سباق انتهاء المرحلة الأولى من مطار الملك عبدالعزيز الدولي لا يزال مستمراً؛ لإنجازها في الموعد المحدد مع بداية العام المقبل 2015م، حيث سيكون المطار تحفة حضارية ومعمارية تليق باسم "الملك الموحد" -طيب الله ثراه- في محافظة جدة التي صبرت على الوضع السابق للمطار القديم بما لا يتناسب مع حركة المسافرين القادمين والمغادرين، ولا يتناسب أيضاً مع موقعها كبوابة للحرم المكي. وتحتفل جدة قريباً بمطار يعد واحداً من أجمل وأضخم المطارات على مستوى العالم من حيث الشكل والمواصفات والكفاءة والتجهيزات التقنية الأحدث على مستوى العالم، والتي تمكنه من خدمة أكثر من ثلاثين مليون مسافر سنوياً في المرحلة الأولى، وأكثر من (43) مليون مسافر بعد الانتهاء من المرحلة الثانية. ويُجرى العمل في المرحلة الأولى من مطار الملك عبدالعزيز الجديد على قدم وساق من قبل أكثر من (26) ألف عامل ومهندس و(100) شركة، لتكون المحصلة مدينة متكاملة قائمة بذاتها، حيث يزيد حجم الصالات أكثر من خمسة أضعاف الصالات الموجودة في المطار القديم التي كانت تخدم الخطوط السعودية والأجنبية ومرافقهما. م.عابد: إنجاز 75% من المشروع والصالات تخدم 70 طائرة في وقت واحد "الرياض" تواجدت في المشروع والتقت مع "م. محمد بن أحمد عابد" -المشرف العام على مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد-. وقال إن العمل يتم وفق الخطة المحددة ليكتمل البناء -بإذن الله- في موعده المحدد نهاية العام الحالي، ومن ثم تبدأ عملية التشغيل التجريبي لكافة مرافق المطار للتأكد من كفاءتها، ومن بعد ذلك سيبدأ التشغيل الرسمي للمطار والذي يتوقع أن يكون في نهاية النصف الأول من العام القادم 2015م، مشيراً إلى أن المشروع الجديد للمطار هو مدينة بحد ذاتها، حيث لم يتم التأثير على حركة المسافرين في المطار القديم إلى درجة أن الداخل والخارج من صالات السفر القائمة في المطار القديم لا يكاد يحس أن هناك مطارا جديدا يتم العمل فيه؛ لأن المشروع لم يستخدم أي طريق من الطرق المؤدية للصالات الشمالية أو الجنوبية، بل ولم نستخدم أي مرافق خدمات أرضية في المطار القديم، وهذا جعل للمشروع خصوصيته. م.محمد عابد مُتحدثاً للزميل سالم مريشيد 220 كاونتراً وأضاف "م. عابد" إن العمل يجري في المشروع بكل سلاسة بمشاركة أكثر من (26) ألف عامل ومهندس ومشرف يتبعون (100) شركة تنفّذ مختلف مرافق المطار، وهذا يوضح ضخامة حجم المشروع الذي سيعد نقلة حضارية للمملكة، وإضافة مميزة إلى محافظة جدة، مبيناً أنه تم حتى الآن بفضل الله إنجاز ما بين (70-75%) من مختلف التجهيزات والصالات في المطار الجديد، وتتكون من مختلف المرافق التي يحتاجها المسافر، حيث ستضم (220) "كاونتراً" لخدمة المسافرين على الرحلات الدولية والداخلية، إضافةً إلى (80) موقعاً للخدمة الذاتية، موضحاً أن تشغيل المطار سيتم بشكل آلي وبأحدث وسائل التقنية الحديثة وبأعلى مستويات السلامة، وقد تم حتى الآن بناء أكثر من (75%) من جسور البوابات الثابتة التي تتصل بها المتحركة التي يمر عبرها المسافرون إلى داخل الطائرات والبالغ عدده (94) جسرا متحركا من الصالات إلى داخل الطائرة. وأضاف أنه تم تركيب معظم السلالم المتحركة التي تنقل الركاب و"العفش" على امتداد صالات المطار التي يبلغ طولها (1700م)، وتغطيتها لحمايتها من العبث أو الغبار، لافتاً إلى أن "رخام" أرضيات الصالات تم تركيب جزء كبير منه ويجري العمل بنشاط من أجل ربط جزء الصالة الجنوبي بامتدادها الوسطي والذي سيتم خلال الشهور القليلة القادمة، ليكتمل جسم الصالات بشكل كامل والذي صمم على شكل قوس. التشطيبات النهائية لصالات مطار الملك عبدالعزيز الجديد من الداخل ربط بالبيئة وأكد "م. عابد" على أنه روعي في تصميم وتنفيذ المطار أن يكون صديقاً للبيئة، حيث إن جميع المواد المستخدمة في إنشائه تخدم هذا التوجه، حتى الإضاءة المستخدمة في الصالات وساحات المطار روعي أن تكون بمواصفات خاصة تخفف من الانبعاث الحراري وعمرها الإفتراضي يزيد عن (20) عاماً، مما يُقلّل من تكاليف الصيانة، مضيفاً أنه سيتم العمل على نشر المسطحات الخضراء حول الصالات بشكل يضيف المزيد من الجمال، ويجري حالياً إنشاء حديقة مساحتها (20) ألف متر مربع، وحوض للأسماك بارتفاع (13) متراً، وقطر سبعة أمتار من أجل ربط المشروع ببيئة جدة البحرية، وهذه من الجوانب التجميلية التي يمكن للمسافر الاستمتاع بمشاهدتها أثناء جلوسه في الصالات المغطاة جوانبها على امتدادها بألواح زجاج لا تمنع الرؤية. جانب من مشروع الصالات والجسور المتحركة مواقف السيارات وتحدث "م.