بالفعل أن تعيد أكثر من شاب إلى العقل والاندماج في المجتمع والحياة الطبيعية، وهو هدف كان مثار إعجاب العديد من الدول، بما فيها من رأت أنها تستحق أخذها كتجربة ناجحة.. المملكة ظلت دولة إسلامية لا يسطيع أحد أن يضعها بعكس توجهها وبقيت داعمة للإسلام والمسلمين على قاعدة التعايش ورفض أي سلوك يغاير المعتقدات والشرائع الثابتة، لكن أن يسيّس الدين ويصبح لعبة في التعاطي من فرز من هو المؤمن والكافر، وإعلان الحروب بكل الوسائل الخارجة من القانون والشرع الإسلامي، فإن الأمر يتعدى حقيقة الدين إلى الخروج عن ثوابته، وهو حكم أطلقته مختلف الدول الإسلامية مراعية حق الدفاع عن النفس والوطن حتى لا يكون الدين ذريعة لمتلاعبين ومشرعين للفوضى والاعتداء إلى حد القتل.. لقد اكتوينا من الخارجين عن نواميس الحياة بالعديد من التجاوزات بما فيها تعرض منشآت وقتل آمنين مواطنين وغيرهم، ومن مسلمين اعتقدوا بضرورة فرض معتقداتهم السياسية وتطرفهم الديني، والتي عملت على دعمهم منظمات ودول استغلت فيهم سذاجة هذا التفكير وتحويلهم إلى قوى مضادة لنواميس الحياة باستهداف المواطنين حتى في مساجدهم وحركة حياتهم الدائبة.. الواقع يقول الا مجاملات أو استسلام لحركات خرجت عن دروب الدين والحياة وهددت المجتمعات وزرعت الخوف والرعب، ولذلك جاءت القرارات السابقة والحديثة الصادرة من المملكة لحماية وجودها من أي عبث لبِس ثوب الدين أو غيره، وكان موقفاً ضرورياً وهادفاً لأن تكون المملكة أرض أمن وسلام بدلاً من أن تكون كما يريد الإرهابيون، وطن انتحار وموت..