أكد مجلس محافظة الأنبار امس أن قوات الامن تقلص مساحة الاشتباكات مع مقاتلي تنظيم «داعش» لتقتصر على مناطق في الفلوجة والصقلاوية. الى ذلك، حذر رئيس البرلمان اسامة النجيفي من «مؤامرة» تتخذ الدين الاسلامي «لبوساً» لإشاعة الارهاب في المنطقة والعالم. وقالت عضو مجلس المحافظة نهلة الراوي ل «الحياة» ان «العمليات العسكرية بدأت تنحسر تدريجاً في محافظة الانبار. والقتال الأعنف الآن في منطقة الصقلاوية، وهناك اشتباكات متقطعة في مدينة الفلوجة». وأضافت ان «العائلات النازحة بدأت بالعودة الى المحافظة والحياة تعود الى طبيعتها، لكن هناك شكاوى من استمرار سقوط قذائف المدفعية على بعض الاحياء السكنية، وندعو القوات الامنية الى توخي الحذر، خصوصاً في الفلوجة حيث يحاول الارهابيون التخفي بين المنازل». واستبعدت الراوي التوصل الى حل سياسي لإنهاء القتال في الفلوجة وقالت إن «الجماعات الارهابية لا تريد مغادرة المدينة وهي ولا تريد الا الدمار والخراب وتحاول جعل المدنيين دروعاً بشرية». وزادت: «هناك عدد قليل جداً في المدينة ممن يساند تنظيم داعش الارهابي ويجد له الحواضن ولكن السواد الاعظم من ابناء الفلوجة يسعون الى التخلص منه في اقرب وقت ممكن». وكانت وزارة الدفاع أعلنت تنفيذ قيادة القوة الجوية أكثر من 230 طلعة في محافظة الانبار ضربت خلالها اهدافاً لتنظيمي «القاعدة»، و «الدولة الاسلامية في العراق والشام». وجاء في بيان للوزارة ان «طائرات القوة الجوية نفذت 235 طلعة فعالة على 30 هدفاً لتنظيمي القاعدة وداعش الارهابيين بعد رصدها بناء على معلومات استخباراتية دقيقة في الانبار منذ مطلع العمليات العسكرية». في هذه الاثناء قال رئيس البرلمان اسامة النجيفي، خلال الاحتفال في مناسبة المولد النبوي الشريف إن «مؤامرة كبرى تستهدفنا حاضراً ومستقبلاً، ومن اخطر عناصر هذه المؤمراة اتخاذ الاسلام لبوساً والاسلام براء منها»، مبيناً أن «هذا الامر يدعونا الى التآزر والتوحد، وإن لم نفعل فإن اوطاننا ستذهب ادراج الرياح وتصبح اثراً بعد عين». وأضاف ان «العراق أوعى من غيره في الخروج من الطائفية والفئوية والحزبية لانه اكتوى بنار الطائفية»، مستدركاً إن «خروج العراق معافى من خطر الطائفية لن يتحقق إلاّ بمراجعة لما جرى في السنوات العشر الماضية. مراجعة جميع ملفات الشراكة الوطنية وآليات تطبيقها، بما يفضي إلى الحافظ على التجربة الديموقراطية في البلاد»، مطالباً «كل الاطراف بالعمل على انها سياسة الاقصاء والتهميش والاعتقالات العشوائية واستهداف الابرياء وخلق فضاء واسع بينها». وطالب ب «الحد من الترويج والتحريض الطائفيين وايقاف عسكرة الشارع وتحويل مدننا الى متاريس وخنادق للقتال، والخلط بين الارهاب، ومن لهم حقوق شرعية يطالبون بها». وشدد على ضرورة «تنظيم العلاقات بين الاقاليم والمحافظات مع الحكومة الاتحادية، ومنح الصلاحيات الدستورية بما يلائم مصلحة النّاس»، داعياً الى «تضافر الجهود الدولية والوطنية في تجفيف منابع الارهاب».