عابد" عن العديد من التفاصيل بالأرقام قائلاً: تم العمل في (36كلم) من الطرق "الأسفلت" على الأرض و(12كلم) من الكباري، وبلغت أطوال "الكابلات" المستخدمة في المشروع (540كلم)، وتم إنشاء نفق خدمة لجميع شبكات التمديدات الخاصة بالمشروع من كهرباء واتصالات ومياه ووقود وغيرها بارتفاع أربعة أمتار، ومسار يمتد على طول (16كلم)، مضيفاً أن ثلاثة أدوار من المبنى تقع تحت منسوب الأرض -بدروم-، وذلك بعد أن تم تجفيف المياه الجوفية من الموقع بعمق (23م) تحت الأرض، وهذه الأدوار الثلاثة ستستخدم لمواقف السيارات، وتستوعب (8200) سيارة في آن واحد مجهزة بأجهزة الكترونية تمكن المسافر من معرفة موقع وقوفها، مبيناً أنه توجد مناطق لمواقف سيارات الموظفين ومواقف الانتظار الطويل ومواقف الباصات وكذلك مواقف سيارات الأجرة وشركات التأجير، لافتاً إلى أنه يتبع للمشروع (25) مبنى لكافة الخدمات التي يحتاجها المطار، ذاكراً أن صالات المطار يمكن أن تخدم (70) طائرة في وقت واحد عبر الجسور المتحركة المتصلة بالمبنى. المسجد الخاص بالمطار يتسع لأكثر من 3000 مصل وأشار إلى أنه يوجد(28) موقفا جانبيا للطائرات، وجميع الطائرات ستتم خدمتها عبر تمديدات رئيسية من تحت الأرض وتزويدها بالماء والوقود دون وجود سيارات أو معدات تحت الأرض، مضيفاً أن المطار الجديد سيساهم في فتح المجال للعديد من الوظائف، حيث إن الدراسات الأولية تشير أن تشغيل المطار يحتاج إلى ضعف العاملين لكل جهة عاملة في المطار، والخطة المقترحة لتشغيله ستتم عبر شركات عالمية متخصصة، وهذا لن يقلل من نسبة السعودة؛ لأن النظام يؤكد على السعودة في جميع المجالات حتى من قبل هذه الشركات وفق شروط العقود. سيور متحركة وتجوّلت "الرياض" برفقة "هشام حريري" -مدير الأمن والسلامة- وشاهدت أن بعض المنشآت وصل حجم المنجز منها (80%)، مثل الجسور الموصلة للطائرات، وكذلك أرضيات الصالات، حيث تم إنجاز نسبة كبيرة من رخامها، إضافةً إلى تركيب بعض المصاعد وإنجاز نسبة كبيرة من السيور المتحركة الخاصة بنقل الركاب عبر صالات المطار، وتم الانتهاء من تركيب "سيور" نقل العفش، وكذلك الانتهاء من تركيب جزء كبير من سقف الصالات وتركيب الصوتيات ووسائل السلامة، إلى جانب إنشاء برج المطار الذي يرتفع (136م)، حيث يُعد واحدا من أعلى أبراج المراقبة في المطارات على مستوى العالم. وتم بناء عدد كبير من المباني المساندة البنية التحتية ومسارات القطارات المرتبطة بمشروع قطار الحرمين والكباري والأنفاق الخاصة بالمشروع وأررصفة محطة القطار، التي تضم ستة مسارات -أرصفة-، ويجري العمل في بناء المسجد الذي يقع في الجهة الشرقية من الصالات، وصمّم بطريقة معمارية مميزة. برج المراقبة يرتفع لأكثر من 136 متراً مواكبة الحركة ويواكب المشروع الجديد النمو المتوقع في حركة السفر عبر المطار، حيث أوضح "م. عابد" أن صالة الخطوط السعودية سيتم تحويلها إلى قرية شحن دولية، وسيتم طرح مليون متر مربع للاستثمار من قبل رجال الأعمال بعد الانتهاء من المشروع والبدء في تشغيله، مشيراً إلى أن الاستغناء عن الصالتين القائمتين حالياً وهما الصالة الشمالية والجنوبية سيتم بالتدرج، لكن لن يحتاج ذلك إلى زمن طويل، أمّا بالنسبة لصالة الحجاج فستبقى قائمة وتؤدي خدمتها لرحلات الحج بنفس الوضع السابق، مبيناً أن الدراسات الخاصة بالمرحلة الثانية تم الانتهاء منها، ويعملون على البدء في تنفيذها قبل عام 2025م، حسب ماهو محدد في السابق إذا كانت حركة السفر تستدعي ذلك، مؤكداً على أن المرحلة الثالثة ستتحدد على ضوء الحاجة المستقبلية، وسيكون المشروع الحالي تحفة معمارية ومعلماً بارزاً لمدينة جدة.